الأحد 24 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

بدل السكوت .. كم "ملالا" فى مصر؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ملالا حكاية وطن . لم تفز ملالا بجائزة نوبل ، لكن الجائزة الشهيرة هى التى فازت بملالا ، تلك المُغردة السمراء التى قاومت الظُلم والجهل والتطرف ورفعت لاءاتها ضد المجتمع الفاشى الذكورى الغارق فى ضلالات التعصب .
كانت ملالا الباكستانية وحيدة ، مٌضطهدة ، مُستبعدة ، ممنوعة ، لكنها قاومت وناضلت من أجل تعليم النساء وتثقيفهن ومشاركتهن سياسيا . واجهت الفتاة الصغيرة جحافل التطرف الدينى وحدها دون خوف أو حسابات ، وقفت أمام شيوخ القبيلة رافضة مُتحدية مٌبشرة بعالم آخر ونساء آخريات ، دافعت البنت الجميلة عن حق النساء فى التفكير والتدبير واتخاذ القرار والرفض والمعارضة .
هُن كائنات بشرية مهمة ، مواطنات لهن ذات الحقوق ، مفكرات ومناضلات ، وداعمات للحضارة والجمال والمدنية . لسنَّ تراثا أو عقارا ، ولسنّ أدوات مُتعة ، أو خادمات مهمتهن اسعاد الرجل . هُن نصف الوطن ونصف الخير ونصف الحب ، ونصف العدل ، ونصف الحكمة ونصف التنمية ونصف التقدم .
هم ــ إن شئنا صدقا ــ الحضارة الحقيقية ، لكن الذين ظلموا يجحدون . إننا بذكوريتنا الغالبة فى مصر والعالم العربى غضضنا الطرف عن لالا . نصبنا خيام الصمت على فوزها التاريخى . بنينا جدار السكوت على حكاياتها.
كأن النساء هُن عارنا الأبدى الذى نخجل منه ، كأنهن شرفنا الذى نغار منه لا عليه . بل إنه خزُينا وجحودنا واستكبارنا أن نُحيى امرأة أو نصفق لسيدة أو نكرّم فتاة . لهذا لم نحتفل فى مصر وبلاد الأعراب بملالا حق الاحتفال ، ولم نحتف بفوزها الاحتفاء الواجب .
إن النساء فى بلادى مُستبعدات من السياسة والحكم ، مغضوب عليهن فى دنيا المال والأعمال ، مرسومات كمجرد صيد فى مجتمع الثقافة ، يُنظر إليهن دائما باعتبارهن سلعة ، وحٌلية ، وزينة اجتماعية . منذ نادى قاسم أمين بتحرير المرأة والحواجز تُبنى كل يوم ، والحفر تُحفر ، والمطبات توضع فى طريق تحررها .
باسم الدين شوهوا كينونتها ، وباسم الُعرف كُبلت بين " العيب " و" الأصول " ، وباسم الذكورة المتوحشة استبعدت من الاضواء ، وإلا خبرونى بنساء عظيمات فى عالم السياسة ، أو سيدات رائدات فى عالم البزنيس .
ملالا الباكستانية قاومت وعانت ونجحت ، ونحن ننتظر ملالا مصرية تُعيد المجد للأقراط والضفائر .
والله أعلم .