تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
من لا يرى من ثقوب الغربال فهو أعمى، ومن يرى ما يحدث بمصر والمنطقة العربية ولا ينتبه فهو خصم حقيقي لأحلام وطموحات هذه الشعوب، بالأمس فقط قامت مجموعة من الإخوانجية بالهتاف في حي المطرية بالقاهرة لصالح تنظيم داعش الإرهابي، ويوم الجمعة القادم تستعد أطراف تجمعها روابط معقدة للتظاهر في الشوارع رافعين المصاحف، وفي ذات الوقت ازدادت وتيرة النقد من البعض لأداء الجيش في شمال سيناء رغم النجاحات الكبيرة التي يحققها هناك.
نقول لكل الأطراف البارزة في الخارطة المصرية على الأقل، أن المسئولية تقتضي على الجميع يقظة تامة أكثر من أي وقت مضى، ما زالت حدودنا الشرقية والغربية والجنوبية تحت قصف عمليات التهريب اليومية للإرهابيين والأسلحة، وما زالت البؤر الإجرامية المتأسلمة داخل مصر تعيد تشكيلها لتلدغ بالقنابل الموقوتة أرصفة المشاة، ومازال التنظيم الدولي للإخوان المسلمين مدعوماً من دول ليست صديقة وأجهزة استخبارات معادية يصارع من أجل البقاء.
فعندما نرى كل هذا العبث ونجد عدد ممن يسمون أنفسهم نشطاء يمهدون الأرض لداعش وللتخريب، فلا بد هنا من التحذير الواجب، فالثورية لا تعني أن تصرخ بما تريد في الوقت الذي يحدده لك خصومك، وما أفهمه عن التغيير هو أن تغير لحساب برنامجك أنت، وليس لحساب خصوم الحياة والتقدم، أن تكون جسراً يعتليك الإرهاب فهذا هو العار بعينه، والجمعة القادمة ستكشف الكثير من الأخطاء لكل الأطراف.
من يسمون أنفسهم بالسلفيين أصحاب الدعوة، ومنصات الإعلام المعادي كالجزيرة وغيرها، وقنابل الإخوان المزروعة على الطرقات، ونشطاء الغبرة وتربص أجهزة وتنظيمات خارجية بكل شبر في هذه البلد سيحددون يوم الجمعة القادم موقعهم الحقيقي، ورغم يقيني القديم بخصومتهم، إلا أن الأيام القادمة ستزيد من عمق هذا اليقين.
فالهتاف والترحيب بداعش في حي من أحياء القاهرة، هو مجرد مقدمة لخلق حالة داعشية نرى بعدها الذبح بالسكاكين، ونرى فيديوهات الموت والأعلام السوداء، فالرمزية التي أقدم عليها البعض في العاصمة أكبر من أثر الحدث ذاته، وهي في تقديري شهادة وفاة مدموغة ونهائية لكل هذا العبث الذي يخلط الدين بالسياسة، فيشوه الدين وينحط بالسياسة.
أطراف المعركة واضحون تماماً لمن به عقل، أما طابور دس السم في العسل فهم لا يقلون خطراً عن حاملي السكاكين والراية السوداء، وهؤلاء منتشرون للأسف في إعلامنا الرسمي وفي الفضائيات وفي مواقع التواصل الإجتماعي بل وفي المصالح الحكومية والهيئات المختلفة، حتى كدنا أن نصرخ من قاع رءوسنا للنظام الحاكم في مصر سواء مؤسسة الرئاسة أو الحكومة قائلين.. انتبهوا إنه إرهاب على نفقة الدولة.
ولذلك لا بد من إعادة القول أن جمعة المصاحف تخص أصحابها سواء الداعين لها أو الدولة المكلفة بمواجهتها، ولكن أن يخرج علينا من لا ناقة له في الداعشية ولا جمل، ليبث رسائل إحباطه لنا مساندا للرايات السوداء من طرف خفي فهذا هو الغباء والجهل بعينه، وإذا كانت هناك ضرورة لدور شعبي وعن نفسي فأنا أصطف مباشرة إلى جانب الدولة في مواجهة قاطعي الرءوس، وأشير هنا إلى واقعة ذات دلالة، فعندما تعالت الدعاوى لجمعة السلفيين انطلقت سيارات لعدد من المواطنيين بمراكز المنوفية ومن خلال مكبرات الصوت أعلنت استعداد المواطنين للتصدي لمظاهرات المتأسلمين حتى إن إحدى تلك السيارات قالت "من لزم بيته فهو آمن".
كل تلك المظاهر هي بالضبط ما يريده خصومنا، يريدون جر البلاد لحالة من الفوضى تدخل بعدها الحرب الأهلية لتقضي على الأخضر واليابس، لذلك وجب التحذير ووجب الانتباه.. وجب إعمال العقل والقدرة على الرؤية من ثقوب الغربال.