الخميس 19 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

العالم

غدًا.. الاحتفال باليوم العالمي للمتطوعين

الأمين العام للأمم
الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يحيي العالم غدا الجمعة، اليوم العالمي للمتطوعين 2014 تحت شعار "أيها المتطوع: أجعل التغيير واقعا"، حيث يسلط الاحتفال هذا العام الضوء على تلك الإسهامات في ما يخص إشراك الناس من خلال القواعد الشعبية في عمليات صنع القرار، وبما يتيح في نهاية المطاف المجال لمساحة أكبر للمشاركة مما يؤدي بالتالي إلى: حوكمة أقوى وتماسك اجتماعي وسلام وتنمية مستدامة، كذلك الاعتراف بمشاركة المتطوعين وتعزيزها ودعم أصواتهم في تشكيل السياسات الإنمائية وتنفيذها لخلق العالم الذي نبتغيه.
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة، دعت في قرارها 212/40 في 17 ديسمبر عام 1985، الحكومات إلى الاحتفال سنويا، في يوم 5 ديسمبر، باليوم الدولي للمتطوعين من أجل التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وحثتها على اتخاذ التدابير لزيادة الوعي بأهمية إسهام الخدمة التطوعية، وبذلك تحفز المزيد من الناس من جميع مسالك الحياة على تقديم خدماتهم كمتطوعين في بلدانهم وفي الخارج على السواء، كما يتيح اليوم الدولي للمتطوعين الفرصة للمنظمات التي تعنى بالعمل التطوعي والمتطوعين الأفراد لتعزيز مساهماتها في التنمية على المستويات المحلية والوطنية والدولية لتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون - في رسالته بهذه المناسبة - إن "سيارة الإسعاف تندفع مسرعة لنقل طفل جريح إلى المستشفى، وأسرة جائعة تتلقى وجبة طعام ساخنة، وامرأة تجد مأوى مجانيا تلجأ إليه هربا من العنف الأسري.. هذه مشاهد من المعاناة الإنسانية في مختلف أنحاء العالم ينبثق فيها الأمل بفضل المتطوعين الذين يقدمون وقتهم ومهاراتهم ومواردهم لغيرهم ممن هم في حاجة إليها".
وأضاف "يمثل اليوم الدولي للمتطوعين فرصة لشكر الأفراد الكثيرين الذين يعملون انطلاقا من روح العطاء هذه، ولتشجيع آخرين على الاقتداء بهم، فحين يدمر زلزال المنازل يثبت المتطوعون أن التضامن البشري لا يلين، وعندما ينقض اللصوص على الممتلكات الثقافية يحمي المتطوعون كنوز المجتمع، وحين تتعثر التنمية يساعد المتطوعون على تمكين الناس من انتزاع أنفسهم من براثن الفقر".
وتابع مون أن "الدافع الإنساني الذي يحفز المتطوعين على مساعدة وتمكين الآخرين يرتد إليهم في شكل حياة خصبة، فالمتطوعون يقدمون المهارات الحياتية بينما يوسعون نطاق معارفهم الخاصة، ويعملون على تمكين المجتمعات بينما يكسبون شعورًا بتحقيق الذات عن طريق مساهمتهم في إحداث تغيير إيجابي في عالمنا".
وقال إن "اليوم الدولي للمتطوعين في هذا العام يكتسي مغزىً خاصا حيث تستعد الأمم المتحدة لوضع رؤيا جديدة للتنمية المستدامة واتفاق عالمي جديد بشأن المناخ لاعتمادهما في العام المقبل.. وإنني أتوجه بالشكر إلى أكثر من 6300 من متطوعي الأمم المتحدة وإلى أكثر من 11ألف من متطوعي الأمم المتحدة على الإنترنت الذين ساعدوا الملايين من الناس على إحداث التغيير عبر منحهم صوتا للإعراب عن رأيهم في جهود التنمية المستدامة والسلام في جميع أنحاء العالم".
وأضاف مون أنني "أود أيضا أن أشيد إشادة خاصة بالمتطوعين الكثيرين الذين استجابوا لأزمة فيروس إيبولا.. فمتطوعو الأمم المتحدة ونظراؤهم يساعدون على التصدي لتفشي الوباء من خلال أنشطة الوقاية والتوعية والعلاج، وهذه المساعدة التي يقدمونها تتسم بأهمية خاصة في معركتنا ضد المفاهيم الخاطئة عن المرض وفي سعينا لإبداء التعاطف مع جميع المصابين به.. ولنعمل جميعا، في هذا اليوم الدولي للمتطوعين، على الاستلهام من الأفراد الكثيرين الذين يخدمون الآخرين بتفانٍ، ودعونا نعقد العزم على تأدية دورنا في المساهمة على نحو مجان واستباقي في تغيير الظروف الآن لتحقيق مستقبل أفضل للجميع".
وأوضح أن العمل التطوعي بوجه عام يجمع الطاقات المهدرة، ويسخرها لخدمة البناء والتنمية الاقتصادية من خلال المؤسسات والمنظمات والهيئات الخيرية؛ لذا حرصت الدول المتقدمة على ترسيخ مفهوم العمل التطوعي، والحث عليه بين جميع الفئات والشرائحِ الاجتماعية المختلفة، وخلق المناخ الملائم لتشجيعِ كل الأفراد للعطاء والإبداع، وتخصيص إدارة عامة متخصصة لتحديد المجالات التي يمكن من خلالها التطوع والإبداع، وخلق الحوافز المادية والمعنوية؛ لرفع نسبة المتطوعين في شتى المجالات.
وذكر أن بهذا يرتبط مفهوم العمل التطوعي بالتنمية الشاملة من خلال مجموعِ الأعمال والبرامج التي تستهدف الإنسان وترقى به ابتداء من الفرد ثم الأسرة، ثم تمتد إلى المجتمع، فصلاح الأسرة من صلاح الفرد وصلاح المجتمع من صلاح الأسرة.. وتظهر حقيقة العمل التطوعي وخططه فيما يمكن أن تحدثه من تأثيرات وتغيرات في المجتمعِ باتجاه التنمية الشاملة، فهو ليس جهودًا تبذل وحسب لإنقاذ مصاب أو علاجِ مريض أو أموالًا تنفق لسد رمق محتاجٍ، بل إن خطط العمل التطوعي يجب أن تكون في اتجاه التنمية وفي اتجاه بناء المجتمع فردًا وأسرة.. ومن هنا يمكن أن نضع الأعمال في سياقها الصحيحِ المنتج حينما نخطط للبرامج الموجهة إلى كل فئات المجتمع.
وتشير إحدي الدراسات إلى أن معدل ساعات العمل التطوعي المبذول في الولايات المتحدة الأمريكية يوازي عمل 9 ملايين موظف، كما يقدر مجموع الوقت الذي تم التطوع به في إحدي السنوات ما قيمته 176 مليار دولار.. وبلغت موارد إحدي منظمات التطوع الأمريكية منظمة المتطوعين الأمريكيين 532 مليون دولار أمريكي، وتوجد بها أكثر من مليون ونصف المليون مؤسسة خيرية غير ربحية، ويبلغ عدد الذين يعملون في أعمال تطوعية نحو 93 مليون متطوع، أي قرابة (30%) من السكان، وهم يقدمون نحو 20 مليار ساعة عمل سنويا، وتستقبل المؤسسات الخيرية سنويا من الأموال ما يزيد على 200 مليار دولار أمريكي.
كما تذكر بعض الدراسات أن في ولاية نيوجرسي الأمريكية وحدها أكثر من 270 ألف موظف يعملون في المؤسسات اللاربحية، وهذا العدد يفوق العاملين في أي قطاع من قطاعات الأعمال، مثل قطاع البناء والنقل، والقطاع المالي، وهم يعبرون عبر 25 ألف مؤسسة خيرية وغير ربحية.
وفي بريطانيا.. يوجد أكثر من 20 مليون شخص من البالغين يمارسون نشاطا تطوعيا منظما كل عام، وتبلغ ساعات العمل التطوعي الرسمي نحو 90 مليون ساعة عمل كل أسبوع.. كما تقدر القيمة الاقتصادية للتطوع الرسمي بـ 40 مليار جنيه إسترليني سنويا.. وفي فرنسا كما جاء في تقرير لجمعية فرنسا للشئون الاجتماعية أن أكثر من 10 ملايين فرنسي يتطوعون آخر الأسبوع للمشاركة في تقديم خدمات اجتماعية في مختلف المجالات، وتحظي فرنسا بنحو 600 ألف مؤسسة خيرية وغير ربحية.
وتشير الإحصاءات في ألمانيا إلى أن نحو 45 % من الألمان ممن تجاوزوا 15 عاما ينخرطون في أعمال تطوعية، كما تشير التقارير إلى أن في ألمانيا 900 اتحاد ومنظمة شبابية يتطوع فيها نحو ربع سكان ألمانيا، وتساعد على تجنيد آلاف الشباب للتطوع في العمل الخيري.
أن هناك علاقة وثيقة بين التنمية ومدى نجاحها في المجتمع والعمل التطوعي، حيث تشير الشواهد الواقعية والتاريخية إلى أن التنميةَ تنبع من الإنسان الذي يعتبر وسيلتها الأساسية، كما أنها تهدف في الوقت ذاته إلى الارتقاء به في جميع الميادين الاقتصادية والاجتماعية والصحية والثقافية، ومن المسلم أن التنميةَ تقوم على الجهد البشريِ، وهو ما يستلزم إضافة إلى الخطط الواضحة والمحددة، ووجود الإنسان الواعي القادر على المشاركة في عمليات التنمية.
ويسهم برنامج متطوعي الأمم المتحدة، إضافة إلى حشد آلاف المتطوعين سنويا في السلام والتنمية من خلال الدعوة إلى الاعتراف بالمتطوعين والعمل مع الشركاء لدمج الجهود التطوعية في برامج التنمية. ومن خلال خدمة التطوع على الإنترنت، يستطيع المتطوعين المساهمة في التنمية الإنسانية من خلال دعم أنشطة المنظمات الإنمائية على شبكة الإنترنت.. ويوميا يتطوع آلاف الأفراد على الإنترنت وفي الميدان، ليسهموا في السلام والتنمية والعمل على تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية وإشراك الآخرين في تشكيل جدول أعمال التنمية المستدامة لما بعد 2015.