الأحد 24 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

بدل السكوت .. كُلنا مايكل براون

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أنا واحد من المؤمنين أن حقوق الإنسان قيمة إنسانية تتجاوز الحدود واللغات والأعراق، وكنت وما أزال أعتقد أن التضامن مع مُضطهدين هُنا أو هُناك لا يعد تدخلا فى الشئون الداخلية للبلاد، متبنيا قول الثائر العظيم تشى جيفارا: "أينما كان الظُلم فذلك موطنى". 
لذلك، أدعو المواطنين المصريين للتضامن مع احتجاجات فيرجسون بالولايات المتحدة، تلك الاحتجاجات التى قامت ضد قتل شرطى أبيض لمواطن أسود دون جريرة أو ذنب سوى الاشتباه والشك. 
فى يوم 9 أغسطس الماضى جرت الواقعة الحزينة. كان الشرطى الأمريكى دالن ويلسون يسير نهارا فى أحد شوارع فيرجسون بولاية ميروزى عندما رأى شابا أسود يسير مُسرعا كأنه يهرب من أمرٍ ما، استوقفه ويلسون وسأله عن اسمه فأجاب: مايكل براون، ثُم سأله عن عمره فرد 18 عاما، اشتبه الضابط الأبيض فى الشاب وحاول اقتياده إلى مركز الشرطة فأخبره الشاب أن ذلك ليس من حقه، وجرت مُشادة انتهت بسحب الضابط مسدسه وأطلق على براون 6 رصاصات آخرها فى رأسه. 
لم يكن الأمر اشتباها وإنما قتلا مقصودا يُعبّر عن سادية أو دموية بغيضة، وطبقا للرواية الرسمية فقد قال الضابط دالن ويلسون إن مايكل براون سرق علبة سجائر، لكنه لم يُثبت أن ذلك حدث بالفعل. احتج أهل وأصدقاء وجيران القتيل وقدموا بلاغا إلى السلطات الحاكمة يطالبون فيه بمحاكمة الضابط، وبالفعل حوكم ويلسون أمام هيئة محلفين انتهت إلى تبرئته سريعا وهو ما أشعل حالة غضب عارم بين سكان المنطقة. 
وكما حدث مع خالد سعيد فى مصر تواصلت الاحتجاجات ضد الشرطة الأمريكية، ونُظمت المُظاهرات الصاخبة وتجمع الشباب غاضبين وحانقين، واعتبرت ‘دارة أوباما تلك الأحداث أعمال شغب وتم إطلاق القنابل المُسيلة على جموع المتظاهرين، والتزمت منظمات حقوق الإنسان الصمت، ولم تُصدر "هيومان رايتس ووتش" تقريرا عن الحادث، ولم تعتبر منظمة العفو الدولية قمع المُحتجين انتهاكا لحقوق البشر فى التعبير عن آرائهم. 
لم يفتح حقوقى دولى فمه، ولم تدُن الصحف، وبرامج التوك شو دولة الظُلم وقوانين التمييز، واكتفى بعض المسئولون الأمريكيون بالتهرب عن طريق الاستقالة مثلما فعل وزير العدل، لكن أحدا لم يقم بتصحيح الأوضاع ومعاقبة القاتل الذى كشف أصدقاء القتيل أنه لم يفعل ذلك إلا كراهية فى ذوى البشرة السوداء، خاصة أنه كان يمكن أن يكتفى برصاصة واحدة لو كان الأمر مُجرد اشتباه. 
لو جرى الأمر فى مصر لصارت الدولة مجرمة، واعتبر القضاء فاسدا، ووصم النظام كله بالقهر والاستبداد. 
من حقنا باسم الإنسانية أن نرفض قمع السلطات فى فيرجسون تجاه الغاضبين، من حقنا باسم العدالة أن نعتبر حكم القضاء الأمريكى بتبرئة القاتل تدليسا وتكريسا للقهر والعنصرية، من حقنا باسم الحرية أن نقف متضامنين مع أهالى المدينة الغاضبة تجاه القمع السلطوى. 
إننا نقف حدادا على روح مايكل براون متضامنين مع ذويه وأحبائه وأصدقائه ضد البطش والفساد والظلم فى الجنة المزيفة المسامة "أمريكا". 

mostafawfd@hotmail.com