الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

إعلام "العلوج"!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لا أحد يفهم- ولن يفهم - كيف يستطيع الحكم القطري أن يوفق بين الخطاب التكفيري- القاعدي الداعشي الثورى العميل الإخوانى- والتزامه بتمويل واحتضان القائمين عليه، رغم خطورتهم ومطاردتهم عربيا واقليميا وعالميا.. وبين احتضان هذا الحكم لأكبر القواعد العسكرية الأمريكية في المنطقة، وإقامته أعمق العلاقات المعلنة الراسخة مع إسرائيل، مع احتفاظه بأواصر قربى وأخوة نضالية متميزة مع "الولي الفقيه" فى تركيا والسودان !!
ان هذه الحالة التى عليها حكام قطر لا يستطيع سوى علماء النفس، وحدهم، دراستها وكشف أسرارها.. فإمارة صغيرة بحجم قرص "الطعمية" المصرية حين تتوهم بأن في إمكانها أن تتحدي الزمن والتاريخ ومنطق الأشياء فتصبح دولة عظمى تحكم وتدير وتقرر مصير دول وشعوب مهمة عديدة بالمال، وبالمال وحده، تحتاج إلى "كونسلتو" من كبار الاطباء النفسيين ومرض الجنون.
ومن يتابع قناة الجزيرة القطرية، ومن على شاكلتها من القنوات والصحف والمواقع التى تمولها "جماعة قطر" يأخذه العجب والحزن والأسف معا على هذا السقوط المهني والسياسي المريع، فتسمع أكاذيب من شاكلة مصر تحترق، وأنباءعن انتصارات "الشرعية" على "الانقلاب والانقلابيين" تتوالى، وأن عودة الرئيس محمد مرسي وإخوته المجاهدين الصامدين أصبحت قريبة وأقرب من القريب!
إن النوعية من هذا الإعلام، والقائمين عليه يدوسون بأحذيتهم على المهنة وعلى العقل والمنطق، وللأسف أن هناك فى مصر من ينتهج مثل هذا الخط الموروث عن وزير الإعلام الأشهر عربيا وعالميا محمد سعيد الصحاف الذي ظل يبشرنا بهزيمة" العلوج" الأمريكان واندحارهم حتى وهم يسقطون صنم الصمود "صدام" في مشهد لن ينساه كل طاغية.
إن العديد من الإعلاميين فى مصر تحولوا إلى "الصحاف" في كذبه وقلبه الحقائق، وتلاسنه على من يخالف سيدهم أومن يدفع لهم، ويثيرون الشبهات ضد الأبرياء، وتأخذهم العزة بالإثم لو حاولت تصحيح مفاهيمهم، وتصيبك اللعنات لو تجرأت وانتقدت أداء مسئول كان ينتمى الى عهد الفساد قبل 25 يناير، وما زال يعمل بنفس منهج الشللية الفاسدة، أو بسبب سوء تعامله مع الأزمات الحياتية التى تلاحقنا ليل -نهار، ونبلع لها زلط المعيشة، لأننا اخترنا من اختار هؤلاء بإرادتنا ووعينا وبكامل عقلنا!!
وكل الويل لك لو تجرأت وتحدثت عن تأخر تشكيل الفريق الرئاسى،  أو تغيير المحافظين أو استفسرت عن سبب الإبقاء على مجالس إعلامية وصحفية فاقدة الشرعية لانعدام دستوريتها ,وستلاحقها عبارات واتهامات جاهزة مثل انك من "الطابورالخامس أو من الخلايا الاخوانية النائمة!!
ان هنك من يريد استمرار زمن "اعلام العلوج " وأن يسنسخ "الصحاف الملقب بـ"رجل الحرب الإعلامية"، لدوره البارز والرئيسي في سير مجريات الحرب من أمريكا والغرب، وظل هذا الرجل مثيرا في كل الاتجاهات، لمحبيه ولمعارضيه، لمن اتفقوا مع خطاباته أو مع من ظنوا انه كان يفبرك المواقف العسكرية والسياسية، فبينما كانت قوات التحالف تقصف مبانٍ في بغداد، كان هو يعقد مؤتمرا صحفيا تلا من خلاله خسائر الجيش الأمريكي وعرض منشورات قامت قوات التحالف بإلقائها بواسطة الطائرات تدعو العراقيين إلى الثورة على صدام ومساعدة قوات التحالف، ولم يردعه سقوط صاروخ فوق المبنى الذي كان يعقد فيه المؤتمر، بل ظل يشتم ويشبههم بـ "مغـول العصـر".
لقد أصبح إعلامنا العربي والمصري مليئا بعشرات "الصحاف" بابتسامته اللا مبالية وسبابه اللاذع، وكذبه الذى يسابق تنفسه، وتأليهه للزعيم والبطل المغوار، هازم المغول والتتار ومحرر الأقصى من دنس النجاس، لكنهم فشلوا أن يكونوا مثله فى ثقافته وعباراته الغامضة المأخوذة من التراث الإسلامي والعربي مثل: "العلـوج، السـم والعلـقم، المرتـزقة، الأوغـاد، الطراطير، وحثالة الشر".. ونحمد الله أنهم فشلوا فى ذلك وإلا....!!

يذكر أن الصحاف قد أفاد في مقابلة مع BBC أن كلمة "العلوج" لها معانٍ كثيرة، لكنه كان يقصد بها "الديدان النتنة" التي تلتصق بالجسم وتقوم بمص الدماء، وأن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وصف بها الفرس والروم، مقراً بأنه اكتسب هذه المعلومة من إحدى الحصص الدينية التي فرضها صدام حسين على جميع الوزراء والوكلاء والمسئولين قبل الحرب.