الصم البكم، فئة شديدة الخصوصية من ذوى الاحتياجات الخاصة في مصر، يعانون
من تجاهل حقيقي من جانب الدولة، حتى إنه لا توجد إحصائية تبين أعداد الصم البكم في
مصر.
من جانبها توضح نادية عبد الله، رئيس المؤسسة المصرية لحقوق الصم ومترجمى
لغة الإشارة، أن آخر إحصائية تم إصدارها بشأن هذه الفئة ظهرت عام 2000 أصدرتها المنظمة
المصرية لمتحدى الإعاقة وتبين أن أعدادهم تبلغ 3 ملايين شخص.
وتؤكد نادية أن أهم المشاكل التي يواجهها
الصم وضعاف السمع في المجتمع تتمثل في عدم التواصل بينهم وبين الفئات الأخرى، مما يؤدى
إلى سوء فهمهم في بعض الأوقات، وكذلك التعليم الردىء لهذه الفئة، حيث يركز التعليم على
المهن التي يقوم ضعاف السمع بإنجازها ويهمل الجانب التعليمى، كما أنه لا توجد فرصة
لهذه الفئة في الالتحاق بالجامعات مما يجعلهم يلجئون إلى المعاهد الخاصة ذات المصروفات
العالية مما يعوق الكثير منهم عن إكمال تعليمهم.
وعن أسباب ظهور هذه الفئة بكثرة، أشارت إلى بعض الدراسات الخاصة بهذه الفئات،
حيث الأسباب الخاصة بالإعاقة السمعية يمكن تقسيمها إلى عوامل وراثية جينية وعوامل بيئية
مكتسبة، توضحها فيما يلي:
أولًا: العوامل الوراثية الجينية:
حيث تشير الدراسات إلى أن نحو 50% من حالات
الإعاقة السمعية تعزى لأسباب وراثية، والمرض هنا ينتقل للجنين عن طريق الجينات الحاملة
للمرض من الأم أو الأب أو الأجداد، وقد لا يكون المرض ظاهرًا في الأقارب الحاليين من
الأسرة.
ثانيًا: عوامل بيئية أو مكتسبة:
ويمكن تقسيمها إلى عوامل تحدث قبل وأثناء
وبعد الميلاد كما يلي:
1- عوامل قبل الميلاد:
ترجع أسباب إعاقة سمعية إلى حدوث شذوذ
جينى في اختلاف عامل الريزسى (RH) بين الأم والجنين، ويطلق عليه صمم خلقي ولادى
-أو نتيجة لنقص الأكسجين
خلال فترة الحمل، ويسمي ذلك بالصمم المكتسب.
-كذلك إصابة الأم
الحامل بالفيروسات مثل الحصبة الألمانية والالتهاب السحائي والتهابات الغدد النكفية
والحصبة والإنفلونزا، خاصة في شهور الحمل الأولى.
-تناول الأم الحامل
لأدوية ضارة بالجنين دون استشارة طبية إذ تؤدي هذه الأدوية إلى عدم اكتمال نمو الجنين،
ومن ثم ولادته بعيوب خلقية.
2- عوامل تحدث بعد الميلاد:
إصابة الطفل ببعض الأمراض خصوصًا في السنة
الأولى من حياته مثل الحميات الفيروسية والميكروبية كالحمى الشوكية أو الالتهاب السحائي
والحصبة والتيفود والإنفلونزا والحمى القرمزية والدفتريا.
فيما يشير مصطفى عبد الحكيم، مدير مدرسة
الأمل الإعدادية الثانوية المهنية للصم وضعاف السمع إلى أن هناك بعض الاختبارات التي يخضع لها هؤلاء الأشخاص،
منها "مقياس السمع والذكاء الذي يجب ألا يقل عن 75% وقابلية التعلم.
أما عن طرق التواصل بين الصم وضعاف السمع
فيشير إليها عبد الحكيم موضحا أنها تنقسم إلى
إشارات خاصة بالمتعلمين مثل
الإشارة النصفية، وهى الإشارة بمدلول، هجاء الإصبع، قراءة الشفاه، اتصال كلي وذلك عن
طريق جميع الوسائل السابقة.
أما غير المتعلم من هذه الفئة فإنه يعتمد
على الإشارة الوصفية التي في كثير من الأحيان تفهم بطريقة خاطئة من المجتمع المحيط.
وعن الأسباب التي تؤدى لعدم التحاق البعض
منهم بالتعليم فأوضح أنها ترجع إلى الحاجة الشديدة للمادة فيلجأ للعمل وأحيانا يكون
التسرب من التعليم نتيجة طول المسافة أو عدم الاهتمام من الأهل بإلحاقه بإحدى المدارس
وعدم وعى الأسر خصوصا في الريف.
ويضيف علاء الدين السيد ربيع، مدرس النجارة بالمدرسة متحدثا عن بعض العقبات التي تواجههم مثل الانخفاض المتدنى لميزانية بعض الأقسام حتى إنها لا تكفى لشراء المستلزمات لشراء الاحتياجات لممارسة التدريب على المهن المختلفة.
فيما قال الدكتور
أحمد آدم، مستشار التربية الخاصة بوزارة التربية والتعليم، إن عدد المدارس لفئة الصم والبكم يصل إلى 294 تتنوع ما بين
ابتدائي وإعدادى وثانوي مؤكدا، أهمية حصول المدرس الخاص لهذه الفئة على دورة تدريبية
لمدة لا تقل عن عام كامل بعدها يصبح المدرس من المؤهلين للتعامل معهم.
وأضاف آدم
أن هناك بعض المشاكل التي قد يعانى منها الأصم وهى الأمية بالرغم من التحاقه بالتعليم،
ويرجع ذلك إلى عدم الاهتمام بهم في هذا الجانب، مؤكدا أن وزارة التعليم تعمل على حل
هذه المشكلة عن طريق تطبيق نظام القرائية التي تعرف بأنها القراءة والإجادة بالتشكيل،
كما تقوم الوزارة بتدريب 71 كادر تعليمى على مستوي الجمهورية لتحسين مستوى المدرسين
وطرق التعامل معهم.
كما أشار آدم إلى أن هناك بروتوكولا بين وزارتي التربية والتعليم والاتصالات يضم مبادرة الألف مدرسة، حيث تشتمل على عمل قاموس إشارى أكاديمى موحد على مستوى المدارس يشمل مصطلحات ومفاهيم تتضمنها المناهج في المرحلة الابتدائية، كذلك الاهتمام بتوزيع خمس أجهزة كمبيوتر لكل مدرسة، ورقمنة المناهج عن طريق تحويل الكتاب المدرسي لكتاب إلكترونى خصوصا في مادة الرياضيات والعلوم.
وأضاف آدم أن هناك خطة لتوزيع التابلت على طلبة الصف الثالث الثانوى، بعد أن وزعت على طلبة الصف الأول والثانى، كما أكد أهمية تدريب هذه الفئة على كيفية التعامل مع المجتمع الخارجى عن طريق ما يسمى بالمنهج الخفى المتمثل في القيم والمبادئ التي يبثها المعلمون في نفوسهم ويزرعون داخلهم حبهم للمجتمع المحيط، وإنهم لا يختلفون عنه في أي شىء سوى هذه الإعاقة التي يمكن التغلب عليها بالتعليم والالتحاق بمجالات العمل المناسبة لهم.
