تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
لماذا تُصر جماعة الإخوان على القتال حتى النفس الأخير؟
سؤال محير بالفعل للكثيرين داخل الجماعة والمتعاطفين معها – إذا كان هناك من يراك متعاطفاً والأوساط السياسية والإعلامية.. والإجابة هنا ستكون قائمة على التحليل لسلوك الإخوان، وتداعيات السقوط، سلوك الإخوان اختلف تماماً، فإخوان ما قبل “,”جمهورية مرسى“,” يختلفون عن إخوان ما بعدها، ينطبق ذلك على الجميع من مرشدهم حتى أصغر عضو عامل فى التنظيم.. لا فرق هنا بين السلوك الشخصي “,”تصرفات الأفراد“,” وكيف يتعاملون مع المجتمع في الميديا والسياسيين، وبين سلوك وقرارات الجماعة فى عبارة بسيطة: كان الإخوان قبل التمكين“,” وجوهاً مبتسمة“,” أشخاصاً منفتحين، يسعون نحوك لخدمتك بلا مقابل أو “,” لحين الحاجة“,” إذا أردنا الدقة والتحديد.. وهم في ذلك يرددون شعارهم “,” سيد الناس خادمهم“,”.. أي كانت النوايا التي تقف وراء سلوكهم.. جميع قيادتهم يتواصلون مع الناس يتقربون إليهم، وإن غبت عنهم سألوا عنك واهتموا لأمرك.. كانوا يتوددون للإعلاميين، من يختلفون معهم أكثر ممن يتفقون.. طلبت من المسئول الإعلامي للجماعة ذات مرة لقاء صحفياً مع المرشد العام “,”محمد مهدى عاكف“,”، فتم تحديد الموعد في الحال والتقيته صباح اليوم التالي بالمقر الرئيسي للجماعة في المنيل.. بمجرد دخولي استقبلني عاكف مرحباً وبادرني متسائلا: هل الجريدة-أخبار اليوم- هي التي كلفتك بإجراء الحوار أم أنها مبادرة واقتراح منك؟ فهمت مغزى السؤال وأجبته: ليس تكليفاً من الجريدة، ولكنه كان اقتراحاً منى لقناعتي بضرورة التواصل مع كل قيادات حتى لو كانت “,”محظورة“,”.. بالتأكيد كان يريد المرشد أن يعرف هل هناك توجه من الدولة في هذا الوقت للتواصل والانفتاح على الجماعة، وهو أمر واضح الدلالة سياسياً، أم أنه مجرد عمل صحفي لا أكثر.
لا يختلف الأمر عندما تتعامل مع “,”العريان“,” أو “,”جمال حشمت“,” أو غيرهم من قيادات الجماعة.. أذكر في برنامج “,”صباح الخير يا مصر“,” في بداية العام الماضي، كنت أتحدث عن عصام العريان، وعن احتمالات ترشحه رئيساً لمجلس الشعب، ووقتها قلت: إن العريان محسوب على التيار الإصلاحي، وليس المحافظ المتشدد “,”القطبي“,” وبالتالي لن يتم ترشحه لمنصب رسمي كبير وأن الأقرب محمد سعد الكتاتني.. مع مرور الوقت نجد الوجوه تبدلت “,”العريان“,” لم يعد كما كنا نعرفه سياسياً ولا إعلامياً.. أصبح أكثر حدة، وعنف مثيراً للخلافات تصريحاته تدعو للفرقة، وتشعل الحرائق، وحاضراً فى كل المحاكم سواء مُدَّعٍ أو مُدَّعىً عليه، وفى نفس الوقت يدعو اليهود للعودة إلى مصر، بينما يسعى لطردنا جميعا كمصريين من المشهد السياسي.. يُقصون كل الشركاء ..حكمونا عاماً واحداً فأغلقوا بيننا وبينهم كل النوافذ ورفعوا موبايلاتهم من الخدمة، فخرجوا مطرودين.. الآن عادت الحرارة لهواتفهم.. تذكروا الصحفيين والإعلاميين، عادوا من جديد لذاكرتهم ودفاترهم القديمة لعلهم يصلحون ما أفسدوه وهم فى قصر الرئاسة...وللحديث بقية.