الخميس 14 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

هل يأفل النجم؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الإخوة نوعان، إخوة بالدم وإخوة بالصداقة، وأجد الثانية أقوى وأكثر ارتباطًا كونها عن اختبار واختيار وربما بمرور الوقت ناتجة عن نضج وفكر ورأي حر وهى ليست إخوة مفروضة بل محبوبة.
محمد حمدى، ربما لا يعرفه العديد من الشعب المصري ولكنه علامة منيرة فى الصحافة المصرية.. علامة متميزة فى الوطنية وبالأكثر علامة ثابتة فى الوطنية والكفاح.
لأجل الوطن.. لقد كان أخي المرحوم محمد حمدي كاتبًا فى الأهرام وصاحب موقع الاستقلال الإلكترونى.. وصديقى العزيز تعرفت عليه منذ عدة سنوات فى جريدة اليوم السابع فكانت له مقالة يومية تقريبًا ينشر فيها فكر حر ووطنية خالصة وتنوير.. اتصلت به وأدركت معدنه الرائع وتعارفنا.
منذ سنوات عديدة تقترب من الثمانى سنوات ترك اليوم السابع؛ لأنه رفض مهادنة الإخوان، كتبنا سويًا فى موقع صدى البلد تحت إشراف الأستاذ سعيد شعيب، وحينما حكم الإخوان طردنا السيد أبوالعينين نحن الثلاثة معًا لأنه أراد مهادنة الإخوان، وتغيير الخطة التحريرية للموقع خاصة بعد صعود الموقع بصورة كبيرة بفضل الأستاذ سعيد
شعيب والأستاذ محمد حمدى، وقرر طردى من الموقع مع الإخوة لأننا لا نهادن الإخوان، ونستمر فى فضحهم فرحلنا معًا.
واستمرت العلاقة بيننا، لم أره إطلاقا وتعارفنا وتحادثنا تليفونيًا عدة مرات طويلًا، وأخيرًا أنشأ موقع الاستقلال الذى قفز بسرعة كبيرة وشغل مراكز تفوق مواقع لها سنوات طويلة، وضم العديد من الكتاب الأفاضل بفضل أخى محمد حمدى، وكنت أداوم الاتصال به دائمًا فهو صاحب مدرسة وطنية ورأى ثابت لم يتزعزع عن حب الوطن لذلك انضمت إلى أسرة الاستقلال، وهو صاحب سبق فى مجال الإعلام الإلكترونى وكل يوم يمر تزداد الإخوة بيننا، وتزداد ثقتى فى أنه أخ وصديق يفوق مئات عرفتهم منذ سنوات طويلة.
وأتذكر فى شهر يونيو الماضى أن اتصلت به ووعدته بزيارته وللأسف لم أستطع مقابلته نظرًا لضيق الوقت ورحلتى القصيرة وغاب أخى محمد عن الظهور اتصلت به وإذ به راقدًا بالفراش إلى أن سافرت إلى مصر خلال الفترة من 12 إلى 20 أكتوبر وأخيرًا رأيت أخى وصديقى العزيز صاحب القلم الحر ورائد الوطنية الخالصة وأخذت عنوان منزله فى المعادى وذهبت إليه فإذا هو راقد بالفراش من المرض اللعين وجدت جسده متعبًا من مرض فتاك لم أتمالك نفسي عند رؤيتى له.. ووجدت أننى أدخل غرفته ولا أملك إلا تقبيل رأسه ويديه، كأنه قديس حسب كنيستنا القبطية وإيماننا المسيحى وتحدثت ومكثت معه قرابة الساعة إلا ربع مرت كأنها ثوانٍ معدودة وتذكرت كلمته التى أبكتني لعدم علمى أنه مريض بالمرض اللعين، استطعت هزيمة السرطان ولابد من الكفاح لهزيمة الإخوان، "فعلًا" هزم الإخوان ورحلوا عن قيادة البلاد بفضل وبجهد شعب مصر وبأفكار حرة وطنية مثل أخى محمد حمدى.. وبعد انتهاء زيارتى له سلمت عليه وللمرة الثانية لم أتمالك نفسي إذ وجدت نفسي أقبل رأسه ويديه مرة أخرى.. ولا أعلم أن هذا سلام الوداع.
رحل أخى محمد حمدى، ويعتقد العديد برحيله أنه نجم أفل، ولكن النجوم لا تغيب، سيبقى أخى محمد حمدى علامة مضيئة لكل وطنى لكل مصرى محب لبلادنا الجميلة.
أخى محمد أطلب لك الرحمة ومتأكد من أننا نحن البشر نخطئ ونحدد مصير الراحلين، ولكنى كلى ثقة فى أن أحكام الله لا يدركها البشر ورحمة الله لا يعرفها البشر، فأنت ربما شهيد القلم والرأى وربما أنت أمين فى حياتك ووطنيتك، ولكن الشيء الأكيد أنك أخ وغالٍ وسأظل أصلى لأجلك وسيظل فكرك ينير لنا الطريق.. ارقد فى سلام الله بعد صراع مع المرض اللعين، وأعلم أننا نحبك ونحترمك ونقدرك ولك جمهور كبير من العارفين فضلك والمدركين عملك.