هل يخطط الرئيس السيسى للإطاحة بالأحزاب المصرية وإخراجها من المشهد السياسى بشكل كامل؟
لماذا لم يجلس حتى الآن مع رؤساء الأحزاب ورموز العمل السياسى الذين لا يكفون عن الحديث، والإشارة إلى أنهم يمتلكون مفاتيح الحل السحرى لكل مشاكل مصر مرة واحدة؟
والسؤال الأولى بالرعاية والبحث عن إجابة: وهل يثق السيسى فى قيادات ورموز الأحزاب والعمل السياسى من الأساس؟ هل يطمئن إليهم؟ هل يحترمهم ويقدر تجاربهم خلال السنوات الماضية؟
ما أعرفه أن السيسى لا يرى هؤلاء من الأساس.. يتعامل وكأنهم ليسوا موجودين أصلًا.. رسخ فى يقينه أنهم لا يعملون إلا من أجل مصالحهم الخاصة وتطلعاتهم الشخصية.. وهى مصالح وتطلعات ضيقة ومحدودة وأنانية.. ولذلك رفض أن يجلس معهم على مائدة واحدة.. أو يتحاور معهم فى أمور كبيرة أو صغيرة.. فالجلوس إليهم مضيعة للوقت، والحوار معهم نقصان من العقل.
لكن هل إغلاق السيسى بابه فى وجه قيادات العمل السياسى والحزبى وعدم رغبته فى التعامل معهم.. يعنى أن لديه بديلًا، لن أقول جاهزًا.. ولكن على الأقل يتم إعداده فى المستقبل القريب؟
أشك أن يكون لدى السيسى بديل، الأدق أنه يعانى من حيرة شديدة.. فهو لا يعرف أكفاءً ولا قادرين على العمل ومؤهلين له؛ إلا من عملوا معه فى القوات المسلحة.. وهو لا يريد أن يستعين بهم فى كل مكان حتى لا يقال إنه يعسكر الدولة.. وحتى من يستعين بهم يكون بشكل غير رسمي.. فهو يسد باب الريح من البداية حتى يمنع القيل والقال.
ليس لدىّ وصفة جاهزة للسيسي.. يتصرف على أساسها.. فقط لدىّ ما يجب أن يسمعه.. فالتجربة تجربته.. النجاح سيكون له والفشل سيكون عليه وحده.. ولذلك فهو صاحب قرار.. والقرار لا يحتاج ولا يتحمل ترددًا أو حيرة.. افعل ما ترى أنه صحيح.. أو بالأدق افعل ما ترى أنه سيكون معينًا لك على العمل.. ليس على رأسك بطحة فتخفّف مما سيقوله معارضوك.. لأنهم لن يرضوا عنك أبدًا.
هل هذه دعوة لأن يستعين السيسى بمن يراه صالحًا حتى لو كان عسكريًا؟.. اعتبروها كذلك.