الأحد 24 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

بدل السكوت.. قبل أن يذبحوا الإسلام

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يكتب الكاتب الكندي جيفرى سيمبسون أن الإسلام ينتحر. يُذبح بواسطة بنيه من المتطرفين والإرهابيين . فى تايلاند ، العراق ، سوريا ، اليمن ، ونيجيريا، يتحول الدين إلى آلة قتل وتشويه وارهاب. لقد تجاوز المتطرفون المسلمون عمليات القتل المعتادة لمخالفيهم سواء من البوذيين أو المسيحيين ليقتلعوا بعضهم البعض تحت لافتة "الجهاد" .
ما خطه "سيمبسون" لاقى قبولا وتأييدا بين كثير من المثقفين الغربيين الذين باتوا مقتنعين أن المسلمين إرهابيون بطبيعتهم حتى إن أحد مقدمى البرامج الشهيرة فى امريكا ويدعى بيل ماهير قال إن العالم الاسلامى لديه الكثير من القواسم المشتركة مع فكر "داعش" . وقال آخر إن جميع الافكار السيئة تخرج من المسلمين .
ما كتبه الكاتب الكندى فى صحيفة "جلوب آند ميل" صحيح بدرجة ما . لقد دخل الاسلام مرحلة الانتحار. البيت يحترق من الداخل ونحن نشاهد مستمتعين فى بلاهة تليق بأمة تابعة. انقلبت ما سُميت بالصحوة إلى كبوة ، وانتهى صعود التيارات الدينية إلى انحدار لصورة الدين ذاته. الشيوخ المعاتيه صنعوا من التخلف والجهل جدرانا ووضعوا فوقها لافتة "الاسلام" فنفر الناس أفواجا من دين الله.
ماذا جرى حتى ننحدر بذلك الشكل من الاعتدال إلى التطرف، ومن التطرف إلى التعصب، ثًم إلى الطائفية، وكراهية الآخر وقتله؟ يلاحظ الدكتور رفعت السعيد أن خطاب الاسلاموية الذى كان معتدلا عقلانيا عند محمد عبده، ارتد درجة عند رشيد رضا، ثم هبط درجات عند حسن البنا ثم انحدر إلى قاع التعصب عند سيد قطب. ذات الهبوط موجود خارج مصر فى تونس والسودان والجزائر لأننا جميعا ننهل من منهل واحد. كُتب التراث. المتون الصفراء التى كُتبت فى غير الزمان وغير الأمم، تلك الآفة التى مازالت تُصب صبا فى عقول متعلمى الفقه والشريعة فى الجامعات الدينية مثل الازهر أو أم القرى أو الزيتونة أو الجامعة الإسلامية.
لقد كتبت مرارا مطالب بتنحية كافة المذاهب السابقة ووضع الفتاوى التى صدرت عن الأئمة الراحلين قبل اكتشاف الآلة البخارية فى المتحف. إن ذلك لا يعنى تحقيرا لأعمالهم أو تهوينا لاجتهاداتهم لكن احترام الدين يعنى أن ما رأوه فى القرن العاشر الميلادى لا يصلح فى الألفية الثالثة، ولا يصح استعادته أو الاستنباط منه أو حتى الاسترشاد به. إن الاستعانة بفكر ورؤى تلك الفترة يحول المسلمين جميعا إلى جيش من الكارهين للحياة، المعادين لبنى البشر جميعا، والقاتلين لغيرهم، بل ولأنفسهم تشككا فى ايمان بعضهم .
الخطاب الدينى الحق مُتحرك، مرن، متطور والثابت فقط للعقائد والعبادات الأساسية. هذا هو دين الله الصالح لكل زمان ومكان وسواه ضلال متراكم يقدم باعتباره دينا بدءا من أحكام المخالفين فى الدين وحتى أحكام الجوارى والعبيد.
ومالم ننتفض ونتحرك ونفكر ونقرر ونكتب فإن مقولة سيمبسون ستتحول لواقع وينتحر الإسلام ويفقد سحره وتأثيره. والله أعلم .