تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
(1) يٌثير عدداً من الملحدين أو الجهلة بأن ما تفعله داعش من قتل وذبح ما هو إلا ترجمة لأحكام إسلامية موجودة في القرآن والسنة ونسبوا إلى النبي " صلَّ الله عليه وسلم " فعل ذلك واستدلوا ببعض الاستدلالات منها
1- قوله تعالى " إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ۚ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا ۖ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ " المائدة 33 وللجواب على هذه الشبهة
أن هذه العقوبة تسمى في الفقه الإسلامي } عقوبة المحاربة { وفيها القتل أو تقطيع الأيدي والأرجل أو النفي من الأرض وهذه العقوبة للعصابات التي تقطع على الناس الطريق بالسلاح وتأخذ أموالهم وتقتلهم وكان بالأمس القريب أي منذ قرابة ال 150 سنة يأخذون الأطفال لبيعهم وكذلك النساء فما هو المطلوب لتوقيع عقوبة على عصابة تقتل المسافرين وتسلبهم أموالهم وتسبي أطفالهم ونسائهم ؟ كل قوانين العالم أجمعت على أن الإعدام هو عقوبة من يفعل ذلك منهم من يُعدم بالكهرباء ومنهم من يعدم شنقاً ومنهم من يعدم في غرفة الغاز ... إلخ فلماذا ينتقد الإسلام دون غيره وكل القوانين على إعدام من يرتكب هذه الجريمة , بل إن الإسلام عندما خير الحاكم وأقر حكم النفي الذي هو الآن ( السجن ) فقد قال الفقهاء هذا لمن يسرق بالإكراه دون القتل , لأن القتل في الإسلام يستوجب القصاص ... والصلب والقطع يكون لمن يقتل ويمثل بجثة المقتول فهذا قانون عالمي تنفذه كل دول العالم في كل زمان ومكان فما هي جريمة الإسلام ؟!
ثم أن باب التوبة في الإسلام مفتوحاً لقوله تعالى " إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ ۖ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ " المائدة34
(2) شبهة آخري – بان الإسلام دين يحصن أتباعه على القتال واستدلوا بقوله تعالى " وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ " البقرة 190
وحقيقة الأمر أنني أتعجب من هذا الاستدلال الذي يدل على شدة جهل هؤلاء إذ أن الآية واضحة في الحصن على القتال يكون لمن يقاتلنُا فإذا انتصرنا عليه فإن الله يأمُرنا بعدم العدوان لأنه لا يحب المتعدين والعدوان هنا إجتثاث العدو وارتكاب مذابح ضده هذه هي عظمة الإسلام أما كل جيوش العالم فهي تسعى لإجتثاث المنهزم ومذابح التطهير العرقي في التاريخ لا تحصى ولا تعد ويكفي أن يعلم القارئ أن أمريكا قامت بأكبر حركة تطهير عرقي في التاريخ وقتلت من " الهنود الحمر " 28 مليون نسمة رجالاً ونساءً وأطفالاً على مدار أربعين سنة ثم قوله تعالى " وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ ۚ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ ۚ وَلَا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّىٰ يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ ۖ فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ ۗ كَذَٰلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ (191) فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (192 ) " البقرة
أي عدوان وأي تحريض في هذه الآيات وبأي لغة فهموا هؤلاء الجهلة قضية الجهاد في الإسلام
فقوله تعالى " وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ " دليل على رد العدوان والظلم إذ ماذا يطلب من المسلم عندما يأتي من يعتدي عليه بالقتل والاستيلاء على الأوطان والديار ويحتل بلادنا ما هو المطلوب أليس قتاله ورده عن بغيه وظلمه ولما تنشأ الدول في العالم أجمع الجيوش وتسعى لتقوية جيوشها بأحدث أنواع الأسلحة أليس لحماية نفسها و شعبها من الإحتلال والعدوان ؟ فما هو الغريب في هذه الآيات ثم إن الله سبحانه وتعالى أمر بالكف عن المعتدين إذا هم ( انتهوا عن عدوانهم علينا ) قال تعالى " فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ " البقرة 192
وقوله تعالى " وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ ۖ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ ( 193 ) الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ ۚ فَمَنِ اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ ( 194 ) " البقرة
والفتنة في هذه الآية هي فتنة المسلم حتى يرتد عن الإسلام وقد قال تعالى " وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ ۚ " أي فتنة المسلم عن دينه وتعذيبه حتى يرتد عن الدين أشد عند الله من قتله بمعنى أن هذا الذنب ( فتنة المؤمنين عن دينهم ) أكبر عند الله من جريمة قتلهم ثم إن الله سبحانه وتعالى يوضح " فَمَنِ اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ " فهل هناك عدل أفضل من ذلك ثم يأمر الله المسلمين في حالة الظفر بالعدو بتقوى الله وإلا ينكلوا بعدهم – كما فعلت أمريكا رداً على تدمير أطولها في معركة " بيرها ربول " فردت على اليابان بإلقاء قنبلتين ذريتين على كلاً من مدينتي ( هيروشيما ) و ( نجزاكي ) تسببتا في قتل أكثر من 250 ألف من سكان اليابان أطفالاً ونساءً ورجالاً وتشويه مئات الآلاف وحتى اليوم وبعد مرور 70 سنة مازالت تعاني اليابان من أثار هيروشيما ونجزاكي – وهو ما نهي الله سبحانه وتعالى المسلمين عنه في قوله تعالى " وَلَا تَعْتَدُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ " فلماذا لم توصف أمريكا التي ارتكبت هذا الجرم التاريخي بأنها دولة إرهابية – نعم نحن ضد ما تفعله داعش التي أعتبرها كل العلماء بأنهم خوارج هذا العصر قتلوا من المسلمين أكثر مما قتلوا من غيرهم وأشر خلف لأشر سلف الخوارج الذين قتلوا الإمام علي ونحن نصف داعش بأنهم جماعة خارجة عن صحيح الدين الإسلامي وإرهابية و تبرر أعمالها باستخدام الدين وكثيراً ما يستخدم الدين الإسلامي أو غيره من الأديان لارتكاب جرائم إنسانية باسم الدين والدين منها برئ والذي يراجع سيرة الحروب في العالم يرى آلاف المذابح التي نتضاءل بجوارها جرائم داعش , بل إن ما تفعله داعش بالنسبة للمذابح التي ارتكبتها الدول المحتلة – كاليابان أثناء احتلالها للصين أو أمريكا أثناء احتلالها لفيتنام أو إنجلترا أثناء احتلالها للهند عليك أن تعلم أن الاحتلال الإنجليزي قتل من مسلمين الهند في فترة احتلاله قرابة 40 مليون مسلم وما فعلته وتفعله إسرائيل بالشعب الفلسطيني والتاريخ – ملجأ بسلوك الغزاة والمحتلين إذ قيس ذلك بما تفعله داعش فما تفعله داعش لعب أطفال إذ قورن بما فعله هؤلاء المستعمرون ولعلنا نذكر جميعاً ما حدث على مدار قرن من الزمان بالشعوب الأفريقية من مذابح وخطف إلى سوق العبيد في أمريكا وأوروبا ويكفي أن تعلم أن عدد المخطوفين من أفريقيا تخطى 30 مليون نسمة أغلبهم من صغار السن وكان يفرق بين الأم وأبنها والأب وأبنائه بمنتهى الوحشية والقسوة وقتل مثل هذا العدد على مدار قرن من الزمان استمرت أفريقيا منجم لاستيراد العبيد ونهب ثرواتها ولم يسجل التاريخ أن المسلمين وأخص الأوائل أنهم ارتكبوا مذابح عرقية أو تطهير عرقي أو استعبدوا الشعوب كما فعلت أوروبا و أمريكا ختاماً لهذه المسألة المكذوبة والمتعامية عن الواقع والجاهلة بتاريخ البشرية والاستعمار , فإن قواعد الحروب في الإسلام تحكمها قاعدتين أحدهما قرآنية ألا وهي قوله تعالى " لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (8) إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَىٰ إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ ۚ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (9) " الممتحنة وهذه الآيات تبين لنا المستهدفون من القتال في الشريعة الإسلامية
أما القاعدة الثانية في سلوك الجيوش الإسلامية فقد أرساها النبي " صلَّ الله عليه وسلم " في حديثه الذي يوصي فيه قادة الجيوش " .... ولا تقتلوا وليدا ولا امرأة ولا تقتلوا شيخا كبيرا أو كاهنا في صومعة ولا تحرقوا نخلا ولا تقطعوا شجرا ولا تبدأا بقتال إلا أن يبدؤكم وقد أضاف العلماء قياساً على ذلك الزمني أي صاحب العاهة المستديمة كالأعمى والمشلول وأصحاب الأمراض المزمنة والعبيد والأجراء ولا تغتصب أموال التجار ولا تحرق مزارع الزارع ... إلخ
فهل يوجد مثل هذا الرقي في قوانين الحرب حتى يومنا هذا بل إن إطعام الأسير من أفضل الحسنات عند الله في قوله تعالى " وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا " الإنسان 8 وهذا الأمر والرد عليه يحتاج لكتاب مستقلاً ولكننا فقط نوضح بإيجاز شبهات الملحدين والجهلة التي تهاجم الإسلام كلما سنحت لها الفرصة بذلك " يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ "