هدرا جرجس.. تذكروا هذا الاسم جيدًا فإن له مستقبل عظيم فى دنيا الأدب، لا أكتب كثيرًا عن الأدب لكن رواية هدرا "صياد الملائكة" أثارت قرون الاستشعار لدىَّ فأحببت أن أكتب عنها.
هدرا، رائع للصراحة الشديدة التى يتميز بها أديب وروائى مسيحى فى مجتمع مصاب بعقدة كراهية الآخر، لم أقرأ عملًا أدبيًا بهذه الصراحة وذلك الوضوح، أن تكون مسيحيًا فى صعيد مصر، أن تكون مسيحيًا فى مجتمع لا يؤمن بالتعددية، فمعناه أنك تعيش كنصف مواطن، وظل إنسان، وبقايا شخص.
تصدمك الدهشة وأنت تقرأ كيف كان تلاميذ المدرسة يتجمعون حول حنا (بطل الرواية) فيضربونه ويهددونه بالمساطر البلاستيك: أسلم يا كافر.. كيف؟ اشهد ألا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله.. يفعل الرجل تحت وطأة الضرب وهو يجهل لماذا عليه أن يدفع ثمن اختلافه دائمًا.
خواجة، نصرانى، كافر، ألفاظ تطارده فى كل مكان دليل أنه مختلف، يتعرض لخيبة الأمل مرة ومرات، لكن أحدًا لا يمد له يد المساعدة لينتشله من ذلك المستنقع العميق للكراهية، وحتى الحكومة ممثلة فى أجهزة الأمن تعمل ألف حساب للجماعات المتطرفة الملتفة حول عنق الوطن كحبل مشدود، يسقط بطل الرواية المسيحى أسيرًا فى أيدى الناس لأنهم اكتشفوا صعود مُومس مسلمة إلى شقته، يُضرب حتى نصف الموت ويُجر جرًا إلى قسم الشرطة ليستكمل رجال الأمن ضربه وتأديبه، يسأله رجل المباحث فى منطقية: ينفع كلب يتجوز قطة؟ ويرد غير ممكن.
هكذا يُحلّق هدرا فى سماوات مفتوحة بعيدًا عن رتابة التلميح، مقدمًا وثيقة اعتراضه على التمييز المجتمعى.. إنه تمييز غريب يقبل بوجود دعارة سرية، لكنه يرفض لقاء مسلمة بمسيحى تحت أى مسمى، يطلق الكاتب صيحته معتبرًا أزمة المسيحيين نتاج تردى مؤسسات الدولة بدءًا من الحكومة والأمن وحتى المسجد والكنيسة.
"لست مواطنًا.. لست مصريًا.. أنت خواجة.. آخر.. وعليك أن تصمت وترضى وتتبع حتى لا تُهان"، هكذا يخلص الروائى المنطلق.
يكتب هدرا، بسلاسة وجمال وجاذبية تليق بشاب فى الثالثة والثلاثين يخطو بخطى واثقة نحو الأدب الأجمل.. الواقعية والصدق جناحاه ليُحلّق سعيدًا.
تصدمك الدهشة وأنت تقرأ كيف كان تلاميذ المدرسة يتجمعون حول حنا (بطل الرواية) فيضربونه ويهددونه بالمساطر البلاستيك: أسلم يا كافر.. كيف؟ اشهد ألا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله.. يفعل الرجل تحت وطأة الضرب وهو يجهل لماذا عليه أن يدفع ثمن اختلافه دائمًا.
خواجة، نصرانى، كافر، ألفاظ تطارده فى كل مكان دليل أنه مختلف، يتعرض لخيبة الأمل مرة ومرات، لكن أحدًا لا يمد له يد المساعدة لينتشله من ذلك المستنقع العميق للكراهية، وحتى الحكومة ممثلة فى أجهزة الأمن تعمل ألف حساب للجماعات المتطرفة الملتفة حول عنق الوطن كحبل مشدود، يسقط بطل الرواية المسيحى أسيرًا فى أيدى الناس لأنهم اكتشفوا صعود مُومس مسلمة إلى شقته، يُضرب حتى نصف الموت ويُجر جرًا إلى قسم الشرطة ليستكمل رجال الأمن ضربه وتأديبه، يسأله رجل المباحث فى منطقية: ينفع كلب يتجوز قطة؟ ويرد غير ممكن.
هكذا يُحلّق هدرا فى سماوات مفتوحة بعيدًا عن رتابة التلميح، مقدمًا وثيقة اعتراضه على التمييز المجتمعى.. إنه تمييز غريب يقبل بوجود دعارة سرية، لكنه يرفض لقاء مسلمة بمسيحى تحت أى مسمى، يطلق الكاتب صيحته معتبرًا أزمة المسيحيين نتاج تردى مؤسسات الدولة بدءًا من الحكومة والأمن وحتى المسجد والكنيسة.
"لست مواطنًا.. لست مصريًا.. أنت خواجة.. آخر.. وعليك أن تصمت وترضى وتتبع حتى لا تُهان"، هكذا يخلص الروائى المنطلق.
يكتب هدرا، بسلاسة وجمال وجاذبية تليق بشاب فى الثالثة والثلاثين يخطو بخطى واثقة نحو الأدب الأجمل.. الواقعية والصدق جناحاه ليُحلّق سعيدًا.