لم يكن الخبر الذى انفردنا به فى صدر الصفحة الأولى صباح الأحد الماضى بإنهاء ندب العقيد أحمد علي، للرئاسة، وترشيحه ملحقًا عسكريًا لمصر فى حركة الملحقين العسكريين القادمة خبرًا عابرًا ولا هينًا.
الخبر قبل نشره تأكدنا من تفاصيله عبر التواصل مع أكثر من مصدر قريب من مؤسسة الرئاسة، وكان يستدعى بيانًا من المؤسسة للتأكيد أو النفى أو التصويب إذا كان هناك تأكيد أو نفى أو تصويب.. أو على الأقل لتوضيح ما يخص أحد أهم وأقوى رجال الرئيس عبدالفتاح السيسى.
لم يكن أحمد علي، مجرد متحدث رسمى باسم القوات المسلحة، ولم يكن أحد اللاعبين الأساسيين فى حملة السيسى الانتخابية، ولم يكن مجرد همزة وصل بينه وبين الإعلاميين، فهو طبقًا لما أعلم من المقربين للرئيس، يحظى بثقته المطلقة، ويعرف السيسى نفسه إمكانياته وقدراته، كما أن مستقبلًا كبيرًا كان ينتظره فى مؤسسة الرئاسة.
لكن فجأة تبخر كل شىء، وأصبح اسم أحمد علي فى مهب الريح، فهل يحدث فى مؤسسة الرئاسة ما لا نعرفه، أو على الأقل ما لا تريد المؤسسة لنا أن نعرفه أو نقترب منه.. وهذا أضعف الإيمان نسأل عنه.
كان أحمد علي مرشحًا وبشكل رسمى ليصبح المتحدث الرسمى باسم الرئيس، وقيل إنه سيكون سكرتيره الخاص للمعلومات، وهو المنصب الذى شغله عديدون قبله، كان ألمعهم وأشهرهم على الإطلاق هو الدكتور مصطفى الفقى، وكان يقوم بمهام فى قصر الرئاسة خلال الشهور الماضية تتجاوز مهام هذه المناصب ولكن بشكل غير رسمى، ودون أن يكون له مسمى محدد، لكن وبدلًا من أن يتم تصعيده أو تنصيبه تحت مسمى رسمى يتناسب والمهام التى يقوم بها، وجدنا مَن يشير لنا إلى أنه سيكون خارج المؤسسة وبشكل نهائى.
هل كان ما حدث مع أحمد علي محاولة لإبعاده لسبب لا نعرفه؟، أم أن هناك بعض المشاحنات الداخلية؟، أم أن المنافسة لاحتلال الأماكن القريبة من الرئيس هى التى أبعدته عن المساحة التى كان يشغلها؟، أم أن أحمد هو الذى طلب الخروج من المؤسسة ولم يجد الرئيس أمامه إلا أن يستجيب لأحد رجاله؟، برغم إعجابه الشديد به وحاجته إليه.
التعامل مع ما يخص الرئيس بشفافية مطلوب الآن، خاصة أن الذئاب المتربصة بنا وبكل ما يخص مصر وثورتها لا تكف عن إطلاق الشائعات، وقد بدأت ماكينة إعلام إخوانى فى نسج شائعات حول ما يتردد عن أسباب خروج أحمد من مؤسسة الرئاسة، وهى أسباب لا تسعده ولا تسعدنا بالمناسبة.
ليس مطلوبًا منا أن نصمت، ولا يجب أن تتجاهل الرئاسة الأمر، اقتلوا الشائعات فى مهدها قبل أن تتضخم ويتعامل معها الناس على أنها حقيقة، فعندما تترك المكان شاغرًا فلا بد أن يحتله غيرك.. ما زلت فى انتظار بيان من الرئاسة وأرجو ألا يتأخر كثيرًا.