الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

الخاسر الأكبر في قمة الخليج

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لم يكن اجتماعا خليجيا إلا بالمعنى الجغرافي للكلمة.. اجتماع دول مجلس التعاون الخليجي استعرض أهم القضايا العربية الشائكة، فحسم مصير سوريا ومنح مصر أكبر المكاسب ووضع نواة لتشكيل تكتل عربي "وليس خليجي" سيعيد التوازن مع إيران، ليتراجع حجم وتأثير الدور التركي وينشغل أردوغان بخلافاته مع الجيش هناك الذي يتحين الفرص لإزاحة الدور السياسي لحزب العدالة والتنمية ويتقزم أردوغان. 
لنبدأ مع مصر التي كانت حاضرة بقوة على مائدة المؤتمر الـ35 لقادة الخليج، وهنا نستعين بعبارة وزير خارجية قطر خالد العطية الذي أعلن بوضوح "لم يكن بيننا وبين مصر خصومة لنعقد مع القاهرة مصالحة" ونحن من القاهرة نقول للعطية نحن نصدقك أنها كانت سحابة صيف وزوبعة في فنجان وصبر مصر لم ينفد حتى عادت الدوحة لرشدها.. كانت قطر حريصة على أن يظهر هذا التصريح في قناة الجزيرة مباشر مصر ليظهر النقيضان على شاشة واحدة مسئول قطري كبير يعلن أن صفحة الخلاف مع مصر طويت بل لا توجد خصومة من الأصل ونفس الشاشة لا تتحدث على "البار" وبرامجها إلا عن الانقلاب وقادة الانقلاب!
نحن نحترم تصريحاتك التي أعلنتها أمام المؤتمر ولن نطعن عليها ولا مدى تطابقها مع سياسة الجزيرة التي يتناقض ما تبثه مع مقررات وتوصيات قمة الخليج التي أعلنت بالإجماع وبكلمات واضحة "الدعم التام لمصر وخريطة طريق رئيسها عبد الفتاح السيسي". 
وكما توقعنا أول أمس أن قمة الخليج ستحدد سيناريوهات إنهاء الأزمة السورية بحل سياسي وليس بالمواجهة العسكرية جاءت التوصيات لتتبنى ما قرره مؤتمر جنيف 1 "بتوفير مستقبل يشارك فيه كل السوريين.. وأن تكون التسوية قابلة للتحقق في مناخ من الأمن والهدوء والاستقرار للجميع وأن يتم ذلك بسرعة دون مزيد من إراقة الدماء والعنف". 
وهذا الخيار هو ما دعت له مصر وانحازت له حفاظا على وحدة سوريا، ثم جاءت القمة الخليجية لتؤكد دعمها للقرار المصري، ولعل تحرك د. أحمد الطيب شيخ الأزهر الذي أعلن تشكيل لجنة لتحقيق المصالحة في "سوريا والعراق واليمن" يسير في نفس الاتجاه خاصة أن الإعلان عن اللجنة جاء في افتتاح مؤتمر إسلامي دولي "الهيئة التأسيسية 24 للمجلس الاسلامي العالمي للدعوة والإغاثة". 
وفق حسابات المكسب تكون مصر هي أكبر الرابحين وتركيا أكبر الخاسرين .. مصر تعود بقوة لمجالها الحيوي في المنطقة عربيا وإقليميا بموافقة ومساندة خليجية بالإجماع .. نظام عربي جديد تشكل نواته تلك القوة البحرية المشتركة التي سيكون مقرها البحرين.. إيران أخذت مساحة أكبر بتصريح أمريكي ولكن ليس على حساب العرب والخليج، ما ستنفذه إيران سيكون خصما من تركيا وحضورها الإقليمي .. لم يعد لدينا أزمة "فراغ عربي" في ظل تحالف يتشكل الآن قوامه مصر والخليج .. استعدنا حالة التوازن – أو على الأقل في طريقنا لتحقيق ذلك .. لن يكون مسموحا لأحد اللاعبين أن يخرج على قواعد ما تم الاتفاق عليه. 
قلت إنه مؤتمر خليجي بحكم الجغرافيا فقط فرسائل وتوصيات القمة انتقلت من الدوحة إلى اليمن، حيث ميليشيات الحوثيين التي يجب أن تنسحب من الأماكن التي سيطرت عليها منذ سبتمبر الماضي .. ونفس الرسالة وصلت إلى ميليشيات ليبيا التي أحالت ليبيا إلى أرض محروقة .. وثناء خاص للحكومة العراقية على توجهاتها الجديدة.. وكانت رسالة القمة لإيران حول حق الإمارات التاريخي في جزرها الثلاث بمثابة الذكرى التي قد تنفع طهران وتأكيدا على عدم التفريط في الأراضي العربية.. ذلك الحق الذي لن يموت ولا يمكن أن يطويه النسيان.