تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
شاهدت خطاب فخامة الرئيس المؤقت عدلي منصور، والحقيقة عاد لي الهدوء وراحة الأعصاب التي افتقدتها منذ أكثر من سنة, فالرجل ثابت في مكانه كما لرئيس محترم لدولة محترمة أن يقف يلقي الخطاب بثقة وحزم, ولا يتحرك في جنبات المسرح كالرئيس السابق، ولا يكشف عن صدره بحركات استعراضية تشبه المطربين الشعبيين وإعلانات السمن والتكييفات.. إلى آخر ما نراه هذه الأيام.
وعندما استطرد في إلقاء الخطاب، الذي لم يستغرق سوى أقل من 15 دقيقة، أحسست أن هذا الرجل يعرف قيمة الوقت وينأى بنفسه عن إعادة ما يقوله والاستفاضة في الشرح الغامض الذي يزيد ضبابية الخطاب.
ولمَّا ذكر موضوع “,”عدم الإقصاء“,” كان لي تحفظ؛ لأن من يقول بعدم الإقصاء يجب أن يلغي إقامة الأحزاب على أسس دينية؛ لأن هذه الأحزاب فيها إقصاء لباقي الشعب.
ثانيًا كنا نتمنى، وهو مستشار جليل، أن يتحدث عن أن استيعاب التيارات الإسلامية يجب أن يكون بعد المحاسبة القانونية لمن أجرم ولمن شجع على الإجرام، ثم المراجعات الفكرية لمن لم تتلوث يداه ولم يحرض، بل غُرر به؛ لأن إشراك شباب الإخوان والتيارات الإسلامية عمومًا قبل تأهيلهم وشرح الإسلام الوسطي الصحيح من الأزهر الشريف هو إعادة لنفس الكرَّة، فمعظم هذه التيارات يتبنى فكر التقية، أي يقول ما لا يبطن، ويفعل ما لا يقول.
ثم أنهى فخامة الرئيس كلامه بأنه ملتزم بتحقيق السلم والأمان على الأرض، وذلك لن يتأتى حتى تُفرض معايير استثنائية؛ لأن هذا وقت استثنائي في تاريخ بلدنا العظيم.
ما أعظمك أيها الرئيس وأنت توجه التحية إلى جيشنا العظيم بمناسبة الانتصار الأعظم في التاريخ، والذي يدرس حتى الآن في المدارس العسكرية، والذي قلب الموازين! فالشجاعة، والتخطيط السليم بأقل الموارد، كان انتصارًا على أكبر مانع مائي وسد ترابي وخط منيع، بالغ العدو في التحوط له، حتى تحول خط بارليف إلى مانع قال عنه السوفييت إنه لا سبيل لاختراقه إلا بقنبلة نووية.
وبلغت سعادتي أشدها وأنا أشاهد في خلفية الرئيس خريطة مكتوب عليها “,”القطر المصري“,”، وهذا ضمان لحدود مصر التي كان يزمع المتحفَّظ عليه أن يتنازل ويبيع أجزاء عزيزة منها، بل لقد وضع في الدستور، الذي عُلق العمل به، أن من حق الرئيس إعادة ترسيم الحدود.
أخيرًا لي ملحوظة يا فخامة الرئيس, أتمنى أن يوضع في الدستور الجديد أن هذه البلد اسمها مصر، وأن حدودها هذه يتولاها الجغرافيون، وكتابتها في الدستور ضمان لعدم تغييرها, وتلحق بها مادة أخرى: أنه ليس من حق أي كائن كان أن يغير أو يتنازل بالبيع أو بالإيجار أو بمشروعات وهمية، مثل الصكوك وما شابه ذلك.
أيضًا أتمنى أن يبدأ القسم كالآتي: أقسم بالله العظيم أن أحافظ على مصر ونظامها الجمهوري وحدودها وشعبها وجيشها وبيئتها، وأن أعمل على تقدمها العلمي والتقني والاقتصادي؛ لتكون إشعاعًا على منطقتها العربية وعلى العالم أجمع كما كانت دائمًا.