السبت 21 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

حوارات

البوابة نيوز" تحاور سيدة سيناوية: أرفض تشبيهنا بالبدو.. نحن أكثر وعيا وتحضرا.. أقول للمسئولين خلوا بالكم مننا.. والسيسي رجل وطني ونعيش بأمان في عهده

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

لا تنعم المرأة -أو البدوية على وجه الخصوص- بما تنعم به المرأة أو الفتاة من أهل المدن من رفاهية، فالمرأة أو البنت السيناوية لا تعلم عن الرفاهية الكثير، نظرا لطبيعة الحياة المعقدة والعادات والتقاليد الصعبه التي تربت عليها، إضافة إلى طبيعة الحياه الصحراوية الصعبة ذاتها والتي لا نعلم عنها الكثير نظرا لأننا تربينا في قلب القاهرة.

"البوابة نيوز" اخترقت كل الحواجز الأمنية في رحله أقل ما يمكن وصفها بـ"الشاقه" نظرا للمسافة التي تحملناها والمخاطر التي تعرضنا لها لنصل إلى مناطق سيناء وبالأخص بمنطقة "بئر العبد" بمحافظة شمال سيناء، لنتعرف على طبيعه المرأه السيناوية هناك خاصة في ظل الإرهاب الذي تعيشه في تلك المناطق.


بمجرد وصولك إلى سيناء فمن السهل التعرف عليك، وبأنك لست من أهل المحافظة، وذلك نظرا لطبيعة اللغه والزي الذي نرتديه، البعيد تمامًا عن الزي البدوي الأشبه بزي المجتمع الخليجي ويرتديه أهالي سيناء، لم تشاهدنا امرأة أو فتاه ونحن نسير في الشارع إلا ووضعت طرحتها على وجهها كنوع من الخجل أو العيب بأن يراها أحد من أهل البادية.

بلاد هادئة تنعم بالأمن والأمان ليس كل ما يقال عن سيناء أنها تعيش حالة من الحرب والإرهاب صحيح، لا يعانون فقرا مدقعا كما يتخيل البعض فالجميع هناك يمتلك سيارات من أحدث موديل لا يوجد بيت لا يمتلك سيارة أو اثنتين.

فزميلتي "إيمان " راحت تحمل الكاميرا الخاصة بها تلتقط صورا هنا وهناك، لم تستطع مقاومة السحاب ومنظره الخلاب، فراحت تلتقط له العديد من الصور.

رغم مشقة الرحلة إلا أنها أقرب إلى الفسحة، ينتهي بنا المطاف لنجد أنفسنا أمام منزل أحد كبارعواقل وقبائل "البياضية" وهو الحاج سعيد صباحي، حيث كانا الترحاب أشبه بالاحتفال ما يدل على كرم المقيمين للضيف.


ففي منزل كبير، مغطى بطلاء حديث، بجوار غرفة الاستقبال أو بالأدق في"فسحاية المنزل"، تستقبلنا الحاجه سعاد صبحي البياض، والتي تعتبر من كبار سيدات عائلة "البياضية".

تجلس المرأة السيناوية، على الكرسي المبطن والسجادة المنقرشة، ترتدي العباءة السوداء والطرحة اللف "التحجيبة"، تجلس بجوارها أخت زوجها أو كما يسمونها "عمتها" وتحمل ابنتها بنت العشرين حفيدتها، الجميع يجلس ويستمع للمرأه بنت الخمسين، يرددون هتافا واحدا بنوع من الفخر والثبات "بنت الراجل راجل" المعنى لا يقلل من شأنها أنثي، بل يدل على مدى قوتها وصلابتها، المعنى أكد لى أنني أجرى لقاء مع المرأة المصرية الأصيلة الجدعة.

بنت الخمسين تتحدث بكلام مرتب ومنسق، حاولت السيدة أن تعطي المواطن المصري، فكرة عن ثقافة المرأة السيناوية وعلاقاتهم الاجتماعية، وعلاقات الزواج، وغيرها من أوجه الاختلاف والتشابه مع الثقافة الاجتماعية، وهنا أيقنت لماذا رددوا "بنت الراجل راجل".

المرأة بدأت حوارها بتقديم واجب العزاء للشعب المصري في شهداء الواجب الوطني، مؤكدا على أن مصر بلد الأمن والأمان، رافضه كل أشكال العنف الذي يتعرض له المجتمع المصري رافضة أيضا أن يًتهم أبناء سيناء بالعمالة أو الإرهاب.

وإلي نص الحوار


تعرف يا ابني بيقولوا علينا إن احنا "بدو"

قاطعتها، بسؤالي طيب وإيه اللي مزعلك يا حاجة؟ هو مش أنتم بدو برضه؟

يا ابني ده كان زمان، النهاردة العيشة اختلفت تماما، لا بقينا نقعد في خيم ولا نمنع ولادنا من التعليم نبقي ازاي بدو؟.!. ولكن هناك القليلين في المجتمع يتعاملون معنا على أننا بدو وأخرين يتعاملون معنا على أننا من الحضر، ولكن في النهاية كلنا مصريون وبنحب البلد دي


رأيك إيه في الرئيس عبدالفتاح السيسي؟

راجل وطني... وأصبحنا نعيش أكثر أمانا في عهده.

هل اللي بينفذوا العمليات الإرهابية ضد الدولة المصرية من سيناء؟

من يقومون بتلك العمليات دخلاء على المنطقة، لأن أولادنا اللي احنا ربيناهم لا يمكن أن يقوموا بمثل هذه العمليات، إحنا بنربي ولادنا يا ابني على العادات والتقاليد الصحيحة.

ولازم الكل يعرف إن اللي بينفذ العمليات الإرهابية هما الناس اللي بيعيشوا في الجبال وحياتهم المعيشية صعبة، ولذلك يتم استغلالهم وشراؤهم بالأموال لكي يحسنوا من معيشتهم الأمر الذي يدفعهم للقيام بعملياتهم الإجرامية.

بتقولي أنكم بتسمحوا لأولادكم أنهم يتعلموا.. ده معناه أن عقلية الرجل السيناوي تغيرت عما كانت عليه في السابق؟

بالطبع فالرجل السيناوي اليوم أصبح أكثر وعيا وتحضرا عما كان عليه في السابق من عقليه سلطوية متعصبة، فكان في الماضي يمنع البنت من التعليم ولا ترى زوجها إلا ليلة الزفاف، ولا يُسمح لزواج البنت إلا لأحد أقاربها أو أن يكون الزوج من قبائل مثلنا، وأن زواجها من أهل البادية كان بمثابة "عيب "، واليوم كل هذه الأمور أتغيرت.

إزاي يعني؟

اليوم العادات والتقاليد اختلفت مع مرور الوقت فأصبحت البنت تذهب خارج المنزل لتلقي العلم في المدارس والجامعات، وحصلت على أعلى الشهادات وأصبحت أيضا تمارس مهن الطب والمحاماة والتدريس، كل هذا تغير مع تغير الزمان.


هل لا تزالون تمنعون فتياتكم من الزواج خارج القبيلة؟

لا، فتلك العادات تغيرت، فالبنت اليوم تذهب للجامعة، وتتعرف على الزملاء والأصحاب، ويمكن أن تلتقي بأي من زملائها ويحدث بينهما نوع من الإعجاب والارتباط، وبالتالي قد يكون هذا الشاب من خارج القبيلة أو من أهل "البادية" ولا يمكن أن نقف أمام رغبة الفتاه في إكمال ارتباطها ممن تحبه، ولذلك أصبحت الفتيات تتزوجن خارج القبيلة أو المحافظة، مع العلم أن أباءنا وأجدادنا في السابق كانوا يوافقون على زواج الولد من أي فتاه بخلاف البنت التي كانت تمنع من ذلك لأنهم كانوا يعتبرون أن ذلك "عيب "، وكان هناك مثل شائع يقول "البنت يأكلها التمساح ولا يأخذها الفلاح" أقصد لا يتم زواجها من أهل البادية.

كلمينا عن بعض عادات وتقاليد الزواج؟

في الماضي كانت عادات الزواج ترتبط بالحياة البدوية التي تحكمها البيئة الاجتماعية والتقاليد، وتكون خطبة الفتاة من والدها أو وليها، ويحضر مع الشاب والده أو شقيقه الأكبر، أو وليه، ولم يكن للفتاه البكر وقتها أي رأي في الشاب، فإذا وافق والدها ناول الشاب الخطيب ما يسمي بالفصلة، وهي عود أخضر قائلا "هذه فصلة فلانة على سنة الله ورسوله" فيتناولها الخطيب ويقول "قبلتها زوجة لي على سنة الله ورسوله"، وكان المهر من الإبل أو الخيل.

ثم تقام خيمة للعروسين بالقرب من خيام أهلها وتتم فيها مراسم الزفاف، وتوضع لها بعض الملابس بها، وتقام الأفراح، ولكن اليوم لا يزال الزواج المبكر موجودا، ولكن بعد استئذان الفتاه في الخطيب إن وافقت تم العرس وإن رفضت نعتذر لأهل الخطيب وعادة تأتي والدة الخطيب وأخته أو عمته لطلب يد الفتاة، إن كان هناك قبول يأتي بعد ذلك ولي أمره وإن لم يكن هناك قبول انتهي الأمر بين النساء.

ويتراوح مهر الفتاة من 5 إلى 30 ألف جنيه، حسب قدرة العريس، لتشتري العروسة لنفسها بعض من المصوغات، على أن يقوم العريس بشراء كافه متطلبات فرش المنزل ماعدا الأدوات الكهربائية وأدوات المطبخ التي تتحملها العروسة.

ثم بعد إتمام اتفاق الزفاف وتجهيز منزل الزوجية الذي يلتزم به في العادو والد الخطيب، نقوم بتحديد ليلة الزفاف التي تكون إما في بعض النوادي أو بجوار المنزل، قائلة "أحنا اتطورنا."

نرى الكثير من المنازل تضع  راية بيضاء.. ما سر تلك الراية؟

هذة الراية تعبيرا عن أن هذا المنزل به مناسبة مثلا أحد أهل هذا البيت عاد من قضاء فريضة الحج أو عندهم حالة عرس أو ما شابه ذلك.


أرى أن الملابس البدوية بدأت تختفي من هذا المجتمع؟

لازلنا نعتز بالزي السيناوي وتلبس النساء الجلابية من أي لون ولكن تلبس فوقها أخرى سوداء، وتربط على وسطها حزاما وقد تلبس فوقه حزاما آخر أحمر يسمي العنقة متدلية منه شراشيب من الجانب الأيمن ويصل سعر هذا الزي إلى 500 جنيه للجلباب الواحد وتتم صناعته يدويا.

شايفه أن هناك مطالب للمرأة السيناوية يجب على الدولة تحقيقها؟

على الدولة أن تنظر للمرأة السيناوية بصفة خاصة، ولسيناء بصفة عامة، وأن يحافظوا عليها ويخلوا بالهم منها.

المرأة السيناوية تمتلك حرفه كبيرة ومهمة وهي " تصنيع الملابس البدوية، والتي نصنعها على اليد، وهذه الحرفة تعد من أهم العادات البدوية ولا تزال هناك العديد من النساء تعمل بها، لكننا نعاني من تجاهل الدولة لنا وعدم مساعدتنا خاصة في عملية تسويق المنتج.

فمهما نصنع من منتجات يصعب علينا تسويقها ومن الممكن أن تظل هذه البضاعة متراكمة لدينا لمده عام أو أكثر، وفي بعض الأوقات نذهب للقاهرة خاصة منطقة "الحسين" لتسويقها.

وأقول للمسئولين، إلى متى سيظل أبناء سيناء مهمشين في الوظائف، وأغلب الأهالي يعملون في الزراعة وتربية الدواجن من أجل التغلب على ظروف المعيشة.