الأحد 24 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

بدل السكوت.. الاحتفال بثورة مسروقة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عامان مرَّا ولم يمُرَّا.. غصة في القلب، همٌّ على الوجه، وإحباط يغزو الروح كنمل متوحش.
كانت 25 يناير الحدث الأجمل، والأروع، والأصدق في تاريخ نضالنا القديم والحديث على السواء، ولكنها –كشأن اللحظات الجميلة– اختُرقت فسُرقت، وانقلبت ظلامًا؛ حتى تحسر البعض على زمن الفساد المباركي!!
في الذكرى الثانية للثورة أتعجب كيف سرقت؟! وأندهش كيف تحوّل أبطالها إلى خونة، ومتفرجوها إلى قادة؟! كيف كانت الثورة لحظة نور نادرة لا تأتي إلا كل نصف قرن أو أكثر فلم تحتملها عيونهم؟!
كيف اسودّت الصفحة البيضاء فسكبوا عليها زجاجات الحبر الأسود والأزرق والأحمر كي لا نقرأ السطور وما بينها؟!
بعد عامين من الهبّة، أو الصحوة، أو الثورة المكبوتة، تطل ذكرى قبلة الحياة المخنوقة ونحن أكثر جوعًا، وأشد بؤسًا، وأدنى كرامة مما كنا عليه قبل عام.
خُطفت الثورة، وكان هذا متوقعًا؛ فالثورات كما يقول عمنا “,”نجيب محفوظ“,”: يدبرها الأذكياء، ويقوم بها الشجعان، ويفوز بها الجبناء!!.. لكن ما لم يكن متوقعًا أن ترتد مصر خمسين عامًا إلى الوراء بفعل تحالف “,”الدرويش والشاويش“,”؛ لتعود إلى مصر سياسات القمع، والقهر، ومطاردة عصافير الإبداع وممارسات الاقصاء.
ماذا تحقق من 25 يناير؟!
عدل؟.. لا عدل.
حرية؟.. خنقوها، وطاردوا الكتاب والمبدعين بدعاوى الحسبة، وبلاغات الإهانة، واتهامات الخيانة.
قصاص من القتلة؟.. لا إدانات، ولا رد لحقوق الشهداء والمصابين.
رخاء اقتصادي؟.. فقر وغلاء، وذات السياسات المباركية التي لا تراعي حقوق محدودي الدخل، تجد طريقها إلى التطبيق أسرع مما كان يحدث.
مشروع نهضة؟.. أوهام وأكاذيب، ومشروعات قديمة تم سرقتها وتحديثها.
في عامين من الثورة.. لا ثورة ولا يحزنون.
فقدت مصر عذريتها، وعقلها ووعيها، واعتدالها وتسامحها.. ورفع الملتحون ميكروفونات التكفير، وأطلقت ميليشيات جماعة الإخوان صيحات التحذير، ورفع المُرسيِّون أعلام التبشير، وأمسك تحالف العسكر والمتأسلمين بخيوط الوطن، يحركونها كما شاءوا يمينًا ويسارًا؛ حتى كفر الناس بالثورة والثوار.
لم تقم الثورة بعد؛ لأن ما يقوله شاعرنا الجميل “,”عبد الرحمن الأبنودي“,” يتحقق؛ فـ“,”لسّه النظام ما سقطش“,”، و“,”إن جيتم للحق قدم الثورة مشلولة.. الثورة عاوزة ثورة أقوى مِ الأولى“,”.
لا يمكن الاحتفال بالثورة الا بثورة جديدة.. ثورة ضد التطرف والتعصب والاستئثار بالوطن.. ثورة ضد الجهل والتخلف والتمييز بين المصريين.. ثورة ضد القهر والقمع واغتيال غناء البلابل وخرير الماء.
أذا أردتم الاحتفال بالثورة فاستعيدوها، وافتحوا نوافذ الحرية، وارفعوا قبضة التحدي في وجه الفاشية الدينية.. والله أعلم.
[email protected]