المشهد الحالى فى الشرق الأوسط يشير – بوضوح – إلى أن الولايات المتحدة وحلفها الدولى ينفذون مخططا كبيرا ذى شقين، أولهما محاولة إجهاض الخطر الذى يتهدد الغرب من خلال إرهاب محتمل تقوم به عناصر داعش أو جبهة النصرة أو تنظيم خراسان (الاسم الجديد الذى بدأ يلمع فى سماء الإرهاب)، والشق الثانى هو تعظيم الضغط على السعودية ودول الخليج من خلال ذلك الظهور المقلق لسيطرة الحوثيين على مناطق واسعة فى اليمن، وإشغال دول الخليج بالاحتمالات الناجمة عنه وأولها التواجد الايرانى عند البطن الرخو لشبه الجزيرة العربية، ثم التحذير الامريكى للحوثيين وادعاء واشنطن أنها حامية حمى السعودية والخليج، أو التضاغط مع إيران فى نقطة أخرى تمهيدًا لمرحلة جديدة من تناول الملف النووى، والعقوبات الغربية على طهران، أو التلويح بإمكانية وجود دور لإيران فى التحالف ضد داعش، بما يعنى إدماج إيران فى النظام الدولى وأن تصبح طرفا شريكا (Partner) وليست طرفا معزولا أو منبوذا (Pariah).
نهايته.. نحن أمام كماشة تضغط على السعودية ودول الخليج من الشمال عبر تنظيمات إرهاب متوحش لا تخفى علينا علاقة نشأتها العضوية بالولايات المتحدة والغرب الذين قرروا – الآن بالذات – تصفية تلك التنظيمات بعدما أنجزت مهامها، وجاوزت – فى بعض الأحيان – حدودها.. ومن الجنوب الفك الآخر للكماشة عبر اجتياح الحوثيين لمناطق من العاصمة اليمنية صنعاء بما فيها نقاط عسكرية حصينة وبالذات مقر الفرقة الأولى، فضلا عن مؤسسات اخوانية فى جامعة الإيمان ومقرات حزب التجمع اليمنى للإصلاح ومن منطلق (تصفية رمزية الوجود السنى المرتبط بالإخوان وليس ما يرتبط بتلك المنظمة من أفكار أو مشروع سياسى)، وأخيرا فقد استهدف الحوثيون مناطق تسيطر عليها قبائل حاشد والأحمر وثيقة الارتباط بالرئيس السابق على عبد الله صالح.
وهنا دخل الحوثيون إلى مفاوضات مع نظام الرئيس عبد ربه الهادى منصور بوساطة المبعوث الاممى جمال بنعمر، أفضت إلى اتفاق (السلم والشراكة) الذى – بمقتضاه – حصل الحوثيون على نصيب من مقاعد الحكومة، ومدوا سيطرة جماعة حزب الله إلى مناطق واسعة تمتد حتى صعدة شمالا، وبدوا أنهم الفصيل الأكثر سيطرة على الحكومة من ذلك الذى يمثله عبد ربه منصور وهو تنظيم الحراك الجنوبى الذى يطالب بانفصال جنوب اليمن، فالعبرة ليست بعدد المقاعد فى الحكومة وإنما بالمعطيات على الأرض وفى الميدان.
هذا النمو الحوثى مؤشر على نظام الأمن القومى العربى سواء فى مصر أو الخليج.
فهو يعنى تواجدا إيرانيا قويا – بقول واحد – على مسرح الأحداث فى اليمن، وربما سيطرة إيرانية على مضيق باب المندب الاستراتيجى، الأمر الذى يطرح ملف أمن البحر الأحمر للبحث وبخاصة مع الوجود الايرانى البحرى/ الحربى المستديم فى ميناء بور سودان، وجميعنا يعرف أهمية ذلك الموضوع لمصر، وهى التى تمكنت – بفضل علاقة وثيقة مع النظام اليمنى من إغلاق مضيق باب المندب فى وجه الملاحة البحرية الدولية إبان حرب أكتوبر عام 1973، أما تأثير الوجود الايرانى فى اليمن على السعودية ودول الخليج فهو مزعج إلى حد كبير، كونه انتقالًا بالمواجهة من "الفراندة" المطلة على الخليج العربى والاستيلاء على الجزر الإماراتية، وتحريك التجمعات الشيعية فى المنطقة الشرقية من المملكة والبحرين، إلى جبهة أخرى فتحتها إيران فى اليمن، واستفادت فيها من نمو تأثير وقدرات البحرية الإيرانية، ومن نفوذها المتعاظم فى إحدى دول مجلس التعاون الخليجى وهى سلطنة عمان.
وعلى الرغم من أن السعودية ودول الخليج ضغطوا على السودان لإغلاق المركز الثقافى الايرانى فى الخرطوم وطرد المستشار الثقافى الايرانى بحجة نشرهم للتشيع فى السودان، فإن عملية صناعة التشيع وللاثنا عشرية بالذات فى اليمن باتت صناعة مزدهرة جدا.
وخطورة ما جرى فى اليمن أنه يمهد الطرق أمام تقسيم أكيد، وهذا التقسيم سوف يؤدى إلى تكرار نفس النموذج الذى ذاع فى السنوات الأخيرة باستيلاء جماعات الإسلام السياسى على بقعة من أى دولة (جغرافيا) وجزء من سلطتها (ماديا)، وإقامة الحكم الدينى منها، والمحاكم الشرعية وقطع الايادى والرؤوس، ثم يبدأ التنظيم فى التمدد خارج حدود إمارته محاولا الاستيلاء على كامل السلطة فى البلد الذى يقع فيه.. هكذا جرت الأمور فى باكستان حين ظلت طالبان تضغط على الحكومة الديمقراطية حتى أطلقت يدها فى إقليم (سوات)، وتأسس الحكم الدينى فيه ثم بدأ الإرهابيون يتمددون فى أقاليم باكستان ويهددون بسقوط السلطة، وخطورة ذلك الأمر – طبعا – أن باكستان بلد يمتلك أسلحة نووية، وإذا وقعت تلك الأسلحة فى ايادى الإرهابيين سوف نكون بإزاء كارثة حقيقية.
وتكرر النموذج – كذلك – على يد حزب الله فى لبنان حين استولى (جغرافيا) على ضاحية بيروت الجنوبية والجنوب، وحين استولى (عمليا) على الحكومة والبرلمان بمبدأ الثلث المعطل.
ثم – مرة أخرى – استنسخت جماعة دينية نفس النموذج حين قررت حماس الانقلاب على السلطة الفلسطينية والانفصال عنها فى غزة، وأسست ما تبغاه من إمارة إسلامية، وروعت الناس، وحطمت ركبهم بالضرب على العظام، ثم راحت تتمدد وتريد إسقاط النظام فى الضفة الغربية، بعد أن تمنعت عن إجراء الانتخابات المستحقة، مظهرة رغبة مسعورة فى السلطة الأبدية.
هذا – بالضبط – ما بدأ به الحوثيون فى اليمن من خلال اتفاق السلم والشراكة (جغرافيا) و(ماديا وتنفيذيا)، والذى – بالقطع – سيتمددون بعده فى اليمن، أو ربما يهددون أجزاء من السعودية ذاتها!
................
أما فيما يخص "داعش" فإن القصة معقدة فعلا، إذ أن محاولة ضرب التنظيم فى سوريا – بالذات – تعنى حساسية الإخلال بالتوازن الطبيعى بين قوى الإرهاب، وهو الذى يمكن أن يفضى بنا إلى مصائب حقيقية.. ومن جهة أخرى فقد بدأت التنظيمات الإرهابية تتناسل وتتكاثر وتنتشر كفطر الماشروم وربما كان أخرها (الأكثر خطرا من وجهة نظر الغرب) هو تنظيم خراسان.
فأما عن التوازن الطبيعى بين التنظيمات الإرهابية فالمقصود به عدم تغليب "جبهة النصرة" أو "أحرار الشام" أو "داعش" وإنما ضربها جميعا، إذ أن عدم الدقة فى تحقيق هذا الهدف يعنى تقديم السلطة إلى طرف بالذات على طبق من ذهب، ثم إن ضرب كل تلك التنظيمات (خلال ثلاث سنوات) يعنى تأخير العملية السياسية التى اتفق الجميع على أنها الحل الوحيد للوضع فى سوريا، كما أن هندسة الحالة السورية على نحو يؤدى إلى إبعاد النظام السورى كطرف اساسى فى العملية السياسية، ومن ثم الإخلال بالفسيفساء أو الموزاييك الذى يعبر عن القوى المدنية جميعها وسوف يحول سوريا إلى كيان شائه يسيطر عليه – فقط – الائتلاف الوطنى السورى، الذى لا أخفى عدم اعجابى بعناصره، وهى اقرب إلى مجموعات احمد چلبى فى العراق التى دخلت بغداد على الدبابات الأمريكية فى غزو 2003.
أما فيما يتعلق بالتكاثر غير المنظم للتشكيلات الإرهابية فخطورته أنه يضع أولويات جديدة على الأچندة الأمريكية والغربية مغايرة للأولويات التى دخلت دول المنطقة على أساسها التحالف الدولى.
إذ أن واشنطن ودول الغرب يتحدثون عن خطورة "داعش" و"جبهة النصرة" من حيث إمكان قيادتهم لأعمال إرهابية ضد أوروبا وأمريكا، أو من حيث التهديد الذى يمثلونه بعودة عناصرهم الأوروبية والأمريكية إلى بلادهم واحتمالية نقلهم للإرهاب إلى داخل تلك البلاد.
ولكن اسمًا جديدًا ظهر اليوم فى ساحة الإرهاب، وصار يمثل أولوية أكبر لدى أمريكا والغرب وبخاصة فيما يتعلق بقدرته على اختراق أنظمة أمن المطارات والموانئ، ونقله لقنابل خطيرة معدة للانفجار.
أعنى تنظيم خراسان الذى وصفه چيمس كلابر رئيس جهاز المخابرات الوطنى فى الولايات المتحدة بأنه أكثر خطرا من داعش، كما تحدث چون برينان نائب مستشار الأمن القومى عن زعيمه أبو محمد الجولانى أنه "شخص خطير جدا"، والحقيقة أنت أمام صراع حقيقى بين جبهة النصرة وخراسان (ممثلة أيمن الظواهرى) على زعامة الإرهاب، أو بمعنى آخر هو شجار وحشى بين أبو بكر البغدادى زعيم داعش وأبو محمد الجولانى زعيم خراسان، وهو ما تراقبه أمريكا والدول الغربية، بيقين أن خراسان أخطر لأنها تهددها مباشرة وهو ما سوف يغير – فى تقديرى – أولويات الأچندة الأمريكية ودون أن يمتد بها إلى مراتع الإرهاب كذلك فى ليبيا وتونس والجزائر والسودان.
إذن السعودية والخليج بين فكى كماشة (الحوثيون فى الجنوب وداعش وجبهة النصرة وأحرار الشام وخراسان فى الشمال) ومصر متأثرة جدا بكل الذى يجرى فى الموقعين، لأنه يتقاطع مع ركائز أمنها القومى، ويضرب مسئولياتها فى حماية أمن الخليج.
نهايته.. نحن أمام كماشة تضغط على السعودية ودول الخليج من الشمال عبر تنظيمات إرهاب متوحش لا تخفى علينا علاقة نشأتها العضوية بالولايات المتحدة والغرب الذين قرروا – الآن بالذات – تصفية تلك التنظيمات بعدما أنجزت مهامها، وجاوزت – فى بعض الأحيان – حدودها.. ومن الجنوب الفك الآخر للكماشة عبر اجتياح الحوثيين لمناطق من العاصمة اليمنية صنعاء بما فيها نقاط عسكرية حصينة وبالذات مقر الفرقة الأولى، فضلا عن مؤسسات اخوانية فى جامعة الإيمان ومقرات حزب التجمع اليمنى للإصلاح ومن منطلق (تصفية رمزية الوجود السنى المرتبط بالإخوان وليس ما يرتبط بتلك المنظمة من أفكار أو مشروع سياسى)، وأخيرا فقد استهدف الحوثيون مناطق تسيطر عليها قبائل حاشد والأحمر وثيقة الارتباط بالرئيس السابق على عبد الله صالح.
وهنا دخل الحوثيون إلى مفاوضات مع نظام الرئيس عبد ربه الهادى منصور بوساطة المبعوث الاممى جمال بنعمر، أفضت إلى اتفاق (السلم والشراكة) الذى – بمقتضاه – حصل الحوثيون على نصيب من مقاعد الحكومة، ومدوا سيطرة جماعة حزب الله إلى مناطق واسعة تمتد حتى صعدة شمالا، وبدوا أنهم الفصيل الأكثر سيطرة على الحكومة من ذلك الذى يمثله عبد ربه منصور وهو تنظيم الحراك الجنوبى الذى يطالب بانفصال جنوب اليمن، فالعبرة ليست بعدد المقاعد فى الحكومة وإنما بالمعطيات على الأرض وفى الميدان.
هذا النمو الحوثى مؤشر على نظام الأمن القومى العربى سواء فى مصر أو الخليج.
فهو يعنى تواجدا إيرانيا قويا – بقول واحد – على مسرح الأحداث فى اليمن، وربما سيطرة إيرانية على مضيق باب المندب الاستراتيجى، الأمر الذى يطرح ملف أمن البحر الأحمر للبحث وبخاصة مع الوجود الايرانى البحرى/ الحربى المستديم فى ميناء بور سودان، وجميعنا يعرف أهمية ذلك الموضوع لمصر، وهى التى تمكنت – بفضل علاقة وثيقة مع النظام اليمنى من إغلاق مضيق باب المندب فى وجه الملاحة البحرية الدولية إبان حرب أكتوبر عام 1973، أما تأثير الوجود الايرانى فى اليمن على السعودية ودول الخليج فهو مزعج إلى حد كبير، كونه انتقالًا بالمواجهة من "الفراندة" المطلة على الخليج العربى والاستيلاء على الجزر الإماراتية، وتحريك التجمعات الشيعية فى المنطقة الشرقية من المملكة والبحرين، إلى جبهة أخرى فتحتها إيران فى اليمن، واستفادت فيها من نمو تأثير وقدرات البحرية الإيرانية، ومن نفوذها المتعاظم فى إحدى دول مجلس التعاون الخليجى وهى سلطنة عمان.
وعلى الرغم من أن السعودية ودول الخليج ضغطوا على السودان لإغلاق المركز الثقافى الايرانى فى الخرطوم وطرد المستشار الثقافى الايرانى بحجة نشرهم للتشيع فى السودان، فإن عملية صناعة التشيع وللاثنا عشرية بالذات فى اليمن باتت صناعة مزدهرة جدا.
وخطورة ما جرى فى اليمن أنه يمهد الطرق أمام تقسيم أكيد، وهذا التقسيم سوف يؤدى إلى تكرار نفس النموذج الذى ذاع فى السنوات الأخيرة باستيلاء جماعات الإسلام السياسى على بقعة من أى دولة (جغرافيا) وجزء من سلطتها (ماديا)، وإقامة الحكم الدينى منها، والمحاكم الشرعية وقطع الايادى والرؤوس، ثم يبدأ التنظيم فى التمدد خارج حدود إمارته محاولا الاستيلاء على كامل السلطة فى البلد الذى يقع فيه.. هكذا جرت الأمور فى باكستان حين ظلت طالبان تضغط على الحكومة الديمقراطية حتى أطلقت يدها فى إقليم (سوات)، وتأسس الحكم الدينى فيه ثم بدأ الإرهابيون يتمددون فى أقاليم باكستان ويهددون بسقوط السلطة، وخطورة ذلك الأمر – طبعا – أن باكستان بلد يمتلك أسلحة نووية، وإذا وقعت تلك الأسلحة فى ايادى الإرهابيين سوف نكون بإزاء كارثة حقيقية.
وتكرر النموذج – كذلك – على يد حزب الله فى لبنان حين استولى (جغرافيا) على ضاحية بيروت الجنوبية والجنوب، وحين استولى (عمليا) على الحكومة والبرلمان بمبدأ الثلث المعطل.
ثم – مرة أخرى – استنسخت جماعة دينية نفس النموذج حين قررت حماس الانقلاب على السلطة الفلسطينية والانفصال عنها فى غزة، وأسست ما تبغاه من إمارة إسلامية، وروعت الناس، وحطمت ركبهم بالضرب على العظام، ثم راحت تتمدد وتريد إسقاط النظام فى الضفة الغربية، بعد أن تمنعت عن إجراء الانتخابات المستحقة، مظهرة رغبة مسعورة فى السلطة الأبدية.
هذا – بالضبط – ما بدأ به الحوثيون فى اليمن من خلال اتفاق السلم والشراكة (جغرافيا) و(ماديا وتنفيذيا)، والذى – بالقطع – سيتمددون بعده فى اليمن، أو ربما يهددون أجزاء من السعودية ذاتها!
................
أما فيما يخص "داعش" فإن القصة معقدة فعلا، إذ أن محاولة ضرب التنظيم فى سوريا – بالذات – تعنى حساسية الإخلال بالتوازن الطبيعى بين قوى الإرهاب، وهو الذى يمكن أن يفضى بنا إلى مصائب حقيقية.. ومن جهة أخرى فقد بدأت التنظيمات الإرهابية تتناسل وتتكاثر وتنتشر كفطر الماشروم وربما كان أخرها (الأكثر خطرا من وجهة نظر الغرب) هو تنظيم خراسان.
فأما عن التوازن الطبيعى بين التنظيمات الإرهابية فالمقصود به عدم تغليب "جبهة النصرة" أو "أحرار الشام" أو "داعش" وإنما ضربها جميعا، إذ أن عدم الدقة فى تحقيق هذا الهدف يعنى تقديم السلطة إلى طرف بالذات على طبق من ذهب، ثم إن ضرب كل تلك التنظيمات (خلال ثلاث سنوات) يعنى تأخير العملية السياسية التى اتفق الجميع على أنها الحل الوحيد للوضع فى سوريا، كما أن هندسة الحالة السورية على نحو يؤدى إلى إبعاد النظام السورى كطرف اساسى فى العملية السياسية، ومن ثم الإخلال بالفسيفساء أو الموزاييك الذى يعبر عن القوى المدنية جميعها وسوف يحول سوريا إلى كيان شائه يسيطر عليه – فقط – الائتلاف الوطنى السورى، الذى لا أخفى عدم اعجابى بعناصره، وهى اقرب إلى مجموعات احمد چلبى فى العراق التى دخلت بغداد على الدبابات الأمريكية فى غزو 2003.
أما فيما يتعلق بالتكاثر غير المنظم للتشكيلات الإرهابية فخطورته أنه يضع أولويات جديدة على الأچندة الأمريكية والغربية مغايرة للأولويات التى دخلت دول المنطقة على أساسها التحالف الدولى.
إذ أن واشنطن ودول الغرب يتحدثون عن خطورة "داعش" و"جبهة النصرة" من حيث إمكان قيادتهم لأعمال إرهابية ضد أوروبا وأمريكا، أو من حيث التهديد الذى يمثلونه بعودة عناصرهم الأوروبية والأمريكية إلى بلادهم واحتمالية نقلهم للإرهاب إلى داخل تلك البلاد.
ولكن اسمًا جديدًا ظهر اليوم فى ساحة الإرهاب، وصار يمثل أولوية أكبر لدى أمريكا والغرب وبخاصة فيما يتعلق بقدرته على اختراق أنظمة أمن المطارات والموانئ، ونقله لقنابل خطيرة معدة للانفجار.
أعنى تنظيم خراسان الذى وصفه چيمس كلابر رئيس جهاز المخابرات الوطنى فى الولايات المتحدة بأنه أكثر خطرا من داعش، كما تحدث چون برينان نائب مستشار الأمن القومى عن زعيمه أبو محمد الجولانى أنه "شخص خطير جدا"، والحقيقة أنت أمام صراع حقيقى بين جبهة النصرة وخراسان (ممثلة أيمن الظواهرى) على زعامة الإرهاب، أو بمعنى آخر هو شجار وحشى بين أبو بكر البغدادى زعيم داعش وأبو محمد الجولانى زعيم خراسان، وهو ما تراقبه أمريكا والدول الغربية، بيقين أن خراسان أخطر لأنها تهددها مباشرة وهو ما سوف يغير – فى تقديرى – أولويات الأچندة الأمريكية ودون أن يمتد بها إلى مراتع الإرهاب كذلك فى ليبيا وتونس والجزائر والسودان.
إذن السعودية والخليج بين فكى كماشة (الحوثيون فى الجنوب وداعش وجبهة النصرة وأحرار الشام وخراسان فى الشمال) ومصر متأثرة جدا بكل الذى يجرى فى الموقعين، لأنه يتقاطع مع ركائز أمنها القومى، ويضرب مسئولياتها فى حماية أمن الخليج.