الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

سيناريو "يناير المحروق" بعد مؤامرة السفارات

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
العقلية المصرية لا تنسى أبدا الدور التأمرى الذى لعبته وتلعبه بعض السفارات الأجنبية الموجودة بالقاهرة، وكأنهم يتصورون أنهم لا يزالون "مندوبين ساميين".. وليس قرارات إغلاق سفارات بعينها فى هذه الفترة الحرجة على أمن ومستقبل مصر سوى تأكيد على أنهم يقفون حتى الآن بشكل وثيق مع تنظيم الإخوان الإرهابى الدولى ضد ما "مصر يوينو".
وما علمته من مصادرى أن الحلقة المفقودة فى "مفاجأة" إغلاق سفارتى بريطانيا وكندا، المتزامنة مع تحذيرات الخارجية الأمريكية والألمانية والأسترالية، هى فقط فوز الأهلى فى اللحظات الأخيرة بكأس الكونفدرالية.. تصوروا.. حيث كانت ترتيبات عرقلة مصر تعتمد على إشتعال الفوضى من استاد القاهرة بالاشتباكات بين الأمن وشباب الأولتراس، وذلك بعدما فشلت خطط الفوضى فى 28 نوفمبر، التى أسمتها "الجبهة السلفية" الثورة الإسلامية، وأيضا بعد السيطرة على موجات الغضب الينايرية فى أعقاب أحكام براءات نظام مبارك.
لكن كل هذه الخطط التى كانت تستهدف التمهيد لذكرى مشتعلة لثورة 25 ينير، باءت بالفشل وهناك تواترات تذهب إلى أن الأمن والجيش المصرى أحبطا عملية إرهابية عنقودية كبيرة كانت من المفروض أن يتم تنفيذها ضد المنطقة العازلة فى سيناء، تزامنا مع السيطرة المصرية الليبية على المناطق الساخنة فى بنى غازى وفى المنطقة الحدودية بين البلدين، والتى كانت مرشحة إلى أن تكون أحد مصادر حرق مصر ونشر الفوضى فيها، إلا أن هذه الأحاديث عن هذه السياقات محاطة بسرية تامة، ولا يريد أحد من الأجهزة السيادية الخوض فى تفاصيلها فى الوقت الراهن على الأقل.
وبالتالى فإن المستهدف من "مؤامرة السفارات"، ليس موسم احتفالات نهاية العام فى مصر، والذى يحج لها آلاف السياح من حول العالم، وليس أيضا إفشال المؤتمر العالمى للاستثمار فى مصر، والمقرر له فى مارس القادم، والذى يتم التحضير له خلال الفترة الأخيرة، فالحديث أخطر من ذلك بكثير، فأغلب الأطراف الدولية غاضبة من حالة الاستقرار التى تسير إليها مصر بثبات، وتحلم بضم القاهرة إلى مناطق الفوضى فى الشرق الأوسط الملتهب، المليء بحروب داعش والتناحرات الأهلية.
ومن المفارقات الغريبة أن السفارات البريطانية والكندية لم تقرر غلق أبوابها فى العراق، حيث الاشتباكات المعقدة هناك بين داعش والجيش العراقى والأكراد والقبائل والتحالف الدولى وتركيا وإسرائيل، وما خفى كان أعظم، وأصرت على غلق أبوابها فى القاهرة بعد ساعات قليلة من جولة قام بها السفير البريطانى بالقاهرة فى شوارع المنيا بلا أى حراسة.
والخطورة هنا ليست فى الوقت الراهن، رغم اهتمام الكثيرين بالعواقب الفورية من قرارات إغلاق السفارات، بل فيما بعد، خاصة أنه من الممكن أن يكون عقابا أوسع لميل مصر إلى المعسكر الشرقى، مع الترتيب لزيارة السيسى للصين، رغم أن الرئيس المصرى عاد مؤخرا من زيارتين ناجحتين من إيطاليا وفرنسا، ويبدو أننا كسبنا تحييدهما على الأقل.
وكلمة السر وسط كل هذه الأجواء المتخبطة، هو تمرير يناير والانتخابات البرلمانية بهدوء بأى طريقة، حتى تفشل كل خطط حرق مصر من جديد، فالوصول إلى برلمان يوينو يؤرق مزاج أعداء مصر، ويصرون على إفشالها، فهل نحن قادرون على مواجهتهم؟!