السبت 06 يوليو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

العالم

زيتون تل الرميدة في الخليل نموذج للصراع الدائر على الأرض

زيتون تل الرميدة
زيتون تل الرميدة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يجتهد المزارع رائد أبو مرخية في جمع ثمار الزيتون من شجرة يعود عمرها إلى ما يقرب من ألفي عام قبل حلول المساء في منطقة تل الرميدة المطلة على البلدة القديمة في الخليل.

تبعد شجرة الزيتون عدة امتار عن بيت يقيم فيه مستوطن يهودي منذ مطلع ثمانيات القرن الماضي.

وقال أبو مرخية لرويترز فيما كان يقف جندي إسرائيلي على بعد امتار يحرس منزل المستوطن "لقد اعطونا (الجيش الإسرائيلي) عشرة أيام لننهي جمع الزيتون. لدى 23 شجرة ويجب أن انتهى منها قبل انتهاء المدة."

وتقع منطقة تل الرميدة تحت السيطرة الإسرائيلية الكاملة حسب اتقافية الخليل التي وقعها الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي في عام 1997 وقسمت المدينة إلى قسمين واحد تحت السيطرة الفلسطينية الكاملة والاخر الذي يعيش فيه ما يقرب من 500 مستوطن تحت السيطرة الإسرائيلية.

قال أبو مرخية "كثيرا ما يحاول المستوطنون الذين يسكنون هنا منعنا من جمع ثمار الزيتون ولكننا لن نعطيهم الفرصة بان يمنعونا من ذلك."

ويشكل قطف الزيتون الذي عادة ما يكون في شهر أكتوبر تشرين الأول موسما احتفاليا لدى الفلسطينيين تعمل فيه حسب الاحصائيات الرسمية ما يقارب من مئة ألف اسرة.

وأعلنت الحكومة الفلسطينية يوم الخميس عن عطلة رسمية ليتمكن الطلاب والموظفون من مساعدة اسرهم على قطف ثمار الزيتون.

وتشير الاحصائيات الفلسطينية إلى أن هناك ما يزيد عن 11 مليون شجرة زيتون يعود عمر عدد منها إلى ما يقرب من الفي عام مزروعة على نحو مليون دونم (250 ألف فدان).

وقال زكريا السلاودة وكيل وزارة الزراعة لرويترز "نعمل سنويا على زيادة عدد اشجار الزيتون المزروعة. والمخطط لدينا مع نهاية العام أن نكون قد زرعنا 600 ألف شجرة جديدة."

وتابع قائلا "إضافة إلى البعد الاقتصادي لزراعة أشجار الزيتون ومساعدة الاسر الفلسطينية على تحسين دخلها فإن لذلك أبعادا سياسية تتمثل في الحفاظ على الارض من عمليات المصادرة والنهب التي يقوم بها المستوطنون."

وتحدث السلاودة عن عودة الاهتمام بقطاع الزراعة بكافة أنواعها في الأراضي الفلسطينية ومن ضمنها زراعةالزيتون ذات الجدوى الاقتصادية.

وقال "تعمل الوزارة على مساعدة المزراعين الذي تتعرض مزروعاتهم لاعتداءات من قبل المستوطنين. وفي كثير من الاحياء تكون هذه الاعتداءات ضد اشجار الزيتون." وأوضح أن الوزارة تقدم أشتالا جديدة لزراعتها بدلا من تلك التي خربها المستوطنون.

وأضاف "آخر هذه الاعتداءات كانت بقطع المستوطنين لما يقرب من 60 شجرة في قرية ياسوف في محافظة سلفيت."

وتبدأ شجرة الزيتون بالإنتاج بعد خمس سنوات من زراعتها وتعتمد على مياه الامطار ويمكن أن تنمو في المناطق الجبلية.

ويستخدم الفلسطينيون الزيتون الذي يقدر إنتاجه في السنوات الجيدة بنحو 33 ألف طن إضافة إلى إنتاج زيت الزيتون في عمل مواد التجميل إضافة إلى صناعة الصابون التقليدية.

وطور الفلسطينيون استخدام المخلفات الناتجة عن عصر الزيتون أو ما يعرف بالجفت من خلال عمل قوالب منه تستخدم في التدفئة إلى جانب الحطب إضافة إلى استخدامه كسماد للتربة.

ويملك الفلسطينيون ما يزيد عن مئة شجرة زيتون في تل الرميدة تعود في مجملها إلى الفترة الرومانية القديمة قبل نحو ألفي عام.

قال أبو مرخية أن المستوطنين يحاولون تخريب هذه الاشجار بقطعها أو حرقها مضيفا أن هذه الاشجار التي تعرف بالزيتون الروماني لا تعود إلى الحياة كما الغرس الجديد.

وإلى جوار الشجرة التي كان أبو مرخية وأفراد أسرته يجمعون ثمرها كان هناك نحو عشر شجرات زيتون رومانية جافة قال أن المستوطنين خربوها.

ولم يتسن الحديث لاحد المستوطنين الذين يقطنون المنطقة للحصول على تعقيب منه.

وقال أبو مرخية أن ما يجمعه من ثمار الزيتون يكفيه واسرته خلال العام وان الإنتاج يختلف من سنة إلى أخرى.

وتساعد مجموعة من الشبان الفلسطينيين تطلق على نفسها اسم (شباب ضد الاستيطان) أبو مرخية على قطف ثمار زيتونه كما تمد يد العون لمزارعين آخرين خصوصا في المناطق القريبة من المستوطنات.

وقال الشاب أحمد عمرو الناشط في تجمع (شباب ضد الاستيطان) أثناء تواجده مع عائلة أبو مرخية "يقترب عددنا من 50 شابا وينضم الينا أحيانا متطوعون أجانب من نشطاء السلام الاسرائيليين ونساعد المزارعين في قطف ثمار زيتونهم."

وأضاف "نجحنا في تحويل منزل في تل الرميدة يقع إلى جانب منزل استولى عليه أحد المستوطنين إلى مركز لنشطائنا في مساعدة الناس على مواجهة المستوطنين."

وتابع قائلا إن استيلاء المستوطنين على منطقة تل الرميدة بدأ مطلع الثمانينات وأطلق المستوطنون -الذين يتمثلون حاليا في خمس عائلات- على المنطقة اسم مستوطنة (رمات ياشاي).

وقال "يحاول المستوطنون بكل السبل التضييق على السكان الفلسطينيين الذين يزيد عددهم عن 65 عائلة لاجبارهم على مغادرة المكان."

وأضاف "الحفريات التي تشاهدها في المنطقة يقوم بها المستوطنون إضافة إلى أنه يسمح لهم بعمل كل ما يريدون من أعمال بناء وحفر فيما يمنع الفلسطينيون حتى من إقامة سياج على قطعة ارض يملكونها."

ويضطر سكان بعض المنازل إلى سلك طريق وعرة للوصول إلى المنطقة في حين يستخدم المستوطنون طرقا اسهل خاصة بهم.

محمد اقنيبي هو أحد من يملكون أشجار زيتون في منطقة تل الرميدة وقال أن لديه صك ملكية لها يعود للفترة العثمانية قبل 400 سنة. وهو يخشى أن تؤدي المخططات الإسرائيلية إلى مصادرة مساحة منها.

وقال لرويترز أثناء تفقده أشجاره "خضت معركة قضائية على مدى خمس سنوات لاقامة سياج حول ارضي. وبعد أن وضعت السياج يعمل المستوطنون على تخريبه."

وأخرج ورقة من جيبه قال إنها صورة لما سيحدث لارضه بعد أن تمد السلطات الإسرائيلية شوارع لربط ثلاث مستوطنات في الخليل ببعضها.

وقال "إذا اقتلع المستوطنون شجرة الزيتون المباركة من ارضنا فانهم سيقتلعوننا نحن أيضا. ولكننا لن نسمح لهم."

وأضاف "عملت على زراعة غراس زيتون جديدة ولكنهم اقتلعوها. قال لي أحد المستوطنين انهم كانوا هنا قبل 2000 سنة وان هذه الارض لهم."

وأوصى اقنيبي أولاده الثلاثة عشر بالحفاظ على الارض وعلى شجر الزيتون المزورع فيها.