الأربعاء 09 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

رهان الاخوان فى سيناء

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فضحت قيادات من جماعة الاخوان نفسها، حين أعلنت مسئوليتها عن تحركات التنظيمات الارهابية فى سيناء، نلك التى استهدفت أكمنة الجيش والشرطة، وتفجير خطوط انابيب الغاز، وقتل الابرياء، وخطف الجنود.
كانت الارض مهيئة، الى حد كبير، أمام هذه التحركات، خاصة مع شق مئات الأنفاق الى غزة، وتواتر اعداد كبيرة من أبناء القطاع، ممن تم منحهم الجنسية المصرية خلال العام الماضى، وعودة عشرات الإرهابيين من الخارج، واتخاذهم سيناء كمأوى، و ما أحدثه تزايد البطالة بين شبابها، وبيع الأراضى المستصلحة منها لمستثمرين من خارجها، وحرمان أبنائها، والاكتفاء فى تعميرها بإقامة قرى ومنتجعات سياحية، على انضمام البعض من السيناويين الى تنظيمات متشددة،ناهينا عن حالة العجز الامنى السائدة فيها،بسبب من محدودية عدد قوات الأمن المصرية، و تدنى نوعية أسلحتها، كما نصت على ذلك اتفاقية كامب ديفيد، زادها اقتراب موعد بدء تنفيذ مشروع “,” تنمية محور قناة السويس والذى “,”، والذى كان من شأنه أن يمثل عازلا بين سيناء و امتدادها المصرى فى الدلتا، بما يزيد من عزلة أرض الفيروز، ويجعلها نهبا للإرهابيين.
وفى سيناء، تبرز من بين هذه التنظيمات المتشددة، أربعة تيارات تمثل محور تلك التنظيمات : أولها جماعات السلفية العادية، وهى تنتشر بطول سيناء وعرضها، وعددها قرابة العشرة آلاف، وينتهجون نهجا سلميا لا يميل الى العنف.
و ثانيها جماعات السلفيين الجهاديين، وترفع راية الجهاد فى وجه اسرائيل، ومعظم أعضائها مرتبط فكريا أو تنظيميا بجماعات جهادية فلسطينية، وعددهم ما بين 1000-1500 عضو ينتشرون فى كل سيناء. و لا تأخذ هذه الجماعات شكلا تنظيميا واحدا، بل تمتد على أكثر من شكل، أشهرها وأكبرها “,” الجهاد والتوحيد “,” ، يليها “,” أنصار الجهاد “,” و “,” السلفية الجهادية “,” وأحدثها تنظيم “,” مجلس شورى المجاهدين – أكناف بيت المقدس “,” و هذا الأخير يتبع تنظيم القاعدة، و يقوده أبو قتادة المقدسى، الفلسطينى الجنسية.
ويحمل أعضاء هذه الجماعات السلاح، ويتلقون تدريبات عسكرية شبه منظمة على يد بعض أعضاء الجماعات الجهادية الفلسطينية، كما ان عددا كبيرا من المنتمين للجماعات الجهادية الفلسطينية كان ينتقل لسيناء، هربا من الحصار أو للتدريب فى بعض المناطق الصحراوية البعيدة عن اى رقابة بوسط سيناء، فضلا عن تعاون الجماعات الجهادية الفلسطينية مع نظيرتها المصرية فى نقل السلاح لغزة عبر الأنفاق، وفى إخفاء بعض عناصرها حال توتر الأوضاع بالقطاع. وهم لا يدخلون فى مواجهات مسلحة مع الجيش، وكل عدائهم مع جيش الاحتلال الاسرائيلى.
وثالثها السلفيون التكفيريون، وهم الأكثر خطورة لانتهاجهم فكرا متطرفا، يقوم على مبدأ الجهاد ضد الكفار، معتبرين أن هذا التوصيف يشمل كل من لا يهتم شروع الله. عددهم نحو (1500) شخص، ويتمركزون فى المنطقة الحدودية جنوب الشيخ زويد ورفح ووسط سيناء. ويدخل ضمن هذا التيار المتشدد تنظيمات مثل “,” التكفيريين “,” و “,” التكفير والهجرة “,” و “,” الرايات السوداء “,” ويسيرون تحت قيادة تنظيم سلفى تكفيرى يدعى “,” جلجلة “,” و مقره غزة، ويعملون على استقطاب تجار المخدرات والسلاح من أجل تمويلهم، و يعد المخطط الأكبر لهم هو تحويل سيناء الى إمارة إسلامية، مستخدمين لذلك المنشورات والكتيبات التى تروج لأفكارهم.
ورابعها مجموعة من الخلايا النائمة غير المحددة الفكر بشكل واضح، فيما تنتهج خليطا من الأفكار السلفية والجهادية والتكفيرية، لكن معظمها لا يعمل بشكل تنظيمى، غير أنها عقدت مؤخرا تحالفا مع السلفية الجهادية و تنظيم القاعدة و جماعة الأخوان، من أجل استعادة سيناء من الجيش المصرى، و اعلانها امارة اسلامية منفصلة عن مصر. وقد وجدت هذه التنظيمات فى سيناء موقعا ملائما لتحركاتها بالنظر الى طبيعة المنطقة الوعرة، وطرقها ودروبها الجبلية والصحراوية، ساعد عليها تواصل هذه المنطقة العشائرية مع محافظة الشرقية المصرية، وقطاع غزة وصحراء النقب، و محافظة معان الاردنية، والمنطقة السعودية الشمالية، لكن ثورة الثلاثين من يونيو أوقفت هذا المخطط الارهابى، حين بدأت القوات المسلحة فى اغلاق الانفاق، وتعقب المتطرفين، كى تعود سيناء مرة أخرى فتجهر بهويتها المصرية.