ما كادت الأجواء تهدأ على الفنان خالد
أبو النجا حول تصريحاته وهو يتسلم جائزته كأحسن ممثل في مهرجان القاهرة، حتى
اشتعلت الأمور مرة أخرى بسبب وصفه للنظام الحالي بأنه "فاشي عسكري يحاول
إرهاب كل من ينتقد أسلوب أمنجي يحاكم".
كلام يستحق التوقف ولا يجب أن يمر علينا
مرور الكرام، خاصة أنه، أولا يصدر من "أفضل ممثل" بشهادة أهم مهرجان
سينمائي عربي، وبالتالي أحكامه يجب أن يستند فيها لشواهد تكون هي الغالبة على
المشهد، ثانيًا: لماذا يطالب النظام بالرحيل، وما هي حيثياته في هذا الطلب الغبي؟!
ثالثًا: لماذا الآن يا خالد؟! هل تناصر الجبهة السلفية في دعوتها للعنف والفوضى في
28 نوفمبر، أم تساند المعزول الإخواني للعودة؟!
لمن تنحاز إذا كنت
فنانًا، ولأي الفريقين تنتمي.. واسأل نفسك بهدوء في أي الأجواء تنتعش حرية الرأي
والتعبير، وحقك في أن تبدع ما تشاء متى سيكون مكفولاً.. حزب "المكفراتية"
سيضعك أنت وكل المبدعين على رأس قائمة الاغتيالات.. كلامك يمهد لهؤلاء الطريق،
يمنحهم قبلة الحياة بعد الموت الإكلينكي.. هم كامنون بيننا.. بالقرب منا يخططون..
يتآمرون.. يريدون القفز مرة أخرى لاختطاف البلد ونهش أجسادنا أحياء، وكلامك
"الخايب" عن الرحيل ما هو إلا قنبلة عشوائية الصنع مثل قنابلهم التي
تغتال الأبرياء جنودًا بسطاء وضباطًا أبرياء.
افتح عينيك جيدًا
سترى أن حجم الانتقادات للنظام والحكومة أكثر من أن تحصى.. إذا أردت أن تتحدث عن
الحرية افتح أي قناة وشاهد أي برنامج، لن تجد صعوبة في رصد حالة الانفلات الإعلامي
غير المسبوق.. بل أكثر من هذا تابع العالم الإلكتروني الافتراضي، ستجد مواقع
مجهولة تنال من المؤسسة العسكرية سبًا وقدحًا وتطاولاً.. هل هذا النوع من الحرية
التي تتحدث عنه هو ما تريده وتدافع عنه؟!
قلت في مدونتك
"ولما كان القانون هو اختياري منذ البداية، كطريق للحصول على الحق، وهو الحكم
فيما بين المواطنين من اختلافات؛ فإنني وبالقانون سألاحق كل من أساء إليَّ"، وأنا
معك تمامًا في ضرورة الاحتكام للقانون، وأنا بدوري أرى أن ما تكتبه حول وصف النظام
ومطالبتك له بالرحيل، يضعك تحت طائلة القانون بتهمة التحريض على العنف ودعمك
لجماعات العنف والإرهاب ودعوتها المسلحة !!
من حقك أن تعلن رأيك
وتعبر كيفما شئت عن مواقفك التي تؤمن بها، ومن حق القانون أن يأخذ مجراه، وأيضًا
للجمهور الذي يختلف معك رأي يجب أن تحترمه وتتقبله باعتبارك شخصية عامة، انظر حولك
وقيم ما حدث، وردود الفعل على ما كتبت أو قلت، واحكم بنفسك، هل زادت شعبيتك أم
تتآكل وتتراجع؟ هل تعتبر انتقاد الناس لآرائك محاولة لإرهابك؟ أنا هنا لا أتحدث عن
اختياراتك الشخصية وسلوكك الإنساني.. كل ما حدث أن الكثيرين ممن يتابعون أعمالك
الفنية من عموم الناس، انزعجوا مما قلت وربما أصابتهم صدمة من مواقفك السياسية،
فهكذا تحدث المصريون بطريقتهم التي ذاعت في السنوات الثلاث الأخيرة وأصابك منها ما
أصابك ..
الناس شعرت بخيبة
أمل في فنان افترضوا فيه أنه يبحث عن طاقة حرية وإبداع لن يبلغها وهو يدعو للفوضى،
بل والأسوأ أنه يدعو الآن للتحريض على العنف.
بئس الأصوات النشاز الداعية
للفتنة عن جهل أو سوء قصد.. خسئت الآراء الضالة وكل محدث رأي.