السبت 23 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

مولانا نجيب محفوظ ليس أسطورة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كان القرار سريعا لم يستغرق وقتا طويلا فى التفكير، لا بد أن نحتفل بذكرى ميلاد نجيب محفوظ، مضى على ميلاده ١٠٣ أعوام، قررت أن نمد الحديث لثلاثة أيام. أمدنى الصديق الكاتب العاشق لنجيب محفوظ مصطفى بيومى دراسته «المسكوت عنه فى روايات نجيب محفوظ»، وهى دراسة مهمة جدا مثل بقية دراسات مصطفى بيومى عن نجيب، قررت أن أنشرها على ثلاث حلقات، وفتحت الباب أمام شباب المثقفين والمبدعين ليكتبوا ما يريدون عن نجيب محفوظ، فكتب سامح قاسم الكاتب والمثقف الحلقة الأولى الذى تطرق فيها إلى علاقة نجيب بالمرأة، وقدم لى محمود الغيطانى الحلقة الثانية التى ألقى الضوء فيها على الجانب الآخر من حياة نجيب محفوظ. وكانت الحلقة الثالثة إضاءة مختلفة من الروائى الكبير محمد المنسى قنديل الذى قال بصراحة إن حرافيش الجمالية سجنوا صاحب نوبل فى الحارة.
نشرنا الحلقة الأولى لتقوم القيامة، وتلقيت ردود فعل عنيفة جدا، وغضبا رأيته مبالغا فيه بالطبع، فقررت حجب الحلقتين المتبقيتين. وأعترف أننى كنت أريد إدارة حوار حول نجيب محفوظ، يخرج من أرضية غير تقليدية، فنجيب كاتب عالمى، هو بالمناسبة كاتبى المفضل، ويعتبرنى البعض واحدا من دراويشه، لكنه ليس مقدسا، ليس أسطورة نسلم بها ونستسلم لها، هو فى النهاية جزء من تاريخنا، وتاريخنا ملكنا نقلب فيه كيف نشاء.
ستقول: قلب فى التاريخ كما تريد، لكن إياك والإساءة لنجيب محفوظ، وهنا نتساءل عن الإساءة؟ عن ماهيتها وأدواتها والأساليب التى تتم بها، يمكن أن يكون أى كلام مختلف أو مخالف لما تعتقده عن نجيب محفوظ إساءة، وعليه فلن يتحدث أحد، ولن نستطيع تقييم تجربة هى الأهم فى تاريخ الأدب العربى، لكن سنحولها إلى ضريح نطوف حوله، ونلتمس منه البركة، دون أن ندرى حقيقة وقيمة الولى المدفون فى الضريح.
سيقولون إننا نشوه الرموز؟
ومن قال إن نقدنا لرموزنا ومناقشتهم وتعرية ما فعلوه وما قالوه تشويه.
إنه حجة الذين لا يريدون أن يرهقوا أنفسهم بالتفكير، يرون العالم من زاوية واحدة، وبنظارة واحدة وبلون واحد، فإذا أردنا أن نوجه عقولهم وقلوبهم لمنطقة جديدة، رفضوا وتعمدوا أن يشوهوا كل ما يخرج عن مألوفهم.
إننى أعتبر نجيب محفوظ شيخى، تعلمت على يديه الكثير، لكنى لا أرفعه لدرجة ألا يسأل عما فعل، لا أمر بجواره طالبا البركة، خافضا الصوت، مرهف السمع، ارتقيت على يدى بعض أبطاله درجات فى سلم الروح ـ من ينسى جلال صاحب الجلالة ـ لكنى لا أمنحه تفويضا على بياض. قد لا تهمنى كثيرا حياته، ولا أخلط بينها وبين ما أبدعه، لكننى لا أقف أمامه خاشعا متبتلا ومتأملا. ولذلك سمحت بأن ندخل إليه من زاوية يمكن أن يراها البعض انحرافا، ويمكن أن يتعامل معها البعض على أنها كفر.
مهمتى أن أدير نقاشا فى المجتمع من خلال صحيفة قررت أن تكون مختلفة ولا تسير مثل القطيع وراء صحف أخرى تدعى ريادة وانفرادا، رغم غرقها فى التقليدية والتقليد، فالحوار هو الذى يضمن حيوية المجتمع، هو الذى يمنحه قدرة على الاستمرار، فإن لم نسمع لبعضنا البعض، فلن نسمع لأنفسنا بعد ذلك، ثم إننا ندعى أننا نقبل الرأى الآخر، فأردنا أن نجرب هذا على أنفسنا، لكن يبدو أن التجربة لم تنجح بالقدر الذى كنت أحلم به.
لا أقبل ولا يقبل من يعملون فى هذه الجريدة إساءة لنجيب محفوظ، لكننا لا نقبل أيضا أن يتحول الرجل الكبير إلى صاحب قداسة، لا يمسه إلا المطهرون، هؤلاء الذين ارتضوا أن يكونوا دراويشه حيا وميتا، لا نقبل أن يتحول إلى ذات مصونة، فالمقدسات أورثتنا جمودا وتخلفا.
مهمتى أن أدير نقاشا فى المجتمع من خلال صحيفة قررت أن تكون مختلفة ولا تسير مثل القطيع وراء صحف أخرى تدعى ريادة وانفرادا
عفوا بالطبع لكل من جرحنا مشاعرهم بنقد نجيب محفوظ، لكنها محاولة أولى ارتدت علينا أعتقد أننا سنعود إليها بعد ذلك، فالتاريخ لن يستقيم لنا إلا إذا أخضعناه لتشريح دقيق حتى نعرف ما الذى جرى، هذا حقنا ولن نفرط فيه، نعتز بنجيب محفوظ، نحترمه، ونقدره، لكننا لا نعتبره أسطورة أبدا.
هذه نقطة وفى انتظار سطر جديد.

كان القرار سريعا لم يستغرق وقتا طويلا فى التفكير، لا بد أن نحتفل بذكرى ميلاد نجيب محفوظ، مضى على ميلاده ١٠٣ أعوام، قررت أن نمد الحديث لثلاثة أيام. أمدنى الصديق الكاتب العاشق لنجيب محفوظ مصطفى بيومى دراسته «المسكوت عنه فى روايات نجيب محفوظ»، وهى دراسة مهمة جدا مثل بقية دراسات مصطفى بيومى عن نجيب، قررت أن أنشرها على ثلاث حلقات، وفتحت الباب أمام شباب المثقفين والمبدعين ليكتبوا ما يريدون عن نجيب محفوظ، فكتب سامح قاسم الكاتب والمثقف الحلقة الأولى الذى تطرق فيها إلى علاقة نجيب بالمرأة، وقدم لى محمود الغيطانى الحلقة الثانية التى ألقى الضوء فيها على الجانب الآخر من حياة نجيب محفوظ. وكانت الحلقة الثالثة إضاءة مختلفة من الروائى الكبير محمد المنسى قنديل الذى قال بصراحة إن حرافيش الجمالية سجنوا صاحب نوبل فى الحارة.
نشرنا الحلقة الأولى لتقوم القيامة، وتلقيت ردود فعل عنيفة جدا، وغضبا رأيته مبالغا فيه بالطبع، فقررت حجب الحلقتين المتبقيتين. وأعترف أننى كنت أريد إدارة حوار حول نجيب محفوظ، يخرج من أرضية غير تقليدية، فنجيب كاتب عالمى، هو بالمناسبة كاتبى المفضل، ويعتبرنى البعض واحدا من دراويشه، لكنه ليس مقدسا، ليس أسطورة نسلم بها ونستسلم لها، هو فى النهاية جزء من تاريخنا، وتاريخنا ملكنا نقلب فيه كيف نشاء.
ستقول: قلب فى التاريخ كما تريد، لكن إياك والإساءة لنجيب محفوظ، وهنا نتساءل عن الإساءة؟ عن ماهيتها وأدواتها والأساليب التى تتم بها، يمكن أن يكون أى كلام مختلف أو مخالف لما تعتقده عن نجيب محفوظ إساءة، وعليه فلن يتحدث أحد، ولن نستطيع تقييم تجربة هى الأهم فى تاريخ الأدب العربى، لكن سنحولها إلى ضريح نطوف حوله، ونلتمس منه البركة، دون أن ندرى حقيقة وقيمة الولى المدفون فى الضريح.
سيقولون إننا نشوه الرموز؟
ومن قال إن نقدنا لرموزنا ومناقشتهم وتعرية ما فعلوه وما قالوه تشويه.
إنه حجة الذين لا يريدون أن يرهقوا أنفسهم بالتفكير، يرون العالم من زاوية واحدة، وبنظارة واحدة وبلون واحد، فإذا أردنا أن نوجه عقولهم وقلوبهم لمنطقة جديدة، رفضوا وتعمدوا أن يشوهوا كل ما يخرج عن مألوفهم.
إننى أعتبر نجيب محفوظ شيخى، تعلمت على يديه الكثير، لكنى لا أرفعه لدرجة ألا يسأل عما فعل، لا أمر بجواره طالبا البركة، خافضا الصوت، مرهف السمع، ارتقيت على يدى بعض أبطاله درجات فى سلم الروح ـ من ينسى جلال صاحب الجلالة ـ لكنى لا أمنحه تفويضا على بياض. قد لا تهمنى كثيرا حياته، ولا أخلط بينها وبين ما أبدعه، لكننى لا أقف أمامه خاشعا متبتلا ومتأملا. ولذلك سمحت بأن ندخل إليه من زاوية يمكن أن يراها البعض انحرافا، ويمكن أن يتعامل معها البعض على أنها كفر.
مهمتى أن أدير نقاشا فى المجتمع من خلال صحيفة قررت أن تكون مختلفة ولا تسير مثل القطيع وراء صحف أخرى تدعى ريادة وانفرادا، رغم غرقها فى التقليدية والتقليد، فالحوار هو الذى يضمن حيوية المجتمع، هو الذى يمنحه قدرة على الاستمرار، فإن لم نسمع لبعضنا البعض، فلن نسمع لأنفسنا بعد ذلك، ثم إننا ندعى أننا نقبل الرأى الآخر، فأردنا أن نجرب هذا على أنفسنا، لكن يبدو أن التجربة لم تنجح بالقدر الذى كنت أحلم به.
لا أقبل ولا يقبل من يعملون فى هذه الجريدة إساءة لنجيب محفوظ، لكننا لا نقبل أيضا أن يتحول الرجل الكبير إلى صاحب قداسة، لا يمسه إلا المطهرون، هؤلاء الذين ارتضوا أن يكونوا دراويشه حيا وميتا، لا نقبل أن يتحول إلى ذات مصونة، فالمقدسات أورثتنا جمودا وتخلفا.
مهمتى أن أدير نقاشا فى المجتمع من خلال صحيفة قررت أن تكون مختلفة ولا تسير مثل القطيع وراء صحف أخرى تدعى ريادة وانفرادا
عفوا بالطبع لكل من جرحنا مشاعرهم بنقد نجيب محفوظ، لكنها محاولة أولى ارتدت علينا أعتقد أننا سنعود إليها بعد ذلك، فالتاريخ لن يستقيم لنا إلا إذا أخضعناه لتشريح دقيق حتى نعرف ما الذى جرى، هذا حقنا ولن نفرط فيه، نعتز بنجيب محفوظ، نحترمه، ونقدره، لكننا لا نعتبره أسطورة أبدا.
هذه نقطة وفى انتظار سطر جديد.