تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
منطقة الخليج على موعد مع المفاجآت السياسية والعسكرية خلال الايام الثلاثة المقبلة .. تغيرات استراتيجية لإعادة ترتيب البيت الخليجي وربما الشرق الاوسط والخليج "الفارسي-العربي" .. فجأة اعلنت طهران يوم السبت الماضي دون سابق انذار عن استضافتها لمؤتمر دولي هدفه "محاربة ارهاب داعش" هكذا اعلنوا وتم دعوة وزراء خارجية دول سوريا والعراق وباكستان ونيكاراجوا الذين لبوا الدعوة بمجرد وصولها مقار الخارجية في تلك الدول ، الحضور لن يكون قاصرا على هؤلاء فقط فهناك عدد كبير من وزراء خارجية سابقين من الدول العربية والاوربية .
لا يمكن فهم اهداف هذا المؤتمر الذي يعقد على مدار يومين وتبدأ فعالياته غدا وما سينتج عنه من قرارات إلا بالرجوع لتصريحات جون كيري وزير الخارجية الامريكي التي اعلن فيها "لا يوجد تنسيق مع ايران بشأن الغارات على تنظيم داعش في العراق " ولا يعني هذا ان واشنطن ترفض هذه الضربات بل ان كيري يؤكد انها ضربات ايجابية "الترحيب لم يكن من كيري وحده حيث اعلن البنتاجون ان مقاتلات ايرانية شنت اخيرا ضربات ضد تنظيم داعش في شرق العراق .. وان هذه المقاتلات الايرانية من نوع "فانتوم اف /4 " .. وتعد هذه هي المرة الاولى التي تعلن فيها واشنطن عن غارات جوية تشنها طائرات ايرانية ضد داعش ، بالتأكيد لم تكن هذه الضربات لتتم إلا بموافقة واضحة وصريحة من واشنطن .
امريكا تساند ايران لأول مرة بما يعني انزواء الملف النووي الايراني الذي كان من المفروض ان يتم حسمه في جولة مفاوضات 24 نوفمبر الماضي فتم تأجيله ستة اشهر حتى تنتهي مهمة طهران العسكرية ضد داعش .. واشنطن تدعم طهران لدرجة انها تغض الطرف عن اختطاف ثم اغتيال "لوك سومرز "الصحفي الامريكي عن طريق الحوثيين – ذراع ايران العسكري في اليمن ، وجاء رد الادارة الامريكية باردا والاعلام الامريكي فاترا وكأن مواطنا امريكيا لم يقتل بيد الارهاب .
بمجرد ان يلملم المجتمعون في طهران اوراقهم التي تتضمن خطة مواجهة داعش دون ان تلتزم امريكا بما قطعته على نفسها على لسان جون كيري في جدة بأن لا مكان لإيران في التحالف ضد الارهاب وداعش وفي هذه الظروف يعقد مجلس التعاون الخليجي اجتماعه الـ 35 يومي 11 و 12ديسمبر في الدوحة ، سيذهب وزراء الخارجية للدول الخمس الى قطر التي كانت مطالبة بعدد من الاجراءات السياسية والاعلامية تجاه مصر كشرط لانعقاد المؤتمر في الدوحة إلا ان قطر لم تفعل شيئا فالجزيرة على نفس سياستها السابقة وقيادات الاخوان ينعمون في كنف الأمير إلا ان الدول الخليجية رأت ان تذهب للأمير تميم في عقر داره لتضيق عليه الخناق ويعلن التزامه النهائي بوقف تأييده للإخوان ليس في مصر فقط بل وفي العالم العربي بما فيهم حماس ، وان تعود مصر لدورها الطبيعي في المنطقة ، وقطع الطريق على ادارة اوباما للسيطرة على قطر وقطع خطوط الاتصال الساخنة بين واشنطن والدوحة .. الرسالة الاخيرة للاجتماع ستكون بالتأكيد موجهه لاجتماع طهران المفاجئ .
امريكا خضعت لإيران تماما فطهران هي التي ستخلصها من داعش العراق ، وداعش سوريا مع الحفاظ على بشار الأسد لفترة يتم فيها ترتيب الاوضاع لإزاحته مع استمرار نظامه .. ايران اقنعت امريكا ان الحل السياسي في سوريا هو الحل ، والتدخل العسكري يضع الجميع في مأزق .