تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
"دولة الخلافة قادمة، أبشروا فستنفتح نوافذنا، وستمطر سماوتنا ذهبا وفضة، وسنُرضى الله ورسول ، فتجرى من تحتنا أنهار الخير".
هكذا يُبشروننا بالثورة الخضراء، المتسلفنون يدعون إلى إعلان الخلافة، هل يعرفونها؟ هل يحتملونها؟ هل يقبلونها؟ إن كان نعم، فأنا على يقين أن أحدكم لا يقبلها، ولمن لا يعرفها سأتحدث له منها ذكرا.
يروى لنا الدكتور إمام عبدالفتاح فى كتابه "الطاغية" كيف حصل معاوية بن أبى سفيان على البيعة لابنه يزيد حيث أرسل يطلب رأي عماله، فقام أحدهم ويدعى يزيد بن المقفع وقال: هذا- فى إشارة إلى معاوية- فإن هلك فهذا- فى إشارة إلى يزيد- فمن أبى فهذا- مشيرا إلى سيفه-، فقال له معاوية: اجلس فإنك سيد الخطباء.
ويضيف الكاتب: وصارت البيعة مجرد إجراء شكلي أقرب الى الاستفتاء الشكلى، ولا أدل على ذلك من واقعة الحرة الشهيرة التى قتل فيها خلق من الصحابة وافتضت ألف عذراء. وكان قائد يزيد - وقتها مسلم بن عقبة- يقتل من يقول "أبايعه على كتاب الله وسنة رسوله".
ويحكى لنا "السيوطى" فى كتاب "تاريخ الخلفاء" إن عبد الملك بن مروان، الديكتاتور الأشهر فى الدولة الأموية، كان عابدا متنسكا يقيم الليل والنهار ويصلى فى المسجد، ويوما كان جالسا يقرأ القرآن فأخبروه بنبأ اختياره خليفة، فأغلق المصحف وقال "هذا آخر العهد بك" واستخدم "مروان" الحجاج الثقفى للقضاء على المعارضة السياسية والذى سير الجيوش وقتل الشيوخ وأهدر الدماء.
وكان الخليفة الوليد بن عبدالملك جبارا ظلوما، وأضفى على نفسه هالة من القداسة حتى كان يستفسر في عجب: أيمكن للخليفة أن يحاسب؟ إلى أن جاء أخوه بأربعين شيخا يشهدون أن ما على الخليفة من حساب!!
ويحكى "السيوطى" عن السفاح أول خلفاء الدولة العباسية الذى بدأ حكمه بإخراج جثث خلفاء بنى أمية وصلبها فى العراء ثم إحراقها، ودخل دمشق فأباح فيها القتل وجعل مسجدها إسطبلا لدوابه واقتاد نساء بنى أمية للسبى والذبح.
وخلفه السفهاء والقتلة والشواذ واللصوص الذين سامونا ظلما وظلاما، لم يمنحنا أحدهم عدلا ولا حرية ولم نسمع عن خليفة يحترم الناس ويعترف بآدميتهم طوال ثلاثة عشر قرنا وأكثر سوى فلتات ضئيلة جدا، كان الخليفة ظل الله والمسئول عن دينه، وكلامه مقدسا، وأفعاله محصنة، وما يقرره لا يقبل طعنا ولا جدلا.
هكذا كانت الخلافة التى يبشروننا بها لا يا سادة "يفتح الله".