السبت 23 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

الجماعة المنبوذة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بدأت محظورة ودخلت في صراعات مع العديد من أنظمة الحكم وتسترت برداء الدين، من أجل السياسة واستخدمت كل الأساليب الشرعية وغير الشرعية والمشروعة وغير المشروعة، وتلقّت ضربات عديدة بسبب ممارساتها وسلوك أعضائها وإصرارها على تحقيق الحكم الأكبر لها، الأمر هو مقعد الحكم في مصر، ثم أصبحت جماعة محظوظة ووصلت للحكم وحققت الحلم الأكبر لها ولمؤسسها الأول وفتحت أمامها الأبواب وفرشت لأعضائها البساط الأحمر خلال تنقلاتهم وزياراتهم خارج مصر وأصبحت الحاكم الناهي، إلا أنها لم تشكر الله على تلك النعمة الكبرى وتراعي حقوق الآخرين وتتواضع أمام أصحاب الرأي الآخر والمعارضين لها في الرأي والفكر، ولكنها تكبّرت واستبدّت ونست الله فأنساهم أنفسهم فأصبحت جماعة منبوذة ومكروهة.
وبعد أن أصبحت جماعة محظوظة وأجلسها الله سبحانه وتعالى على مقاعد الحكم في مصر، بغت وتكبّرت وتعالت وفشلت فشلًا ذريعًا في إدارة شئون الدولة، وأصبح رئيسها في قصر الاتحادية مندوبًا يتلقّى منهم التعليمات والأوامر ولا ينطق بقرار أو يقول إلا بما تريده الجماعة ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل تم استخدام الأساليب الاستبدادية لا الديمقراطية في التضييق على المعارضين وهدم دولة القانون وحصار المحكمة الدستورية والسعي لإدخال السلطة القضائية ببيت الطاعة الإخواني، والعمل على تصدير الإرهاب والفوضى إلى خارج مصر، خصوصًا منطقة الخليج العربي.
وتوهّمت تلك الجماعة أن الدنيا دامت لها وأصبحت ملك يدها وأن الشعب المصري غير قادر على إزاحتها من مقاعد الحكم وأن مندوب الجماعة المعزول محمد مرسي، سيكمل مدته الرئاسية حتى عام 2016، بل وسيحصل على مدة جديدة حتى عام 2020، واستهانت بقدرات الشعب المصري وغضبه منها، حتى وقعت الواقعة الكبرى يوم 3 يونيو وخرجت الملايين في شوارع وميادين مصر تهتف بإسقاطها، وكان ذلك زلزالًا سياسيًّا وشعبيًّا كبيرًا بث الرعب في نفوس تلك الجماعة ورموزها وأعضائها، وانحاز جيش مصر العظيم إلى رغبة وإرادة الشعب، وتم إسقاطها بالضربة القاضية من على مقاعد الحكم.
وارتكبت الجماعة أكبر خطأ تاريخي عندما رفضت الانصياع لإرادة الشعب وسلمت بإرادته وأيضًا مشيئة الله سبحانه وتعالى، ولكنها اختارت طريق العنف والإرهاب وسفك الدماء وقطع الطرق ومحاولة العدوان على مؤسسات الدولة وتشويه الجيش والشرطة والاستقواء بالأمريكان وحلفائهم بما في ذلك العدو الإسرائيلي، وعادت للعمل السري واستخدام القنابل ضد المدنيين الأبرياء، لأنها تطبق المثل المصري مَن نسى قديمه تاه، فعادت إلى سيرتها الأولى وتاريخها الأسود في ممارسة الإرهاب والعنف، ولكنها وجدت مواجهة ومقاومة ليست عسكرية أو أمنية أو قضائية، ولكن مواجهة شعبية من مجموع المصريين في كل ميدان وشارع يذهب إليه أعضاء تلك الجماعة الإرهابية.
فالمحطة الثالثة من تاريخ هذه الجماعة الآن وهي محطة الجماعة المنبوذة، هي محطة النهاية لها، لأنها دخلت مرحلة العزلة المجتمعية وليست الإقصاء السياسي فقط كما حدث من قبل، فغالبية المصريين الآن يرفضون أي جوار سكني مع أعضاء من جماعة الإخوان، وأيضًا يرفضون أي تبادل تجاري أو الدخول في أعمال مشتركة مع كل مَن هو إخواني، وهناك أحياء وقرى ترفع شعارات “,”قرية بلا إخوان“,” وبعض فلول تلك الجماعة الهاربون خارج مصر وداخلها لا يبصرون هذه الحقيقة، لأن الله سبحانه وتعالى أعمى أبصارهم كما أعماهم من قبل وهم على مقاعد الحكم، حتى تحوّلت تلك الجماعة إلى وباء يفر منه الناس وهذا جزاء كل ظالم وكاذب ومتاجر بالدين ومنافق وفاسق وكلها مواصفات للجماعة المنبوذة.
فأصبحت تلك الجماعة الآن منبوذة من جموع المصريين على اختلاف توجهاتهم ومشاربهم الفكرية والعقائدية والسياسية بسبب أفعالهم الخسيسة والدنيئة وانتهاك حرمات المساجد وسفك الدماء في شهر رمضان الذي حولوه من شهر العبادة والصيام والقيام إلى شهر للمظاهرات والمسيرات وقطع الطرق وإطلاق الرصاص والمولوتوف، فارتفعت أصوات المصريين تعلن أنها أصبحت جماعة منبوذة وتنتشر في السفارات، واللافتات في كل حي وقرية بمصر ضد الجماعة المنبوذة، ومنها شعار “,”كرهناكم“,” وشعار آخر “,”لا انتو منا ولا احنا منكم“,”، وأصبح أي عضو بالجماعة يتوارى خجلًا ولا يستطيع أن يقدّم نفسه للآخرين، بأنه إخواني.
هذه هي جماعة الإخوان المسلمين وملخص لمراحل تاريخ هذه الجماعة منذ تأسيسها على يد حسن البنا عام 1928، وحتى يومنا هذا وبعد سقوطها من فوق مقاعد الحكم بمصر في 3 يوليو 2013، حيث رفضت كل الخيارات التي أتيحت لها، فلم تقبل وترضى بأنها محظورة سياسيًّا وتكتفي بمجال الدعوة الدينية والإرشاد، ولكنها استخدمت الشعارات الدينية لأغراض سياسية ورفعت شعار الإسلام هو الحل، وخلطت الدين بالسياسة، فلم تنجح في إصلاح السياسية بل أفسدت وأساءت للدين الإسلامي الحنيف وارتكبت أبشع الجرائم في حق هذا الدين وبررت كل أخطائها وجرائمها باسم الدين وهي تعلم أن الدين منها براء، ولكنها سارت في طريق الضلال والاستبداد والعدوان على المعارضين والإساءة إلى الأصدقاء وخلفت الدعوة ونكثت العهود.