نعم نقولها للثوار، والوطنيين
الحقيقيين، وحسان النية، وكل فئات وطبقات الشعب، لأن مصر في خطر ويتربص بها الأعداء
من الخارج، والداخل من أجل هدم الدولة، وإسقاط جيشها لحساب إسرائيل حتى يبقى جيشها
الوحيد القوي في المنطقة وتضمن أمريكا وحلفاؤها من المستعمرين الجدد هيمنتهم،
وسيطرتهم على كامل المنطقة خاصة مصادر الثروة من بترول وخلافه، وخطوط مواصلات لكل أنحاء
العالم.
ونتوجه
بهذا النداء حتى لا نسقط في الفخ المنصوب لنا بالدخول في معارك فرعية ما بيننا بما
يخدم العدو الرئيسي، ومضطرون لخوض في هذا الموضوع بعد أن صدمنا ممن ينتحلون صفة
الثوار، ويعيشوا بيننا. فالبعض أصدر بيانا ضد حماية الجيش للمنشآت العامة،
واعتبروا ذلك ذريعة لإحالة المواطنين للقضاء العسكري، والبعض الآخر يرفض إخلاء الشريط
الحدودي ويعتبره اعتداء على أهالي سيناء أما البعض الآخر فكان وقحا حيث رفع إسقاط
النظام، وكان لزماً علينا أن نجري هذا النقاش فإما أن يكونوا حسان النية ولديهم
لبس، فممكن يصبح هذا الانحراف الفكري وإما يكونون يعملون لحساب الأجندات الأجنبية،
وأعداء شعبنا، ووطننا فعلينا دور مهم في كشفهم وتعريتهم وعزلهم.
ولا أتخيل على الإطلاق أن يزعم أحد أنه
ثوري، ومناضل ووطني ويتقاضى تمويلاً أجنبياً أو يتقدم بتقرير أو بيانات تستخدمها المنظمات
العالمية المشبوهة ضدنا والتي يسيطر عليها اللوبي الصهيوني، وأجهزة المخابرات
الأمريكية والموساد، والتي تعمل لحساب الاستعمار العالمي وكلنا نعلم أن الاستعمار
العالمي غير من أشكال سيطرته، وهيمنته وفقاً للظروف حيث تدخل بجيشه كما حدث في
أفغانستان، العراق، وليبيا وأغلبية الأحيان عن طريق ما تسمى بالمنظمات الدولية،
وذلك تجنباً لإثارة المشاعر الوطنية لدى شعوب الدول التي يريد التدخل فيها فيتم
المقاومة، فنجد بيانات الإدانة والشجب والعقاب من خلال الأمم المتحدة لسوريا، ودول
عديدة خارج الحظيرة الأمريكية بينما لم نجد إدانة لإسرائيل في عدوانها المستمر ضد
شعبنا الفلسطيني والمجازر التي ارتكبها جيشها في قطاع غزة والتي وصلت لحد الإبادة
الجماعية، واستهداف أسر بالكامل، والأطفال، وهدم المنازل، وضرب المستشفيات! والكيل
بمكيالين لهذه المنظمات واضح لكل ذي عينين ونقول لمتلقي التمويل الأجنبي الذين
وقعوا على البيان الأول ضد حماية الجيش للمنشآت العامة: هل يرضيكم قيام جماعات الإرهاب
المسلحة بقيادة جماعة الإخوان المسلمين بتدمير أبراج الكهرباء حتى يعم الظلام في
ربوع الوطن وتزعمون الاستنارة؟! هل يرضيكم قيامهم بحرق أتوبيسات النقل العام
والمترو أما أنكم لا تستخدمونها بسبب ما لديكم من سيارات فارهة؟!هل يرضيكم عدم سرعة المحاكمة، وتوقيع العقاب التي نسير عليها الآن الأمر
الذي أدى إلى تشجيعهم، واستمرارهم في العدوان؟!
وهذا البيان لا يخدم سوى قوى الإرهاب
الأسود التي تحمل السلاح في وجه جيشنا، وجهاز الشرطة، وشعبنا، ولم نجد بيانا لكم
سريعا لجرائم هذه العصابات خاصة قتل أبناء الشرطة، والجيش، والشعب، والتمثيل
بجثثهم وآخر جريمة قيامهم بقتل أحد جنود الجيش الذي حاول الفرار من كمين كوم
القواديس عقب تدميره، ولم يقتصر الأمر على قتله بل تفتيت رأسه، والتمثيل بها؟! أما
الكلام عن التهجير القسري لأهالينا في الشريط الحدودي، فالحمد لله أن هؤلاء
الأهالي ردوا عليكم بشكل عملي حيث قاموا بإخلاء منازلهم طواعية، وقبل أن يطلب منهم
أحد ذلك إيماناً منهم بحماية الأمن القومي المصري، وجيشنا البطل أما الاستثناء
فمحدود، وقليل جداً خاصة تلك التي بها أنفاق، وهؤلاء لا يعنيهم وطنا إنما تعنيهم
المكاسب المالية التي يجنونها من عمليات التهريب، ومن مصلحتهم بقاء الوضع على ما
هو عليه، وذات الموقف جماعة حماس التي تاجرت في كل شيء، والتساؤل المطروح .. هل
يرضيكم بقاء قواتنا المسلحة فريسة سهلة لعمليات القتل والغدر من قبل جماعات
الإرهاب؟!
وهذا البيان إما أن جهة خارجية ما طلبت
منكم ذلك حتى يتم إفساد الخطط الأمنية في التصدي للإرهاب، واقتلاع جذورها من سيناء
الحبيبة حتى يضعف جيشنا، ويسقط – وهذا لن يحدث بإذن الله – وتتزعزع ثقة الشعب فيه.
وأخيراً نقول لمن يرفع شعار إسقاط
النظام: إن النظام الحالي وليد إرادة، وإجماع كل الشعب بفئاته باستثناء جماعات
الإرهاب المسلحة بقيادة الإخوان المسلمين، ولولا وقوفه بجوارنا في 30 يونيه لتم
تحويل مصر لبرك من الدم، وحرب اهلية لا يعرف أحد نتائجها، وكنتم أول من يعلق على
مشانق الإخوان المسلمين، والباقي مشرد في الخيام أسوة بالشعب السوري، والليبي،
والعراقي وهذا دين في رقابنا أبد الدهر، ولن نقبل المساس به وسنكون أول من سيتصدون
لكم بصدورنا، وهذا الكلام لا يقوله إلا خائن وعميل– ونأسف لاستخدام هذه العبارات –
إنما أنتم الذين اضطررتمونا لاستخدامه لنوضح لكم حقيقة الجرم الذي تعترفونه في
حقنا وحق وطننا ولا يقبل هذا الكلام من أشخاص محسوبين على اليسار سواء كانوا ناصريين
أو ماركسيين، وبهذا القول أصبحوا في خندق الأعداء من القوى الإرهابية المسلحة،
والفاشية الدينية وحلفائهم من الأمريكان، والإسرائيليين.
فهناك
فرق ما بين التناقض الرئيسي، والتناقض الثانوي فتناقضنا الأساسي مع أعدائنا من قوى
الإرهاب المسلح المستتر بالدين، وهذا يوجب علينا توجيه كل البنادق إلى صدورهم أما
التناقض الثانوي فوارد ما بيننا جميعاً، وهذا يحل عن طريق الحوار، والنقاش،
والإقناع، وليس بالإسقاط.
فلدينا ملاحظات على الأداء الحكومي،
وارتفاع الأسعار، ونقص الخدمات، وهذه قضايا فرضت علينا جميعاً وورثناها من نظام
المخلوع، والمعزول، وستحل بالحوار.
ونسألكم: هل تناسيتم أحداث الاتحادية؟! وهل
تناسيتم أن جماعة الإخوان ومن يدور في فلكها من جماعات تكفيرية، وإرهابية لا تؤمن
بأحد منا.. ولا تمديدها لنا إلا في لحظة ضعفها، وبمجرد أن تقوى تقوم بسحلنا،
وتصفيتنا جسدياً ولم تنضم لثورة 25 يناير إلا في آخر لحظة حينما أيقنت نجاحها ومن
أجل الاستيلاء على السلطة، وبمجرد وصولها رفضت الجميع فهل يلدغ المؤمن من الجحر
مرتين أفيقوا، وعودوا لرشدكم، ولنتحد جميعاً، وأي قضايا خلافية من حقنا النقاش
فيها، والحوار للوصول لما هو في مصلحة وطننا، وشعبنا وأخيراً ولتكن فوهات بنادقنا
جميعاً لصدور أعدائنا، وكفى انقسام، والمجد والخلود لشهدائنا الأبرار.