الأحد 24 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

بدل السكوت .. لافتات حقوق الإنسان

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
حقوق الإنسان "لافتة شعار - سُلم إلى فرض الإرادة - طريق للتدخل فى الشئون الخاصة للدول - مبدأ جميل يُكتب فى الكُتب ويُدرس فى المعاهد البحثية، لكنه غائب حتى فى أعتى الديمقراطيات وأقدمها". 
هذا ما نخلص منه بعد قراءة تقرير مجلس الشيوخ الأمريكى حول التعذيب الذى مارسته الاستخبارات الأمريكية بعد 11 سبتمبر، وحشية وسادية وبشاعة لا تُصدق، وقبح وظلام لا يتناسب مع بنى البشر. 
رجال الأمن فى كل مكان متشابهون، منهم مَن يقبل الوسائل وصولا لغايات عظمى، ومنهم مَن يرضى بالظلم حتى يتحقق الأمن، لقد قال بعض مسئولى الاستخبارات المريكية الذين أحيلوا إلى الاستيداع مُعلقين على التقرير أن أساليب التعذيب والضغط غير القانونية التى استخدمت حافظت على تأمين ملايين المواطنين بفضل المعلومات التى أدلى بها المُحتجزون تحت الضغط. نفس ما كان يمكن أن يقوله صلاح نصر مدير المخابرات المصرية السابق فى تبرير انحرافاته، ونفس ما كان يطرحه محمد أوفقير رجل الأمن المغربى المخيف فى الرد على الاتهامات التى كانت تلاحقه بتقطيع المشتبه بهم والمعارضين السياسيين. 
السادية حاضرة فى البشر سواء كانوا غربيين أو شرقيين، والخيال الذى تم تسويقه للعالمين وعرف "بالقيم الأمريكية" انهار تماما بعد أول صدمة، كما انهار حلم المساواة فى العنصرية الممارسة من قبل شخصيات وأفراد بعينهم يحتلون مناصب حساسة، إن واقعة مايكل براون تحديدا تؤكد أن الشرطة الأمريكية تُمارس عنفا تجاه الغاضبين الذين يعبّرون عن آرائهم الرافضة للعنصرية. 
لقد كان التعذيب بشعا لدرجة انتهاك المشتبه به جنسيا على أيدى المُحققين، ومع ذلك فإن منظمات حقوق الإنسان العالمية تعاملت مع التقرير ببرود غريب يؤكد أن توجهاتها مُسيسة وأنها مُجرد بوابات للضغط على الدول النامية وللتدخل فى شئونها. 
ما أقوله لا يعنى الرضا بأى انتهاكات أو ممارسات عنف تصدر عن "المباحثيين" فى بلادنا، لكن ليست كل مشاهد وتقارير تلك المؤسسات حيادية، والدليل ذلك الصمت المريب تجاه وسائل التعذيب الأمريكية. 
إن حقوق الإنسان ليست شأنا داخليا وعلينا أن نُدين ما جرى فى أبى غريب ، وجوانتنامو فالحق فى الكرامة الانسانية لا يتجزأ ، والظلم قُبح أينما كان ، وعلينا أن نواجهه. 
والله أعلم.