مضى يوم 28 نوفمبر، ومضت
جلسة النطق بأحكام البراءة فيما تسمى قضية القرن الخاصة بالرئيس السابق محمد حسني
مبارك، وأعوانه، وستمضى ذكرى ثورة 25 يناير، وهذه الأحداث ليست نهاية المطاف، وكل
شيء قابل للحوار، والنقاش، والحوار ما بين الوطنيين بعيدا عن الانفعال أو الإرهاب أو
التخوين مسألة مهمة حتي لا تسمح لأعدائنا أن يصطادوا في المياه العكرة.
وهنا ما فعله السيد المستشار النائب
العام بإصدار تعليماته لمكتب النقض بدراسة الحكم تمهيدا للطعن عليه بالنقض،
فأمامنا درجة تقاضي أخيرة، ولا عودة للوراء، ونحن الذين نصنع مستقبلنا السياسي من
خلال خريطة الطريق التي أوشكت على الانتهاء، ولم يبق منها سوى انتخابات مجلس
النواب، واختيار النواب بأيدينا، ولن نختار من أساءوا في حق الوطن او الشعب، ودماء
شهداء ثورة 25 يناير، وما سبقهم من شهداء، وما تلاهم. دماؤهم في أعناقنا، وسنبحث
عن الفاعل، ولن يفلت من العقاب، وكل ما لديه أي دليل عليه أن يبادر بتقديمه للجهات
المختصة، وحتى لو اضطررنا لتشكيل لجنة تقصي حقائق، وجمع أدلة... إلخ والمزايدون
يمتنعون وسنحتفل بثورة 25 يناير بطريقتنا، ولن نتركها لقتلة الثوار من جماعة الإخوان
المسلمين، وجميعا نتذكر أنهم كانوا يرفضون المشاركة فيها خوفا، وجبنا، ولم يشاركوا
إلا بعد أن أيقنوا في نجاحها، ورغبة في الاستيلاء على السلطة ودعوتهم للاحتفال بها
ما هي إلا دعوة تخريب، وتدمير، وسقوط شهداء آخرين، وجهنم مبطنة بالنوايا الحسنة
ولا يعقل أبدا أن نفض تلاحمنا مع الجيش والشرطة لأن هذا التلاحم هو الذي أدى
لسقوطهم في الحشد، وتلاشت أمانيهم في التخريب، والتدمير وعسى أن يتوقف دعاة
المصالحة عن ترديد هذه النغمة النشاز لأن هذه الجماعات لا تريد مصالحة حقيقية،
ولكن كشعار، ونوع من "اللت" نتيجة الضربات القوية التي يوجهها لهم قوات
الجيش والشرطة، وما إن يستردوا قوتهم حتى يتقضوا علينا. وبفضل وحدتنا، وتلاحمنا
سقطت مقولة أوردغان بأن يوم 28 نوفمبر سيكون يوم فارق، وسقطت معها لافتات جماعة
حماس التي أقاموا بتعليقها في ميادين 28 غزة بعنوان لن حدث مهم سيحدث يوم 28
نوفمبر، وكلاهما تخيلا أن الأموال التي صرفوها عديمي الوطنية والضمير ستحقق أحلامهم،
وأمانيهم في تدمير وطننا او التدريبات التي تلقاه افراد هذه الجماعات حيث تم نقل
مراكز التدريب علي التخريب، وإشاعة الفوضى لتركيا خاصة المعهد الجمهوري الدولي الأمريكي،
والمعهد الديمقراطي، واستقبلت الأجهزة الأمنية بمطار القاهرة الفوج الأول من هؤلاء
المتدربين الذين قدموا للبلاد قبل مظاهرات 28 نوفمبر بأربعة أيام ونقلوا معلومات
عن التنسيق الذي يتم ما بين عناصر الطابور الخامس، وتلك الجماعات، حيث إن أفراد
الطابور الخامس هم الذين يقومون بالتدريس اعتمادا على الخبرات، والدورات السابقة
التي حصلوا عليها بأمريكا والدول الأوروبية خاصة في قيادة المظاهرات، وإشاعة
الفوضى، والتخريب بجميع أشكاله، وإطلاق الشائعات، والأكاذيب، وشق الصفوف تمهيدا لإسقاط
أي نظام لا ترضي عنه أمريكا والمراكز الجديدة بتركيا يشرف عليها التنظيم الدولي
لجماعة الإخوان المسلمين بغرض إعداد الكوادر للمنظمات الجديدة التي تم إنشاؤها
سواء التحالف الدولي للحقوق والحريات بأوروبا أو منظمة الكرامة الإخوانجية وهذا
يفسر لنا البيانات المشتركة التي صدرت عن هذه الجماعات وبعض مراكز حقوق الإنسان.
أيها السادة الوطنيون إن المخطط ضد
وطننا، وشعبنا كبير، ويحتاج الجهد حتى نحقق ما نريد سواء انتخابات مجلس النواب
كسلطة تشريعية أو المؤتمر الاقتصادي العالمي الكبير لدعم اقتصادنا في مارس القادم
وكلامنا ليس حماسيا، ومرسل وخير دليل دعوة الجبهة السلفية لمظاهرات 28 نوفمبر برفع
المصاحف، والسلاح من أجل إحياء الفتنة الكبرى مرة أخرى تحت شعار "انتفاضة
الشباب المسلم" والتي كان مخططا لها أن تخرج من المساجد للميادين العامة،
واحتلال أحد الميادين الأساسية لإقامة اعتصام آخر على غرار اعتصامي رابعة والنهضة،
أو الفرار عند قدوم الجيش، والشرطة مع إلقاء المصاحف على الأرض حتى يشيعوا
للمواطنين أن الشرطة، والجيش داسوا على المصاحف بالأحذية؟! والحمد لله فوت عليهم
شعبنا هذه الفتنة بذكائه، وفطنته، ولم يستجب لهذه الدعوة، وكانت المفاجأة الكبرى
الاستعداد القوي لقواتنا المسلحة، وجهاز الشرطة حيث انتشروا بربوع البلاد، وبطولها
وبعرضها وحوش كاسرة أفزعت وأرهبت هذه الجماعات مما اضطر بعض أفرادها إلى أن يعلنوا
عدم صلتهم بهذه الدعوة، وجماعة أخرى هددت أفرادها إذا شاركوا في هذه المظاهرات
بالفعل، وسارعت بعض العناصر التي ظهرت بعد اختفاءها إلى الفرار مرة أخرى.
ونأمل مزيدا من النجاح، والتفوق لقواتنا
المسلحة، وجهاز الشرطة، ونحن على استعداد أن نوفر لهم كل العداد، والعدة حتي لو
اضطررنا إلى الاستقطاع من قوتنا الضروري حتى نحافظ على المستوى الراقي لتدريبها ..
حقا لقد عادت دولتنا ولكن علينا أن نعي هذه الدروس.
الدرس الأول: أن قوى التطرف الديني أيا
كان تكويناتها، وأشكالها، وأن التعددية في الأسماء ما هو إلا توزيع للأدوار، ولا
فرق ما بين إخواني أو جهادي أو سلفي أو تكفيري، والخلافات ما بينها ما هو ألا
تنافس على الزعامة، واقتسام الأموال فجميعهم يتاجرون بالدين، ويستخدمونه كوسيلة
للاستيلاء علي السلطة، ونامل أن يبرز، ويتزايد دور الأزهر، وقوافل وزارة الأوقاف
حتي يتم فضح، وتعرية هذه الجماعات، وظهور الخطاب الديني الوسطي، وعلى عناصر
المجتمع المدني إعداد أرشيف وثائقي عن كل جرائمهم في قتل الثوار، والشهداء،
والتمثيل بالجثث حتى لا ننسى، ولمعرفة حقيقتهم لدى الأجيال الجديدة.
الدرس الثاني: ما زالت الخلايا القائمة
لهذه الجماعات موجودة، وتمارس دورها التخريبي في بعض الهيئات، والوزارات ولم يتم
فرزها، وعزلها وبعيدا عن الخدمات الأساسية للجماهير، ويتحقق الغرض للانقضاض علينا
الدرس الثالث: أن عناصر الطابور الخامس
ما زالت موجودة وتتحرك بحرية، ويسر، وتحتل مراكز أساسية، ومؤثرة، وتبذل قصارى جهدها
لعرقلة مسيرتنا حتي لا نحقق أهدافنا.
الدرس الرابع: أن النخبة ما زالت غارقة
في مصالحها الذاتية، وتبحث عن المغانم، والمكاسب، وليس لديها أي استعداد للتضحية
والدفاع عن هذا الوطن ممسكة العصا من الوسط على أمل أن تحل محل القيادات الحزب
الوطني أو جماعة الإخوان المسلمين كرجال سلطة .
الدرس الخامس: أن التركة التي آلت إلينا
من الأنظمة السابقة، والمتعاقبة ثقيلة، وتحتاج لترابطنا، وتماسكنا حتى نزيل كل آثارها
السلبية، وحتى نزيل كل آثارها السلبية، وحتي نبني وطننا الجديد على أسس ديمقراطية،
ولاستقلال الوطن، وترفرف عليه العدالة الاجتماعية، وبإذن الله سنحقق ذلك وعلينا أن
ننظر للأمام.
والله ولى التوفيق، وتحيا مصر.