الخميس 03 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

رمسيس الثاني.. والظاهرة التي أبهرت العالم

الملك رمسيس الثانى
الملك رمسيس الثانى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ما أن تشرق شمس يوم غدا الأربعاء 22 أكتوبر، إلا وتتجه أنظار العالم أجمع وأنظار محبى وعشاق الحضارة الفرعونية بصفة خاصة- نحو معبد أبو سمبل جنوب مدينة أسوان لمشاهدة الظاهرة الفلكية الرائعة التي تتضئ وجه الملك رمسيس الثانى مرتين كل عام والتي أبهرت العالم.. حيث تدخل أشعة الشمس في الصباح الباكر إلى مكان بداخل المعبد يسمى بـ "قدس الأقداس"، لتتعامد بعد ذلك على وجه الملك رمسيس الثانى في ظاهرة تثبت تقدم المصريين القدماء في علوم الفلك، واستفادتهم الكاملة بظواهره في حياتهم العامة، ودليل أيضا على معرفتهم بخصائص شروق الشمس وغروبها ومواقيتها ومواقعها طوال السنة الشمسية.
ويتسلل شعاع الشمس صباح يومى 22 أكتوبر و22 فبراير من كل عام، إلى وجه الملك رمسيس الثانى لقتبس فيضا من نور الشمس على وجه الفرعون داخل حجرته في قدس الأقداس في قلب المعبد، ثم يتكاثر شعاع الشمس بسرعة مكونا حزمة من الضوء تضئ وجوه ثلاثة تماثيل من التماثيل الأربعة داخل قدس الأقداس، وهم تمثال رع حور أخت اله الشمس، وتمثال رمسيس الثانى الذي يتساوى مع الإله القديمة، وتمثال أمون إله طيبة في تلك الحقبة، أما التمثال الرابع للاله بتاح رب منف وراعى الفن والفنانين وإله العالم السفلى فلا تصله أشعة الشمس، لأنه لابد أن يبقى في ظلام دامس مثل حالته في العالم السفلى.
وتباينت آراء علماء الآثار حول مناسبة تعامد أشعة الشمس على وجه الملك رمسيس الثانى حيث يتجه رأى إلى أن تعامد الشمس على وجه الملك يأتى يوم 22 أكتوبر ليتواكب مع يوم ميلاد الملك، ويوم 22 فبراير ليتواكب مع يوم تتويجه ملكا، أما الاتجاه الثانى فيرى أن تعامد الشمس على وجه الملك رمسيس 22 أكتوبر يأتى تواكبا مع بداية فصل الزراعة في مصر القديمة، أما تعامد الشمس على وجه الملك في 22 فبراير فيحدث في مناسبة بداية موسم الحصاد.
ورمسيس الثانى حكم مصر لمدة 66 سنة من 1279 ق.م حتى 1212 ق.م، وهو ثالث فراعنة الأسرة التاسعة عشر وقد لقبه القدماء بابن آلهة الشمس، حيث صعد إلى سدة الحكم وهو في أوائل العشرينات من العمر، هو ابن الملك سيتى الأول والملكة تويا.. ومن أشهر زوجاته كانت نفرتاري وبلغ عدد أبنائه نحو 90 ابنة وابن.
وقاد رمسيس الثانى عدة معارك وحملات عسكرية شمالا نحو الشام وجنوبا نحو النوبة، ومنها معركة قادش الثانية حيث قامت القوات المصرية تحت قيادته بالاشتباك مع قوات مواتاليس ملك الحيثيين عام 1274 ق.م، والتي لم يتمكن أي من الطرفين هزيمة الطرف الآخر على مر السنين التالية لها وعقب ذلك أبرم رمسيس الثانى معاهدة سلام في عام 1258( ق.م.) مع حاتوسيليس الثالث، والتي تعد أقدم معاهدة سلام في التاريخ.
قام رمسيس الثانى ببناء عدة معابد أهمها مجمع أبو سمبل بجنوب أسوان والذي ويتكون من معبدين كبيرين نحتا في الصخر.. وقد بناه عام 1250 ق. م.، وواجهة المعبد تتكون من أربعة تماثيل كبيرة بارتفاع 67 قدما (20 متر) وباب يفضي إلى حجرات طولها 180 قدما. كما توجد ستة تماثيل في مدخل المعبد الآخر أربعة منها لرمسيس الثاني واثنتين لزوجته نفرتاري.، ومعبد الرامسيوم وهو المعبد الجنائزى الخاص بالملك رمسيس الثانى، وقد أخذ هذا المعبد اسمه من اسم الملك، ويقع مدخله في الناحية الشرقية من النيل بالأقصر، وهو معبد له صرح عظيم.
دفن الملك رمسيس في وادي الملوك، إلا أن مومياءه نُقلت إلى خزانة المومياوات في الدير البحري، حيث اكتشفت عام 1881 ونقلت إلى المتحف المصرى بعد خمس سنوات، حيث مازالت محفوظة ومعروضة.
جدير بالذكر أن حدوث تعامد الشمس على تمثال رمسيس كان يحدث يومى 21 أكتوبر و21 فبراير قبل عام 1964، إلا أنه بعد نقل معبد أبوسمبل بعد تقطيعه لإنقاذه من الغرق تحت مياه بحيرة السد العالي في بداية الستينات من موقعه القديم ـ الذي تم نحته داخل الجبل ـ إلى موقعه الحالى، أصبحت هذه الظاهرة تتكرر يومي 22 أكتوبر و22 فبراير، وذلك لتغير خطوط العرض والطول بعد نقل المعبد 120 مترا غربا وبارتفاع 60 مترا.