الجمعة 28 فبراير 2025
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

بالصور.. "مجمع الأديان" يحتضن عبق التاريخ

مجمع الأديان يحتضن
"مجمع الأديان" يحتضن عبق التاريخ
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فور وصولك محطة مترو مارجرجس، يستقبلك الهواء المحمل بعبق التاريخ، حيث تقبع منطقة مجمع الأديان، بالقاهرة القديمة، التي تحتوي على العديد من الكنائس والمساجد، إضافة إلى المعبد اليهودي، الذي يقع على مقربة من مسجد عمرو بن العاص التاريخي.
تتميز منطقة مجمع الأديان، باحتوائها على مزارات دينية تاريخية للأديان الثلاث التي عاشت في مصر، فنجد بها المتحف القبطي والكنيسة المعلقة بكل تاريخها وأصالتها، والتي شيدت أعلى حصن بابليون وبجوارها كنيسة ماري جرجس، التي كانت تعد من أجمل كنائس الحصن الروماني ولجوارها المدافن الرومانية، وبالقرب منهم تقبع كنيسة أبو سرجة، التي تم تشريفها بتواجد نبي الله عيسى عليه السلام، ووالدته السيدة مريم، خلال رحلة الهروب من بطش "هيردوس" ملك اليهود، والتي شهدت إقامة الأسرة المقدسة، وبالقرب من الكنيسة يقع المعبد اليهودي، وعلى مسافة ليست بالبعيدة يقع مسجد عمرو بن العاص، والذي يعد من أعرق وأقدم المساجد بمصر وأفريقيا.
*مسجد عمرو:
بنى مسجد عمرو بن العاص عام 21 هـ، وهو أكبر وأقدم المساجد بأفريقيا، وقد شارك عدد من الصحابة في تصميمه أهمهم أبي ذر الغفاري، وبالعودة إلى بداية الفتح الإسلامي لمصر، نجد أن مسجد عمرو بن العاص يختلف كليا على ما هو عليه الآن، فكان سقفه من الجريد والطين ومحمولًا على أعمدة من جزوع النخل، وارتفاعه منخفضًا، أما الحوائط فمن الطوب اللبن وغير مطلية ولم يكن له صحن أما أرضه فكانت مفروشة بالقش، وبه بئر يُعرف بالبستان للوضوء، ولم يكن به مآذن ولا أي نوع من أنواع الزخارف سواء في الداخل أو الخارج، وكان محراب الصلاة مسطحًا ومرسومًا على الحائط دون تجويف ثم أدخلت التجديدات والتوسعات على الجامع بعد ذلك على مر العصور.
*الكنيسة المُعلقة:
أحد أهم آثار مجمع الأديان، وتُعرف بهذا الاسم؛ لأنها شيدت فوق حصن بابليون الروماني على ارتفاع 13 مترًا فوق سطح الأرض، وبذلك تصبح أعلى مباني المنطقة.
وتعد الكنيسة المعلقة، التي يرجع تاريخ إنشائها للقرن الخامس الميلادي، من أقدم كنائس مصر، وكانت في الأصل معبدًا فرعونيًا، وفي عام 80 ميلادية أنشأ الإمبراطور الروماني (تراجان) حصن بابليون الروماني على أجزاء من المعبد؛ لاستخدامه في العبادة الوثنية، وعندما انتشرت المسيحية وتحول الرومان للدين الجديد تحول المعبد الوثني إلى أقدم كنيسة رومانية في مصر، التي تقام بها الشعائر الدينية حتى اليوم بانتظام.
ومن مميزات الكنيسة أنها تحتوي على 120 أيقونة موزعة على جدرانها وتحتوى بداخلها على كنيسة أخرى يصعد إليها من سلم خشبي، وهى كنيسة مار مرقص.
*كنيسة أبو سرجة:
تم تشريف هذا المكان بتواجد نبي الله عيسى عليه السلام، ووالدته به خلال رحلة الهروب من بطش الملك (هيردوس) ملك اليهود، وذلك بالمغارة المقدسة داخل الكنيسة، ولذلك يقصدها الزائرين من جميع الطوائف المسيحية في العالم، يذكر أن تاريخ إنشاء الكنيسة يتزامن مع تاريخ إنشاء الكنيسة المعلقة، واسمها الأصلي (سرجيوس وأخيس)، وهما جنديان مشهوران استشهدا بسوريا في عهد الإمبراطور (مكسيمنانوس).
*دير الرهبات البنات:
يتردد الكثير من المسيحيين على هذا المكان تبركا بالشهيد صاحب الدير، لاسيما المصابون بأمراض عصبية وعقلية، ويتميز الدير بتصميمه الرائع، ويتصدر مدخله تمثال محفور على الحجر لمارجرجس وهو يقتل التين بحربته، ويتكون هذا الدير من قاعة مستطيلة بواسطة حجاب من خشب الخرط إلى مربعين، ويؤدي إلى أولهما مدخل في الطرف الجنوبي يغلق علية مصراعان خشبيان عاديان يفضى إلى رحبة صغيرة مربعة، تتصدرها صورة فسيفسائية للشهيد مارجرجس ممتطيا صهوة جواد، وفي يده اليمنى حربة يطعن بها التنين، بينما يوجد إلى الشرق باب آخر يؤدي إلى قاعة استقبال بسيطة ليس فيها سوى ست نوافذ أعلا جداريهما الشمالي والجنوبي، يتقدم ضلعها الشمالي حجاب من خشب الخرط يتوسطه مدخل يفضي إلى المزار الديني، وتتوسط ضلعها الجنوبي حنية صغيرة أعدت للشموع التي يضيئها الزوار.
*كنيسة القديسة بربارة:
تعد كنيسة القديسة بربارة من أجمل كنائس الأقباط، تم إنشاءها في أواخر القرن الرابع عشر، وكرست باسم السيدة بربارة التي ولدت في أوائل القرن الثالث الميلادي بانيكوميدا، إحدى بلاد الشرق في أسرة غنية وثنية، واعتنقت المسيحية على يد العلامة أوريجانس المصري، ورفضت الزواج؛ لتكريس حياتها لخدمة الديانة، التي اعتنقتها واستشهدت في عهد الإمبراطور الروماني ماكسيميانوس، بعد أن انتهرت أباها على عبادته الأوثان فغضب عليها وقتلها.
*كنيسة ماري جرجس:
كانت هذه الكنيسة من أجمل كنائس الحصن الروماني، شيدها الكاتب الثري أثناسيوس عام 684 ميلادية، ولكنها لسوء الحظ التهمتها النيران منذ ثمانين سنة، ولم يبق منها سوى قاعة استقبال بخارجها تعرف "بقاعة العرسان" يرجع تاريخها إلى القرن الرابع عشر.
*حصن بابليون:
يتميز هذا الموقع بأنه يتوسط مصر بين الوجه البحري والوجه القبلي، وبالتالي تم بناء حصن بابليون به للحماية العسكرية الرومانية؛ ليكون خط الدفاع الأول لبوابة مصر الشرقية، ومن خلاله يُحكم الرومان السيطرة على أي ثورات تقوم ضد حكمهم في الشمال أو الجنوب، ويطلق على الحصن مسمى قلعة بابليون أو قصر الشمع، ويرجع إطلاق هذا المسمى عليه لأنه كان أول كل شهر توقد الشموع على أحد أبراج الحصن، ويقع بداخل الحصن عدد من المعالم الأثرية القبطية منها المتحف القبطي وست كنائس قبطية ودير، وهي:
كنيسة العذراء والمعـروفة بالمعلقـــة - أبو ســرجه - القديســــة بربارة - مارجـــرجس - قصرية الريحــان - دير مار جرجس للراهبات - مار جرجس للروم الأرثوذكس بجانب المعبد اليهودي.
*المتحف القبطي:
يضم أيضا حصن بابليون هذا المتحف، الذي أسس عام 1910 على يد مرقس سميكة باشا، وذلك لأهمية وجود مكان يتسع؛ لضم مجموعات آثرية من العصر المسيحي، التي تم تخزينها في إحدى القاعات القريبة من الكنيسة المعلقة ولتسهيل دراسة تاريخ المسيحية في مصر.
تبلغ مساحة المتحف القبطي الكلية، الذي يرصد تاريخ المسيحية في مصر، نحو 8000 م كما يبلغ عدد مقتنياته نحو 16000 آثر رتبت تبعا لنوعياتها إلى اثني عشر قسما، عرضت عرضا علميا روعي فيه الترتيب الزمني، وأهم هذه المعروضات كتاب مزامير داود الذي خصصت له قاعة منفصلة.
*كنيسة قصرية الريحان:
أنشئت هذه الكنيسة في بداية القرن الرابع الهجري وتُعرف أيضا باسم كنيسة السيدة العذراء. وفى زمن الملك الحاكم بأمر الله سعى الروم في امتلاك كنيسة المعلقة بمساعدة أم الملك وكانت روميه، ولما عارض في ذلك القبط أمر الحاكم بإعطائهم كنيسة قصرية الريحان بدلًا عنها، وبعد وفاته استردها القبط مرة أخرى.
*المعبد اليهودي:
ويكمل مجمع الأديان آثار الديانات السماوية الثلاثة بوجود المعبد اليهودي، الذي كان في الأصل معبدا ثم تحول إلى كنيسة حتى عهد أحمد بن طولون وعاد مرة أخرى كمعبد بعد أن اشترته الطائفة اليهودية وزعيمها في ذلك الوقت إبراهيم بن عزرا، ولهذا يطلق على المعبد أيضًا معبد بن عزرا.
ويستمد المكان أهميته من وجود صندوق سيدنا موسى به ويشرف أيضا بأنه المكان الذي شهد وقوف وصلاة سيدنا موسى بعدما كلفه الله بالرسالة، ويدلل على ذلك الكتابات المحفورة على تركيبة رخامية في منتصف المعبد، ولذا يعتبر المعبد مزارًا هامًا بالنسبة لعدد كبير من السائحين وخصوصًا السائحين اليهود.