ملالا حكاية وطن . لم تفز ملالا بجائزة نوبل ، لكن الجائزة الشهيرة هى التى فازت بملالا ، تلك المُغردة السمراء التى قاومت الظُلم والجهل والتطرف ورفعت لاءاتها ضد المجتمع الفاشى الذكورى الغارق فى ضلالات التعصب .
كانت ملالا الباكستانية وحيدة ، مٌضطهدة ، مُستبعدة ، ممنوعة ، لكنها قاومت وناضلت من أجل تعليم النساء وتثقيفهن ومشاركتهن سياسيا . واجهت الفتاة الصغيرة جحافل التطرف الدينى وحدها دون خوف أو حسابات ، وقفت أمام شيوخ القبيلة رافضة مُتحدية مٌبشرة بعالم آخر ونساء آخريات ، دافعت البنت الجميلة عن حق النساء فى التفكير والتدبير واتخاذ القرار والرفض والمعارضة .
هُن كائنات بشرية مهمة ، مواطنات لهن ذات الحقوق ، مفكرات ومناضلات ، وداعمات للحضارة والجمال والمدنية . لسنَّ تراثا أو عقارا ، ولسنّ أدوات مُتعة ، أو خادمات مهمتهن اسعاد الرجل . هُن نصف الوطن ونصف الخير ونصف الحب ، ونصف العدل ، ونصف الحكمة ونصف التنمية ونصف التقدم .
هم ــ إن شئنا صدقا ــ الحضارة الحقيقية ، لكن الذين ظلموا يجحدون . إننا بذكوريتنا الغالبة فى مصر والعالم العربى غضضنا الطرف عن لالا . نصبنا خيام الصمت على فوزها التاريخى . بنينا جدار السكوت على حكاياتها.
كأن النساء هُن عارنا الأبدى الذى نخجل منه ، كأنهن شرفنا الذى نغار منه لا عليه . بل إنه خزُينا وجحودنا واستكبارنا أن نُحيى امرأة أو نصفق لسيدة أو نكرّم فتاة . لهذا لم نحتفل فى مصر وبلاد الأعراب بملالا حق الاحتفال ، ولم نحتف بفوزها الاحتفاء الواجب .
إن النساء فى بلادى مُستبعدات من السياسة والحكم ، مغضوب عليهن فى دنيا المال والأعمال ، مرسومات كمجرد صيد فى مجتمع الثقافة ، يُنظر إليهن دائما باعتبارهن سلعة ، وحٌلية ، وزينة اجتماعية . منذ نادى قاسم أمين بتحرير المرأة والحواجز تُبنى كل يوم ، والحفر تُحفر ، والمطبات توضع فى طريق تحررها .
باسم الدين شوهوا كينونتها ، وباسم الُعرف كُبلت بين " العيب " و" الأصول " ، وباسم الذكورة المتوحشة استبعدت من الاضواء ، وإلا خبرونى بنساء عظيمات فى عالم السياسة ، أو سيدات رائدات فى عالم البزنيس .
ملالا الباكستانية قاومت وعانت ونجحت ، ونحن ننتظر ملالا مصرية تُعيد المجد للأقراط والضفائر .
والله أعلم .
كانت ملالا الباكستانية وحيدة ، مٌضطهدة ، مُستبعدة ، ممنوعة ، لكنها قاومت وناضلت من أجل تعليم النساء وتثقيفهن ومشاركتهن سياسيا . واجهت الفتاة الصغيرة جحافل التطرف الدينى وحدها دون خوف أو حسابات ، وقفت أمام شيوخ القبيلة رافضة مُتحدية مٌبشرة بعالم آخر ونساء آخريات ، دافعت البنت الجميلة عن حق النساء فى التفكير والتدبير واتخاذ القرار والرفض والمعارضة .
هُن كائنات بشرية مهمة ، مواطنات لهن ذات الحقوق ، مفكرات ومناضلات ، وداعمات للحضارة والجمال والمدنية . لسنَّ تراثا أو عقارا ، ولسنّ أدوات مُتعة ، أو خادمات مهمتهن اسعاد الرجل . هُن نصف الوطن ونصف الخير ونصف الحب ، ونصف العدل ، ونصف الحكمة ونصف التنمية ونصف التقدم .
هم ــ إن شئنا صدقا ــ الحضارة الحقيقية ، لكن الذين ظلموا يجحدون . إننا بذكوريتنا الغالبة فى مصر والعالم العربى غضضنا الطرف عن لالا . نصبنا خيام الصمت على فوزها التاريخى . بنينا جدار السكوت على حكاياتها.
كأن النساء هُن عارنا الأبدى الذى نخجل منه ، كأنهن شرفنا الذى نغار منه لا عليه . بل إنه خزُينا وجحودنا واستكبارنا أن نُحيى امرأة أو نصفق لسيدة أو نكرّم فتاة . لهذا لم نحتفل فى مصر وبلاد الأعراب بملالا حق الاحتفال ، ولم نحتف بفوزها الاحتفاء الواجب .
إن النساء فى بلادى مُستبعدات من السياسة والحكم ، مغضوب عليهن فى دنيا المال والأعمال ، مرسومات كمجرد صيد فى مجتمع الثقافة ، يُنظر إليهن دائما باعتبارهن سلعة ، وحٌلية ، وزينة اجتماعية . منذ نادى قاسم أمين بتحرير المرأة والحواجز تُبنى كل يوم ، والحفر تُحفر ، والمطبات توضع فى طريق تحررها .
باسم الدين شوهوا كينونتها ، وباسم الُعرف كُبلت بين " العيب " و" الأصول " ، وباسم الذكورة المتوحشة استبعدت من الاضواء ، وإلا خبرونى بنساء عظيمات فى عالم السياسة ، أو سيدات رائدات فى عالم البزنيس .
ملالا الباكستانية قاومت وعانت ونجحت ، ونحن ننتظر ملالا مصرية تُعيد المجد للأقراط والضفائر .
والله أعلم .