الأحد 24 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

بدل السكوت

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لا هى لله ولا هى للوطن
يقول الزعيم الأمريكى الشهير مارتن لوثر كنج: “,” لا يستحق المرء الحياة اذا لم يعرف ما هو مستعد للموت من أجله “,” ويبدو أن الذين يساقون إلى الموت كل يوم لا يعرفون لأى غاية يموتون .
فى المشهد الآنى ضحايا ينزفون دما، ويعانون ألما ويسقطون صرعى مصادمات غير مبررة مع الناس وحراس الوطن، مجبورين أن يمضوا فى طاعة ورضا إلى حتفهم فداء لدنيا زائلة وزعماء وهميين، خدعهم الكبار فانخدعوا ضلالا أو عوزا، فغادروا الدنيا وهم ممن يحسبون أنهم يحسنون صنعا .
يتمترس الكبار أصحاب الثورات والنفوذ والشهرة بأطفال الفقراء، يتحصنون بالبسطاء والفقراء وأصحاب الحاجة، يضعونهم فى الصفوف الأولى قربانا لسلامتهم وأمنهم وزعامتهم، يدعونهم إلى الشهادة بينما هم لا يستشهدون ولا يستشهد أبناؤهم ولا إخوانهم، ولا أقرباؤهم ولا أحباؤهم .
ويتكرر المشهد ببشاعته كل يوم، يسقط التابع ويعلو المُحرض، يموت الغلبان وينتفخ الثرى، يرحل المتعاطف والمخدوع، ويختطف الزعماء الكاذبون أضواء الشهرة، يفزع الصغير والضعيف المنساق ، بينما تؤمَّن القيادات .
أشفق على الدم المصرى النازف بلا مبرر، سوى حماية قتلة وتأمين لصوص، عندما قبض على عصام سلطان وجدوا معه 80 الف دولار “,” مجرد فكه “,” لزوم مصروفاته ، بينما هناك الالاف ممن احتشدوا فى رابعة أو النهضة لا يجدون قوت يومهم وينامون هناك ليفوزوا بوجبة إفطار مجاني.
عبيد لاشك فى ذلك، من أطاعوهم مغمضو العيون، مجمدو التفكير ، رافضى التدبر والتأمل، هتف الهاتفون “,” إلى الجهاد “,” فسار القطيع خلف سادتهم مجاهدين معتدين، وما علموا أن دم المصري عليهم حرام. زعق الزاعقون “,” اسلامية ..اسلامية “,” وما شعروا كم أساءوا إلى إلاسلام ونبيه الكريم، لم يكن غضبهم لدين، ولم يكن توحشهم لشريعة وإنما كان لدنيا زائلة، ومتاع فان.
خدم المرشد لا يتعلمون . يضربون ويقتلون ويسفكون الدماء تحصينا لسلطان دنيوى . يقلبون الحق باطلا ، والباطل حقا إرضاء لغرور الزعماء .
يحرقون الأخضر واليابس أملا أن ينالهم رضاه، وتلحقهم عطاياه، ينسون أن يوما آتيا لاريب فيه، سيتبرأ فيه “,” الذين اُتبِعوا من الذين اتبَعوا “,”. ويقول الذين اتَّبَعوا “,” لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرأوا منا“,” . يستبعدون أنفسهم من نص الآية الكريمة الواردة فى سورة “,”غافر “,”: “,”وإذ يتحاجون فى النار فيقول الضعفاء للذين استكبروا إنا كنا لكم تبعا فهل أنتم مغنون عنّا نصيبا من النار، قال الذين استكبروا إنا كل فيها، إن الله حكم بين العباد “,”.
“,” هى لله هى لله “,” . هكذا يدعوّن ليجذبوا العامة حولهم، وهى ليست كذلك ولم تكن يوما كذلك، وإنما كانت للقادة والمرشدين والزعماء وحضرات الكروش المثمرة التى أكلت بلا شبع وأخذت بدون قناعة وانتفشت وانتفخت على حساب البسطاء ، والله أعلم.
مصطفى عبيد