وقعت "مصدر" مبادرة أبوظبي متعددة الأوجه للطاقة المتجددة، اليوم (الاربعاء) في مسقط اتفاقية تطوير مشتركة مع شركة كهرباء المناطق الريفية في عُمان، لإنشاء أول محطة لتوليد الكهرباء من طاقة الرياح في منطقة هرويل في محافظة ظفار جنوب السلطنة، والتي تصل طاقتها الإنتاجية إلى 50 ميجاواط من الكهرباء النظيفة.
وحضر حفل التوقيع، السيد تيمور بن أسعد آل سعيد، والدكتور سلطان أحمد الجابر وزير الدولة الإماراتي ورئيس مجلس إدارة "مصدر"، وكل من محمد سيف السويدي، مدير عام صندوق أبوظبي للتنمية، ومصبح هلال الكعبي، الرئيس التنفيذي لشركة مبادلة للبترول، ومنصور الملا، المدير المالي لمبادلة للطاقة، وعدد من مسؤولي البلدين، والشركات العاملة في قطاع الكهرباء بالسلطنة.
ووقع الاتفاقية الدكتور أحمد عبدلله بالهول الرئيس التنفيذي لـ" مصدر" وعن الجانب العُماني المهندس حمد المغدري الرئيس التنفيذي لشركة كهرباء المناطق الريفية.
وقال مكتب وزير الدولة الإماراتي فى بيان له خلال تواجده في مسقط : تبلغ كلفة المحطة حوالي 125 مليون دولار أمريكي، وتعمل على توليد حوالي 160 جيجاواط / ساعة سنوياً، وتلبي احتياجات نحو 16 ألف منزلاً في محافظات جنوب السلطنة من الكهرباء، كما ستساهم في تفادي إطلاق 110 آلاف طن سنوياً من ثاني أكسيد الكربون، من خلال تركيب ما بين 20 إلى 25 توربيناً للرياح لتوليد الطاقة النظيفة، على أن تبدأ عملية التسليم في الربع الأول من 2017.
ويعد هذا المشروع المشترك الأول من نوعه على مستوى منطقة الخليج بين دولة الإمارات وسلطنة عُمان حيث سيعزز من إجمالي الطاقة الإنتاجية من الكهرباء في المناطق الريفية التابعة لمحافظة ظفار بالاعتماد على طاقة الرياح التي يتراوح متوسط سرعتها في تلك المنطقة ما بين 7-8 أمتار في الثانية.
وتشكل الطاقة الإنتاجية للمحطة عند تشغيلها حوالي 7% من القدرة الإجمالية لشبكة الكهرباء في محافظة ظفار، وكذلك سيسهم المشروع في تدريب الكوادر المحلية، وتوفير عدد من فرص العمل لسكان تلك المناطق.
وأكد السيد تيمور بن أسعد آل سعيد في تصريح له للإعلاميين عقب مراسم توقيع الاتفاقية، حرص السلطنة بقيادة السلطان قابوس بن سعيد على تعزيز أواصر التعاون والترابط الأخوي والتاريخي وتطوير العلاقات الاستراتيجية الوثيقة مع دولة الإمارات العربية المتحدة في جميع المجالات.
وقال "إن هذه الاتفاقية التي شهدنا توقيعها تشكل لَبِنة جديدة تنضم إلى الصرح المتنامي من العلاقات الطيبة والاستراتيجية التي تجمع السلطنة والإمارات على جميع المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية".
وثمن الجهود المبذولة التي تهدف إلى تعزيز التعاون المشترك بين شركة كهرباء المناطق الريفية وشركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر"، آملا لهما النجاح والتوفيق في مساعيهما لتعزيز أمن الطاقة الكهربائية وتنويع مصادرها.
من جانبه، قال الدكتور سلطان أحمد الجابر: "يسرنا التوقيع على اتفاقية إنشاء مشروع محطة لتوليد الكهرباء من طاقة الرياح في محافظة ظفار بسلطنة عُمان، والذي يعد أول مشروع للطاقة المتجددة تنفذه "مصدر" في منطقة الخليج العربي بعد نجاحها في تنفيذ العديد من المشاريع الضخمة داخل دولة الإمارات وفي مناطق مختلفة من العالم. وأود أن أتوجه بالشكر لشركائنا في عُمان على التعاون القائم بيننا، ونتطلع إلى استمراره بما يسهم في زيادة حصة الطاقة المتجددة في المنطقة".
وأضاف: "تمتلك دولة الإمارات خبرات كبيرة في قطاع الطاقة، وتسعى بتوجيهات من قيادتها الرشيدة إلى ترسيخ هذه المكانة من خلال المساهمة في تطوير وتنمية قطاع الطاقة المتجددة محلياً وإقليمياً وعالمياً، حيث أنجزت العديد من المشاريع الناجحة مما جعلها مركزاً رائداً لنشر التقنيات النظيفة".
وأكد على أهمية الدور المتنامي للطاقة المتجددة في المزيج العالمي لمصادر الطاقة، ومزاياها العديدة في توفير إمدادات الكهرباء وخفض الانبعاثات الكربونية والحد من تداعيات تغيّر المناخ.
وأشار إلى أن سلطنة عُمان تعد من الأسواق الواعدة للطاقة النظيفة نظراً لامتلاكها موارد وفيرة في مجالي طاقة الرياح والطاقة الشمسية، وأشاد بأهمية مشروع طاقة الرياح في ظفار باعتباره خطوة مهمة ضمن مسيرة تطوير قطاع الطاقة في السلطنة، فضلاً عن دوره في تعزيز حصة الطاقة المتجددة وتحقيق التنمية المستدامة في المنطقة.
من جهته، قال الشيخ فيصل بن خميس الحشار رئيس مجلس إدارة شركة كهرباء المناطق الريفية إن هذه الاتفاقية التي تم إبرامها اليوم تندرج في إطار تعزيز أواصر التعاون القائمة والمستمرة بين السلطنة ودولة الإمارات العربية المتحدة في شتى المجالات، وتشكل الإطار العملي والجانب التطبيقي للطاقة المتجددة في البلاد، وضمن خطة الشركة ذات البعد الاستراتيجي القائم على استغلال الأمثل للموارد الطبيعية، كطاقتي الرياح والشمسية لتوليد الكهرباء، مشيرا إلى ان إنشاء مشروع طاقة الرياح له جدوى من النواحي الفنية والاقتصادية والعملية.
وأعتبر الحشار أن استخدام الطاقة المتجددة في قطاع الكهرباء يمثل التوجه الاستراتيجي الأنسب للسلطنة في ظل تزايد الطلب على هذه االطاقة مع مؤشرات زيادة السكان والنمو العمراني المتسارع، والاعتماد الكلي على النفط، كمصدر لتوليد الكهرباء، وهو ما يستدعي العمل على تطوير منظومة اقتصادية مستدامة للطاقة، بإنشاء محطات التي تعتمد على الطاقة المتجددة، ومن بينها طاقة الرياح لتقليل الاعتماد على النفط من ناحية وللحصول على كهرباء نظيفة أقل كلفة.
وأضاف: "أن السلطنة لديها مقومات عديدة للطاقة البديلة أهمها الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والتي يمكن توظيفها لمواجهة احتياجات الطاقة في المستقبل عبر طاقة متجددة مستدامة قليلة التكلفة من خلال مشاريع تساعد على دعم خطط التنمية والمشروعات التي تعتزم الدولة تنفيذها بالتوسع في توفير خدمات الطاقة وبتكاليف مادية وبيئية اقل، مما يدعم جهود التنمية التي تنشدها الحكومة في البلاد".
بدوره، قال المهندس حمد بن سالم المغدري الرئيس التنفيذي لشركة كهرباء المناطق الريفية: إن مشروع محطة توليد الكهرباء من طاقة الرياح في منطقة هرويل بمحافظة ظفار جاء نتيجة للتعاون المشترك بين الشركة و "مصدر" في دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة.
وأضاف: أن السلطنة تمتلك مصادر كبيرة من الطاقة المتجددة وخاصة الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، بحيث يمكن استغلالها في إنتاج الكهرباء وإضافتها لمزيج الطاقة في البلاد.
وأكد المهندس حمد المغدري أهمية التوجه إلى الاستفادة من الطاقة المتجددة نظرا للارتفاع المستمر في أسعار مشتقات النفط، مشيراً إلى أنه من الأجدى اقتصاديا للحكومة أن تبيع او تستثمر الطاقة الأحفورية في مجالات أخرى.
وأوضح أن مشروع محطة الرياح له أهداف وأبعاد اقتصادية كبيرة في إنتاج الطاقة الكهربائية، لافتاً إلى أن الطاقة الإنتاجية للمحطة تكفي لحوالي نصف استهلاك محافظة ظفار في فصل الشتاء، إضافة إلى أنها ستساهم بشكل كبير في خفض استخدام وقود الغاز في محطات إنتاج الطاقة الكهربائية بالمحافظة، ما يشير إلى أن هناك وفورات بما يعادل في بعض الأوقات 40% من الإنتاج، وبالتالي يمكن الاستفادة منها في صناعات أخرى، أو في إطالة أمد المخزونات الغازية لتشغيل تلك المحطات.
وقال المغدري، تم اختيار منطقة هرويل بولاية شليم وجزر الحلانيات بمحافظة ظفار لإقامة المشروع الذي يعد الأول من نوعه بالسلطنة وفي منطقة الخليج العربي، بعد دراسة حركة الرياح فيها حيث تبين ان سرعتها جيدة تتماشى مع المعايير العالمية لإقامة مثل هذه المشاريع ، مشيرا إلى ان المشروع فور انتهائه سوف يتم ربطه بمغذيات نقل الطاقة الكهربائية بالشبكة الرئيسية جهد 132 كيلوفولت في محافظة ظفار، وسوف يستفاد منها بوجه الخصوص في ولاية صلالة واجزاء كبيرة من ولاية ثمريت والولايات الأخرى المربوطة بشبكة نقل الكهرباء في المحافظة.
أما عن الفائدة البيئية للمشروع، قال المغدري الفائدة البيئية تكمن في تقليل الانبعاثات الغازية او الصوتية أو الملوثات الكيماوية التي تستخدم في تشغيل المحطات التي تعمل بوقود الاحفوري، كما روعي الدقة في عدم تأثير المناطق التي يقام عليها المشروع بيئيا بحيث لا تتم حفريات إلا للقواعد المخصصة لإقامة هذه التوربينات ، وخضعت المنطقة إلى دراسة بيئية تفصيلية عن أثر حركة الرياح في المنطقة وتأثرها باتجاه هذه التوربينات وبالتالي روعي بشكل دقيق عملية الزوايا التي سيتم تثبيتها فيها حيث إنها تتحرك مع حركة الرياح وليست ثابتة.
وأضاف المغدري "أن من ضمن البرامج التي اعدتها الشركة للمشروع استفادة المجتمع المحلي القريب من هذه المحطة من ناحية تشغيل بعض المواطنين في الوظائف الإدارية والمهن الفنية ، وكذلك اسناد توريد قطع غيار لشركات محلية بحيث تستفيد بالدرجة الأولى"، مشيراً إلى ان من ضمن اتفاقية المشروع بأن يتم اسناد كل ما هو متوفر محليا وتستطيع ان توفره المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بشكل خاص والمؤسسات ذات الحجم الكبير، حيث كل ما يصنع في السلطنة يستخدم في المشروع كالكابلات والمحولات، ولكن في بعض الاحيان هناك بعض التكنولوجيا والاجهزة التي لابد ان تجلب من خارج السلطنة لعدم توفرها بالسلطنة كالتوربينة على سبيل المثال، داعيا شركات القطاع الخاص بالسلطنة ان تبحث عن تعاون مع شركات العالمية لتوفير تلك الاجهزة في البلاد.
ويشار إلى أن "مصدر" شاركت في تنفيذ العديد من المشاريع الدولية الضخمة للطاقة المتجددة، مثل مشروع مصفوفة لندن، أكبر محطة لطاقة الرياح البحرية في العالم، بطاقة إنتاجية 630 ميجاواط، كما تشارك حالياً في تنفيذ مشروع محطة "دادجون" لطاقة الرياح البحرية في المملكة المتحدة، والتي تصل طاقتها الإنتاجية إلى 402 ميجاواط، وكذلك تساهم "مصدر" في تنفيذ مشروع "محطة الطفيلة لطاقة الرياح" في الأردن بطاقة تبلغ 117 ميجاواط، إضافة إلى تنفيذ مشروع سيشيل لطاقة الرياح بقدرة 6 ميجاواط. كما قامت "مصدر" بتنفيذ مشاريع الطاقة المتجددة في أسبانيا، وهي محطة "خيماسولار" للطاقة الشمسية المركزة، بطاقة إنتاجية تبلغ 20 ميجاواط، ومحطتي "فالي 1" و"فالي 2" بطاقة إنتاجية تبلغ 100 ميجاواط.
وعلى الصعيد المحلي، قامت "مصدر" بتنفيذ محطة "شمس1" في إمارة أبوظبي التي دخلت حيز التشغيل مطلع العام الماضي، وتعد أكبر محطة عاملة بتقنية الطاقة الشمسية المركزة في العالم من خلال وحدة توليد واحدة، والأولى من نوعها في منطقة الشرق الأوسط، وكذلك تنفيذ محطة الألواح الكهروضوئية بطاقة إنتاجية تبلغ 10 ميجاواط داخل مدينة مصدر.
وحضر حفل التوقيع، السيد تيمور بن أسعد آل سعيد، والدكتور سلطان أحمد الجابر وزير الدولة الإماراتي ورئيس مجلس إدارة "مصدر"، وكل من محمد سيف السويدي، مدير عام صندوق أبوظبي للتنمية، ومصبح هلال الكعبي، الرئيس التنفيذي لشركة مبادلة للبترول، ومنصور الملا، المدير المالي لمبادلة للطاقة، وعدد من مسؤولي البلدين، والشركات العاملة في قطاع الكهرباء بالسلطنة.
ووقع الاتفاقية الدكتور أحمد عبدلله بالهول الرئيس التنفيذي لـ" مصدر" وعن الجانب العُماني المهندس حمد المغدري الرئيس التنفيذي لشركة كهرباء المناطق الريفية.
وقال مكتب وزير الدولة الإماراتي فى بيان له خلال تواجده في مسقط : تبلغ كلفة المحطة حوالي 125 مليون دولار أمريكي، وتعمل على توليد حوالي 160 جيجاواط / ساعة سنوياً، وتلبي احتياجات نحو 16 ألف منزلاً في محافظات جنوب السلطنة من الكهرباء، كما ستساهم في تفادي إطلاق 110 آلاف طن سنوياً من ثاني أكسيد الكربون، من خلال تركيب ما بين 20 إلى 25 توربيناً للرياح لتوليد الطاقة النظيفة، على أن تبدأ عملية التسليم في الربع الأول من 2017.
ويعد هذا المشروع المشترك الأول من نوعه على مستوى منطقة الخليج بين دولة الإمارات وسلطنة عُمان حيث سيعزز من إجمالي الطاقة الإنتاجية من الكهرباء في المناطق الريفية التابعة لمحافظة ظفار بالاعتماد على طاقة الرياح التي يتراوح متوسط سرعتها في تلك المنطقة ما بين 7-8 أمتار في الثانية.
وتشكل الطاقة الإنتاجية للمحطة عند تشغيلها حوالي 7% من القدرة الإجمالية لشبكة الكهرباء في محافظة ظفار، وكذلك سيسهم المشروع في تدريب الكوادر المحلية، وتوفير عدد من فرص العمل لسكان تلك المناطق.
وأكد السيد تيمور بن أسعد آل سعيد في تصريح له للإعلاميين عقب مراسم توقيع الاتفاقية، حرص السلطنة بقيادة السلطان قابوس بن سعيد على تعزيز أواصر التعاون والترابط الأخوي والتاريخي وتطوير العلاقات الاستراتيجية الوثيقة مع دولة الإمارات العربية المتحدة في جميع المجالات.
وقال "إن هذه الاتفاقية التي شهدنا توقيعها تشكل لَبِنة جديدة تنضم إلى الصرح المتنامي من العلاقات الطيبة والاستراتيجية التي تجمع السلطنة والإمارات على جميع المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية".
وثمن الجهود المبذولة التي تهدف إلى تعزيز التعاون المشترك بين شركة كهرباء المناطق الريفية وشركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر"، آملا لهما النجاح والتوفيق في مساعيهما لتعزيز أمن الطاقة الكهربائية وتنويع مصادرها.
من جانبه، قال الدكتور سلطان أحمد الجابر: "يسرنا التوقيع على اتفاقية إنشاء مشروع محطة لتوليد الكهرباء من طاقة الرياح في محافظة ظفار بسلطنة عُمان، والذي يعد أول مشروع للطاقة المتجددة تنفذه "مصدر" في منطقة الخليج العربي بعد نجاحها في تنفيذ العديد من المشاريع الضخمة داخل دولة الإمارات وفي مناطق مختلفة من العالم. وأود أن أتوجه بالشكر لشركائنا في عُمان على التعاون القائم بيننا، ونتطلع إلى استمراره بما يسهم في زيادة حصة الطاقة المتجددة في المنطقة".
وأضاف: "تمتلك دولة الإمارات خبرات كبيرة في قطاع الطاقة، وتسعى بتوجيهات من قيادتها الرشيدة إلى ترسيخ هذه المكانة من خلال المساهمة في تطوير وتنمية قطاع الطاقة المتجددة محلياً وإقليمياً وعالمياً، حيث أنجزت العديد من المشاريع الناجحة مما جعلها مركزاً رائداً لنشر التقنيات النظيفة".
وأكد على أهمية الدور المتنامي للطاقة المتجددة في المزيج العالمي لمصادر الطاقة، ومزاياها العديدة في توفير إمدادات الكهرباء وخفض الانبعاثات الكربونية والحد من تداعيات تغيّر المناخ.
وأشار إلى أن سلطنة عُمان تعد من الأسواق الواعدة للطاقة النظيفة نظراً لامتلاكها موارد وفيرة في مجالي طاقة الرياح والطاقة الشمسية، وأشاد بأهمية مشروع طاقة الرياح في ظفار باعتباره خطوة مهمة ضمن مسيرة تطوير قطاع الطاقة في السلطنة، فضلاً عن دوره في تعزيز حصة الطاقة المتجددة وتحقيق التنمية المستدامة في المنطقة.
من جهته، قال الشيخ فيصل بن خميس الحشار رئيس مجلس إدارة شركة كهرباء المناطق الريفية إن هذه الاتفاقية التي تم إبرامها اليوم تندرج في إطار تعزيز أواصر التعاون القائمة والمستمرة بين السلطنة ودولة الإمارات العربية المتحدة في شتى المجالات، وتشكل الإطار العملي والجانب التطبيقي للطاقة المتجددة في البلاد، وضمن خطة الشركة ذات البعد الاستراتيجي القائم على استغلال الأمثل للموارد الطبيعية، كطاقتي الرياح والشمسية لتوليد الكهرباء، مشيرا إلى ان إنشاء مشروع طاقة الرياح له جدوى من النواحي الفنية والاقتصادية والعملية.
وأعتبر الحشار أن استخدام الطاقة المتجددة في قطاع الكهرباء يمثل التوجه الاستراتيجي الأنسب للسلطنة في ظل تزايد الطلب على هذه االطاقة مع مؤشرات زيادة السكان والنمو العمراني المتسارع، والاعتماد الكلي على النفط، كمصدر لتوليد الكهرباء، وهو ما يستدعي العمل على تطوير منظومة اقتصادية مستدامة للطاقة، بإنشاء محطات التي تعتمد على الطاقة المتجددة، ومن بينها طاقة الرياح لتقليل الاعتماد على النفط من ناحية وللحصول على كهرباء نظيفة أقل كلفة.
وأضاف: "أن السلطنة لديها مقومات عديدة للطاقة البديلة أهمها الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والتي يمكن توظيفها لمواجهة احتياجات الطاقة في المستقبل عبر طاقة متجددة مستدامة قليلة التكلفة من خلال مشاريع تساعد على دعم خطط التنمية والمشروعات التي تعتزم الدولة تنفيذها بالتوسع في توفير خدمات الطاقة وبتكاليف مادية وبيئية اقل، مما يدعم جهود التنمية التي تنشدها الحكومة في البلاد".
بدوره، قال المهندس حمد بن سالم المغدري الرئيس التنفيذي لشركة كهرباء المناطق الريفية: إن مشروع محطة توليد الكهرباء من طاقة الرياح في منطقة هرويل بمحافظة ظفار جاء نتيجة للتعاون المشترك بين الشركة و "مصدر" في دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة.
وأضاف: أن السلطنة تمتلك مصادر كبيرة من الطاقة المتجددة وخاصة الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، بحيث يمكن استغلالها في إنتاج الكهرباء وإضافتها لمزيج الطاقة في البلاد.
وأكد المهندس حمد المغدري أهمية التوجه إلى الاستفادة من الطاقة المتجددة نظرا للارتفاع المستمر في أسعار مشتقات النفط، مشيراً إلى أنه من الأجدى اقتصاديا للحكومة أن تبيع او تستثمر الطاقة الأحفورية في مجالات أخرى.
وأوضح أن مشروع محطة الرياح له أهداف وأبعاد اقتصادية كبيرة في إنتاج الطاقة الكهربائية، لافتاً إلى أن الطاقة الإنتاجية للمحطة تكفي لحوالي نصف استهلاك محافظة ظفار في فصل الشتاء، إضافة إلى أنها ستساهم بشكل كبير في خفض استخدام وقود الغاز في محطات إنتاج الطاقة الكهربائية بالمحافظة، ما يشير إلى أن هناك وفورات بما يعادل في بعض الأوقات 40% من الإنتاج، وبالتالي يمكن الاستفادة منها في صناعات أخرى، أو في إطالة أمد المخزونات الغازية لتشغيل تلك المحطات.
وقال المغدري، تم اختيار منطقة هرويل بولاية شليم وجزر الحلانيات بمحافظة ظفار لإقامة المشروع الذي يعد الأول من نوعه بالسلطنة وفي منطقة الخليج العربي، بعد دراسة حركة الرياح فيها حيث تبين ان سرعتها جيدة تتماشى مع المعايير العالمية لإقامة مثل هذه المشاريع ، مشيرا إلى ان المشروع فور انتهائه سوف يتم ربطه بمغذيات نقل الطاقة الكهربائية بالشبكة الرئيسية جهد 132 كيلوفولت في محافظة ظفار، وسوف يستفاد منها بوجه الخصوص في ولاية صلالة واجزاء كبيرة من ولاية ثمريت والولايات الأخرى المربوطة بشبكة نقل الكهرباء في المحافظة.
أما عن الفائدة البيئية للمشروع، قال المغدري الفائدة البيئية تكمن في تقليل الانبعاثات الغازية او الصوتية أو الملوثات الكيماوية التي تستخدم في تشغيل المحطات التي تعمل بوقود الاحفوري، كما روعي الدقة في عدم تأثير المناطق التي يقام عليها المشروع بيئيا بحيث لا تتم حفريات إلا للقواعد المخصصة لإقامة هذه التوربينات ، وخضعت المنطقة إلى دراسة بيئية تفصيلية عن أثر حركة الرياح في المنطقة وتأثرها باتجاه هذه التوربينات وبالتالي روعي بشكل دقيق عملية الزوايا التي سيتم تثبيتها فيها حيث إنها تتحرك مع حركة الرياح وليست ثابتة.
وأضاف المغدري "أن من ضمن البرامج التي اعدتها الشركة للمشروع استفادة المجتمع المحلي القريب من هذه المحطة من ناحية تشغيل بعض المواطنين في الوظائف الإدارية والمهن الفنية ، وكذلك اسناد توريد قطع غيار لشركات محلية بحيث تستفيد بالدرجة الأولى"، مشيراً إلى ان من ضمن اتفاقية المشروع بأن يتم اسناد كل ما هو متوفر محليا وتستطيع ان توفره المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بشكل خاص والمؤسسات ذات الحجم الكبير، حيث كل ما يصنع في السلطنة يستخدم في المشروع كالكابلات والمحولات، ولكن في بعض الاحيان هناك بعض التكنولوجيا والاجهزة التي لابد ان تجلب من خارج السلطنة لعدم توفرها بالسلطنة كالتوربينة على سبيل المثال، داعيا شركات القطاع الخاص بالسلطنة ان تبحث عن تعاون مع شركات العالمية لتوفير تلك الاجهزة في البلاد.
ويشار إلى أن "مصدر" شاركت في تنفيذ العديد من المشاريع الدولية الضخمة للطاقة المتجددة، مثل مشروع مصفوفة لندن، أكبر محطة لطاقة الرياح البحرية في العالم، بطاقة إنتاجية 630 ميجاواط، كما تشارك حالياً في تنفيذ مشروع محطة "دادجون" لطاقة الرياح البحرية في المملكة المتحدة، والتي تصل طاقتها الإنتاجية إلى 402 ميجاواط، وكذلك تساهم "مصدر" في تنفيذ مشروع "محطة الطفيلة لطاقة الرياح" في الأردن بطاقة تبلغ 117 ميجاواط، إضافة إلى تنفيذ مشروع سيشيل لطاقة الرياح بقدرة 6 ميجاواط. كما قامت "مصدر" بتنفيذ مشاريع الطاقة المتجددة في أسبانيا، وهي محطة "خيماسولار" للطاقة الشمسية المركزة، بطاقة إنتاجية تبلغ 20 ميجاواط، ومحطتي "فالي 1" و"فالي 2" بطاقة إنتاجية تبلغ 100 ميجاواط.
وعلى الصعيد المحلي، قامت "مصدر" بتنفيذ محطة "شمس1" في إمارة أبوظبي التي دخلت حيز التشغيل مطلع العام الماضي، وتعد أكبر محطة عاملة بتقنية الطاقة الشمسية المركزة في العالم من خلال وحدة توليد واحدة، والأولى من نوعها في منطقة الشرق الأوسط، وكذلك تنفيذ محطة الألواح الكهروضوئية بطاقة إنتاجية تبلغ 10 ميجاواط داخل مدينة مصدر.