العالم العربى يقع بين دولتين كل منهما تريد بناء امبراطوريتها الخاصة فى الدول العربية، فتركيا تريد أن ترجع عقارب الساعة إلى الوراء حتى تقيم دولة الخلافة العثمانية، وإيران تريد أن تهيمن على العالم العربى وتقيم الامبراطورية الفارسية الشيعية، وفوقهما المصالح الأمريكية والاسرائيلية التى تدعم الارهابيين بيد وتحاربهم بالأخرى، وخطوط التماس بين أمريكا وكل من تركيا وإيران تتقاطع فى نقاط وتبعد فى نقاط أخرى، ويراهن البعض على الخلافة تارة والامبراطورية تارة أخرى، ولكن كان هذا قبل أن تتحطم تلك المخططات على صخرة ثورة 30 يونيو، فقد كانت تركيا تعول على الاخوان المسلمين فى بناء الخلافة عبر تعيين مرسى على مصر وتعيين منصف المرزوقى على تونس، والبقية أتت أو تأتى، وتتفرغ تركيا "الباب العالى" لوضع السياسة العامة للمنطقة العربية بأسرها بل بالشرق الأوسط كله اقتصاديًا وعسكريًا كما كانت فى السابق.
ولكن حلم أردوغان تحول إلى كابوس يوم 30، ولذلك مازال يتمسك بعدائه لمصر والمصريين ويساعد إسرائيل سرًا وعلنًا وكأن الشعب العربى فى غيبوبة من أمره ولا يعلم أن تركيا هى الوسيط فى تحركات البترول وأثمانه من الاكراد إلى إسرائيل.
أما إيران فهى أحكم من أن تجاهر بالعداء لمصر؛ بل تعلن أنها على استعداد أن تتبادل البعثات الدبلوماسية والتعاون فى كل مجالات الحياة إذا قبلت مصر، وفى الوقت نفسه لا تزيل أسباب الجفاء وتظن أن مصر ممكن أن تتقدم إليها طواعية مستغلة الحرج الاقتصادى والامنى لها، ولكن المصريين الذين وقفوا وقفة رجل واحد وأعلنوا رغبتهم فى رحيل الإخوان يستطيعون أن يقوموا من عثرتهم سواء الاقتصادية أو الأمنية والدليل على ذلك شهادات قناة السويس الجديدة التى هى بمثابة صندوق استفتاء جديد يضاف إلى انتخاب السيسى، وقد أدرك الرئيس الأمريكى أوباما أن شراء شهادات قناة السويس الذى بلغ 62 مليار جنيه فى عشرة أيام هو إعادة انتخاب للسيسى لذلك سعى لمقابلته.
ولكن الحجر الكئود الذى لا يمكن كسره هو حاجز اللغة، وهو أحد المعاول التى هدمت الامبراطوريتان الفارسية والعثمانية، فالخلافة العثمانية لم تستطع أن تتغلغل فى الثقافة العربية ولا المصرية بالتحديد، بل إن الثقافة المصرية واللسان العربى أثر فيها أيما تأثير، ولذلك نرى السلطان سليم الأول ينقل كل الحرفيين مع عائلاتهم إلى الأستانة (وهذا سر تفوق التراكوة فى الصناعات اليدوية حتى الآن)، ولم تستطع إيران أن تؤثر فى اللسان العربى وتفرض التشيع حتى على الجيران الأقربين، وإذا كانت نقطة التماس بين أمريكا وإيران هى الحرب بين السُّنة والشيعة فلن تستطيع إيران أن تستمر فى المد الشيعى أيضًا بسبب اللغة.
والواقع الذى يمليه الواقع علينا أن مصر هى رائدة العالم العربى؛ لأنها تتكلم بلسانهم أيضًا أقوى جيش فى المنطقة والحافظ على المذهب السنى الوسطى، أيضًا الفنون المصرية هى القوى الناعمة التى فرضت اللهجة المصرية التى يفهمها العرب على اختلاف أوطانهم.
أيتها اللغة العربية، كم أحبك.. أيها اللسان العربى، كم أقدرك.. وطالما بقيت أيها اللسان فسيحفظ الله أوطاننا من كل شر.
ولكن حلم أردوغان تحول إلى كابوس يوم 30، ولذلك مازال يتمسك بعدائه لمصر والمصريين ويساعد إسرائيل سرًا وعلنًا وكأن الشعب العربى فى غيبوبة من أمره ولا يعلم أن تركيا هى الوسيط فى تحركات البترول وأثمانه من الاكراد إلى إسرائيل.
أما إيران فهى أحكم من أن تجاهر بالعداء لمصر؛ بل تعلن أنها على استعداد أن تتبادل البعثات الدبلوماسية والتعاون فى كل مجالات الحياة إذا قبلت مصر، وفى الوقت نفسه لا تزيل أسباب الجفاء وتظن أن مصر ممكن أن تتقدم إليها طواعية مستغلة الحرج الاقتصادى والامنى لها، ولكن المصريين الذين وقفوا وقفة رجل واحد وأعلنوا رغبتهم فى رحيل الإخوان يستطيعون أن يقوموا من عثرتهم سواء الاقتصادية أو الأمنية والدليل على ذلك شهادات قناة السويس الجديدة التى هى بمثابة صندوق استفتاء جديد يضاف إلى انتخاب السيسى، وقد أدرك الرئيس الأمريكى أوباما أن شراء شهادات قناة السويس الذى بلغ 62 مليار جنيه فى عشرة أيام هو إعادة انتخاب للسيسى لذلك سعى لمقابلته.
ولكن الحجر الكئود الذى لا يمكن كسره هو حاجز اللغة، وهو أحد المعاول التى هدمت الامبراطوريتان الفارسية والعثمانية، فالخلافة العثمانية لم تستطع أن تتغلغل فى الثقافة العربية ولا المصرية بالتحديد، بل إن الثقافة المصرية واللسان العربى أثر فيها أيما تأثير، ولذلك نرى السلطان سليم الأول ينقل كل الحرفيين مع عائلاتهم إلى الأستانة (وهذا سر تفوق التراكوة فى الصناعات اليدوية حتى الآن)، ولم تستطع إيران أن تؤثر فى اللسان العربى وتفرض التشيع حتى على الجيران الأقربين، وإذا كانت نقطة التماس بين أمريكا وإيران هى الحرب بين السُّنة والشيعة فلن تستطيع إيران أن تستمر فى المد الشيعى أيضًا بسبب اللغة.
والواقع الذى يمليه الواقع علينا أن مصر هى رائدة العالم العربى؛ لأنها تتكلم بلسانهم أيضًا أقوى جيش فى المنطقة والحافظ على المذهب السنى الوسطى، أيضًا الفنون المصرية هى القوى الناعمة التى فرضت اللهجة المصرية التى يفهمها العرب على اختلاف أوطانهم.
أيتها اللغة العربية، كم أحبك.. أيها اللسان العربى، كم أقدرك.. وطالما بقيت أيها اللسان فسيحفظ الله أوطاننا من كل شر.