الأحد 29 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

"السيسي" يزور بكين الثلاثاء المقبل.. الرئيس يبحث تفعيل التعاون مع الصين لصالح القارة الإفريقية.. والوصول بالعلاقات إلى مستوى "الشراكة الاستراتيجية الشاملة".. وزيادة الاستثمارات

الرئيس عبد الفتاح
الرئيس عبد الفتاح السيسى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يزور الرئيس عبد الفتاح السيسى الصين يوم الثلاثاء المقبل لبحث عدد من القضايا الاقليمية والدولية وسبل تعزيز التعاون المشترك بين البلدين.
ومن المقرر أنه سيتم الإعلان أثناء الزيارة عن الارتقاء بالعلاقات بين البلدين إلى مستوى "الشراكة الاستراتيجية الشاملة" بما يتناسب مع تميزها وامتدادها على مدى ستين عاما.
ومن المنتظر أن يتم خلال الزيارة طرح العديد من مشروعات المشاركة بين الجانبين وذلك في إطار تنويع مصر لشراكتها الاستراتيجية مع دول العالم المتقدمة إضافة إلى حرص الصين على تعزيز تعاونها مع مصر كمدخل للعبور إلى إفريقيا.
كما يتم استعراض أهم المشروعات الاقتصادية للتعاون مع الصين خلال المرحلة المقبلة وعرض الجهود المصرية لحل عدد من المشكلات التي تواجهها بعض الشركات الصينية وأهم المعوقات التي تقف أمام بعض الاستثمارات الصينية وسبل حلها وذلك في إطار سعى الدولة لتحسين الأجواء الاستثمارية للشركات العاملة في مصر.

التعاون المشترك
كما يبحث الرئيس تطور العلاقات المصرية الصينية في ظل امتلاك البلدين أرضية مشتركة وخلفية ثقافية متقاربة إضافة لوجود دوافع لدى الحكومتين على ضرورة تعميق المصالح المتبادلة فالجانب الصينى يعتبر مصر بمثابة بوابة لإفريقيا والجانب المصرى يعتبر الصين نموذجا فريدا في التنمية الاقتصادية حيث يسعى الرئيس السيسى للاستفادة من التجربة التنموية الصينية حيث حقق الاقتصاد الصينى معدلات عالية على الرغم من الأزمة المالية التي مر بها العالم فضلا عن وضرورة نقل التكنولوجيا الصينية لمصر والاستفادة من تزايد عدد السائحين الصينيين الذين يزورون مصر سنويا ويقدر عددهم بنحو 100 ألف سائح.

العلاقات المصرية – الصينية في عهد السيسى
وكان الرئيس السيسى قد التقى في الثالث من شهر أغسطس الماضى - وانج يى- وزير خارجية جمهورية الصين الشعبية حاملا رسالة شفهية إلى الرئيس من الرئيس الصينى - شى جين بينج - تضمنت تجديد التهنئة على تولى منصب رئيس الجمهورية والإشادة بدوره في هذه المرحلة الحيوية الفارقة في عمر الدولة المصرية وبجهوده الحاسمة لتحقيق الاستقرار في مصر وبما يتناسب مع كونها دولة عريقة ذات ثقل كبير في محيطها الإقليمى وعلى الصعيد الدولي فضلا عما تتمتع به من علاقات صداقة تاريخية وعميقة مع الصين مؤكدا دعم بلاده للجهود المصرية المبذولة لتحقيق التهدئة والهدنة في قطاع غزة وموجها الدعوة للرئيس لزيارة الصين.
وأضاف الوزير الصينى أن بلاده تقدر أن تطوير علاقاتها مع مصر يتعين أن يتركز على منظور استراتيجى بعيد المدى لاسيما أن تحقيق الاستقرار في مصر يمثل ركيزة لاستقرار المنطقة معربا عن ثقة بكين في استئناف مصر لدورها التقليدى في محيطها الإقليمى وعلى الصعيد الدولى.
ويعد اللقاء بوابة العبور للقاءات أخرى أهمها لقاء مبعوث الصين الخاص بالشرق الأوسط السفير - قونغ شياو شنغ- مع مسئولى وزارة الخارجية والمعنيين وممثلين عن الجامعة العربية أثناء زيارته لمصر مؤكدا استمرار بلاده في بذل الجهود لدعم عملية السلام وإعمار غزة.
كما عقدت جلسة الحوار الاستراتيجي بين مصر والصين برئاسة وزيرى خارجية البلدين سامح شكرى ووانج يى وبمشاركة وزراء التجارة والصناعة والكهرباء والتعاون الدولى والاستثمار وممثل عن كل من وزارة النقل وهيئة قناة السويس وعدد من مسئولى الوزارات المعنية من الجانب المصرى وعدد من كبار المسئولين في وزارتى الخارجية والتجارة في الصين.
فتح آفاق جديدة للتعاون
وتم خلال جلسة الحوار التأكيد على أهمية تعزيز العلاقات بين البلدين والنظر في فتح آفاق جديدة للتعاون تعود بالمنفعة المتبادلة بين البلدين وعرض الوزراء المصريون مقترحات بشأن مستقبل التعاون في مجالات الطاقة بما فيها الطاقة الجديدة والمتجددة كالطاقة الشمسية وطاقة الرياح والتعاون في مجال إدارة المناطق الاقتصادية وزيادة الصادرات المصرية للصين لعلاج الخلل الكبير في الميزان التجارى لصالح الصين وبحث سبل تعزيز التعاون الثنائى في قطاعات الزراعة والصناعة والتكنولوجيا والنقل والسكك الحديدية بما فيها تنفيذ مشروع القطارات فائقة السرعة والاستفادة من البرامج التدريبية التي توفرها الصين.
المثلث الذهبى
كما تم بحث سبل تشجيع الاستثمارات الصينية وزيادتها والعمل على تذليل المعوقات التي تواجه المستثمرين والتجربة الناجحة للصين في مشروع تنمية منطقة في شمال غرب خليج السويس والمشروعات التي تعتزم مصر تنفيذها كمحور قناة السويس والمثلث الذهبى.
أكد وزير الخارجية الصينى أن الاستثمارات الصينية في مصر بلغت نحو 500 مليون دولار وذلك كان خلال السنوات الأخيرة.. معلنا أن الجانب الصينى يسعى إلى تعزيز تواجده وان الاستثمارات الصينية في مصر ستشهد نموا سريعا خلال الفترة المقبلة. وأشار إلى أن تعزيز التعاون مع الجانب المصري سيكون في العديد من المجالات منها البنية التحتية والسكك الحديدية والطاقة والغاز الطبيعى والطاقات المتجددة والصناعة والزراعة الحديثة وتكنولوجيا الأقمار الصناعية.. مضيفا أن التعاون الصيني في مشروع قناة السويس اسهم في توفير 1300 فرصة عمل حتى الآن ومن المتوقع أن يتم توفير ما يقرب من 6 الآف فرصة عمل أخرى بعد انتهاء المرحلة الأولى من المشروع.
التعاون العسكري
قام وفد رفيع المستوى برئاسة مساعد وزير الدفاع لشئون التسليح اللواء فؤاد عبد الحليم بزيارة إلى بكين بهدف الإطلاع على أحدث الأسلحة الصينية ومن أجل الاتفاق على الحصول على أنواع منها في مجالات عدة خصوصًا في أنظمة الدفاع الجوى والأنظمة الصاروخية إضافة إلى دفع التعاون في مجالي التصنيع المشترك والتدريب، وقد اجتمع سيادته مع وزير الدفاع الصينى تشانغ وان تشيوان وقد تركز الاجتماع على تعزيز التعاون الدفاعى بين الدولتين.
وفى اشادة بقوة الدفع القوية للعلاقات العسكرية الثنائية قال وزير الدفاع الصينى إن الصين ترغب في بذل جهود مشتركة مع مصر لتدعيم التعاون البرجماتى بين قواتهما المسلحة وتعزيز العلاقات العسكرية ونقلها إلى مستوى جديد.
مبعوث الرئيس الصينى
استقبل الرئيس السيسي في 22 شهر نوفمبر الماضى منج جيانتشو المبعوث الخاص للرئيس الصيني وعضو المكتب السياسي ورئيس اللجنة القانونية والأمنية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني على رأس وفد صيني رفيع المستوى.
وأكد المبعوث الصيني أن بلاده تعتز بعلاقاتها مع مصر وتنظر إليها كشريك استراتيجي ومن ثم فإنها تحرص على تعزيز علاقاتها معها في كل المجالات ومن بينها المجال الأمنى والقانونى وذلك جنبا إلى جنب مع المجالات الاقتصادية اخذا في الاعتبار ما يواجهه البلدان من تحديات الإرهاب.
وأشاد بالجهود المصرية المبذولة على صعيد مكافحة الإرهاب منوهًا إلى رغبة بلاده في تعزيز تعاونها الأمنى مع مصر لمواجهة المخاطر الأمنية المشتركة.
وطلب الرئيس السيسى الرئيس نقل تحياته وتقديره للرئيس الصيني منوهًا إلى عمق العلاقات التاريخية بين البلدين حيث كانت مصر من أوائل دول العالم التي اعترفت بالصين مؤكدا على اعتزاز مصر بعلاقاتها مع بكين وتأييدنا لسياسة الصين الواحدة فضلًا عما يجمع البلدين من مبادئ مشتركة لإدارة السياسة الخارجية من أهمها الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشئون الداخلية للدول.
وأضاف الرئيس أن زيارته المرتقبة إلى الصين تعكس مدى التقدير والاحترام الذي تحظى به الصين دولة وقيادة وشعبا من مصر وشعبها مؤكدًا على ثقتنا في نوايا الصين الطيبة إزاء مصر وجدية تطلعها لتعزيز علاقاتها مع مصر.
كما أعرب الرئيس عن إعجابنا بالتجربة الصينية وبما حققه الشعب الصيني من طفرة اقتصادية في مدى زمني قصير منوهًا إلى تطلعنا لتعزيز علاقاتنا مع الصين في كل المجالات ومؤكدا أن مواجهة الإرهاب وإن كانت تتطلب تنسيقًا أمنيًا مشتركًا إلا أنها تحتاج أيضا إلى التنمية الاقتصادية والاجتماعية بما في ذلك تطوير التعليم وتوافر فرص العمل، كما نوَّه سيادته إلى الدور الذي يمكن أن يقوم به الأزهر الشريف عبر مبعوثيه لتصحيح المفاهيم ونقل الصورة الحقيقية للإسلام بسماحته واعتداله.
التعاون الاقتصادى
وعلى الصعيد الاقتصادي، أشار الرئيس إلى تطلعنا لقيام الصين بزيادة استثماراتها في مصر لا سيما في ضوء العديد من المشروعات الاستثمارية الواعدة التي يجري تنفيذها حاليًا في مصر أو التي يتم الإعداد لها ومن بينها مشروع تنمية منطقة قناة السويس، وإنشاء مدينة للتجارة الدولية وما يرتبط بهما من فرص استثمارية وصناعية الأمر الذي سيساهم في إيجاد أسواق جديدة لتصريف المنتجات الصينية في أوروبا وإفريقيا.
كما أكد الرئيس على أهمية تفعيل التعاون الثلاثي مع الصين لصالح القارة الأفريقية.
وأكد المبعوث الصيني على عزم بلاده مواصلة دعمها لمصر في كل المجالات ولاسيما على الصعيد الاقتصادي مؤكدًا على أهمية مصر الاستراتيجية في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا وقيام حكومة بلاده بتشجيع الشركات الصينية على الاستثمار في مصر والمساهمة في المشروعات التنموية الكبرى بما في ذلك مشروعات البنية التحتية فضلًا عن مساهمة المؤسسات المالية الصينية في تمويل العديد من المشروعات المشتركة في كل المجالات إضافة إلى البُعد الثقافي الذي يحتل مكانة متميزة في العلاقات بين البلدين.
المجال السياحي
وأكد الرئيس على أهمية العامل الزمني لتنفيذ كل ما يتم الاتفاق عليه بين الجانبين لتحقيق تقدم بشكل متوازٍ على كل الأصعدة.
كما أولى الرئيس التعاون في المجال السياحي اهتماما خاصًا؛ فأعرب المبعوث الصيني عن تقدير الشعب الصيني للحضارة المصرية القديمة واهتمامه بزيارة المقاصد السياحية المصرية وحرصه على السياحة في مصر ولاسيما السياحة الثقافية، مؤكدا على قيام بلاده بتشجيع المواطنين الصينيين على زيارة مصر.