الإثنين 06 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

المصريون.. لماذا أحبوا السيسي؟!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
- يخطئ من يظن أن الشعب المصرى يحب أو يكره الرئيس، أى رئيس بلا سبب موضوعى، والشعب المصرى زى ما قال المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء فى حواره المهم والصريح مع الكاتب الصحفى عبد الرحيم على: "هذا الشعب العظيم رفض تغيير شخصيته وحيويته".. وأضاف: "الشعب المصرى محدش قدر يغير الـ DNA بتاعه".. وأضاف: "الشعب أكثر صلابة وسوف تنكسر على إرادته أى صخرة".
هذا الكلام المهم والخطير لرئيس الوزراء عن الشعب المصرى يعنى ببساطة أن الشعب المصرى لديه من الوعى والرشد والعبقرية ما يجعله يفرق بين الحاكم الصالح والطالح، وبين الحاكم الوطنى والعميل.. ومواقف الشعب المصرى مع الحكام أو الرؤساء الذين حكموا بذلك بدءًا من حكم عبد الناصر ومروراً بالسادات ثم مبارك ثم المعزول محمد مرسى... وانتهاء بوزير الدفاع المشير السيسى الذى أرسلته العناية الإلهية بعد مؤامرة عزل المشير طنطاوى وزير الدفاع السابق على يد الإخوان الإرهابيين.. وعندما جاء الإخوان للحكم بمؤامرة تزوير الانتخابات الرئاسية بفعل فاعل هو حاتم بجاتو القابع بدون وجه حق فى المحكمة الدستورية العليا، وبعد عدة أشهر من حكم الإخوان استشعر الشعب المصرى المناضل طوال تاريخه أن مصر فى طريقها للانهيار والتقسيم والتفتيت.. والإرهاب يكاد يعصف بمصر.. ومؤسسات الدولة تتفكك وتنهار وأصبح هناك خوف حقيقى لدى الشعب المصرى على قواته المسلحة عمود الخيمة والحصن الأمين لمصر وشعبها وأمتها.. فقرر الشعب أن يسقط حكم المرشد والرئيس فى الموعد المحدد 30 يونيو 2013 فى مظاهرات حاشدة لم يعرفها التاريخ البشرى من قبل ، وبالفعل أسقط الشعب الرئيس والنظام فى حماية الجيش والشرطة..
- مثل هذا الشعب الذى يمتلك هذه الجينات هو الذى يختار الرئيس، وإذا فشل فى حكم الشعب هو الذى يسقطه أيضاً.. وهذا يعنى أن الشعب يرفض تألية الرئيس... لأنه يختار الرئيس أو يرفضه لأسباب موضوعية.
- من يدعى أن الشعب يعتبر الرئيس إلهاً وأهم لأنه يقلل من قيمة وعبقرية وجينات هذا الشعب، ومن يقرأ تاريخ الشعب المصرى مع رؤسائه سوف يسقط هذه النظرية والدليل حكم مبارك ومرسى.
- أعود للإجابة عن السؤال الذى بدأت به عنوان المقال: المصريون لماذا أحبوا الرئيس؟!.. منذ عام تقريباً عندما كان الرئيس السيسى وزيراً للدفاع أكدت جينات المصريين أن هذا الرجل الأمين على الوطن والشعب ينبغى أن يكون الرئيس، وعندما قرر الرئيس المعزول مرسى فرض حالة الطوارئ فى مدن القناة.. ماذا فعل الشعب المصرى هناك؟!... خرج إلى الشوارع يرفض الحظر ويلعب الكرة مع جنود الجيش ورفض الأزعام لقرارات المعزول.. ليس هذا فقط ولكن الشعب العبقرى بدأ حملة توكيلات فى الشهر العقارى بدأت بمدن القناة وامتدت لكل محافظات مصر من أجل أن يتولى السيسى حكم البلاد بدلاً من المعزول لحين إجراء انتخابات رئاسية مبكرة.. وفى الأيام الأخيرة قبل موعد الثورة كان المشير السيسى وزير الدفاع يبعث برسائل اطمئنان للشعب ليطمئن على مصر وقواته المسلحة.. كان السيسى مثل كل قادة الجيش المصرى العظيم كالأسد.. فى مواجهة العصابة الباغية والإخوان الإرهابيين، وتعهد بحماية الجيش والشرطة لثورة الشعب وحماية مصر وأمنها القومى.. وبعد الثورة تجلت عبقرية الشعب المصرى فى التلاحم العظيم مع الجيش والشرطة، وانتصرت إرادة المصريين وأجبروا وزير الدفاع المشير السيسى أن يخلع بدلته العسكرية الطاهرة ويترشح للرئاسة بأمر الشعب... وإختيار الشعب للرئيس لم يكن تأليهاً له.. ولكنه اختيار سديد لرجل متدين بحب.. يخاف الله.. يحافظ على الوطن.. يحب الشعب ويكره الفساد..
- مثل هذا الرئيس من حقه أن يفتخر بشعبيته الجارفة مثلما قال أوباما للرئيس السيسى فى نيويورك : "شعبيتك أكثر من شعبيتى"..
لكل هذه الأسباب سوف يظل الشعب يحب الرئيس ولن يفكر فى تأليهه أبداً.. لأن الشعب المصرى شعب متدين بمسلميه وأقباطه.. يعبدون إلهاً واحداً ولا يألهون الرئيس!.