السبت 19 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

العالم

الهجرة الدولية: غرق 700 مهاجر غير شرعي من إفريقيا والشرق الأوسط

مهاجرين غير شرعيين
مهاجرين غير شرعيين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تعرض 700 مهاجر غير شرعي من دول إفريقيا والشرق الأوسط للغرق في مياه البحر الأبيض المتوسط منذ بداية العام الجارى .
وذكرت منظمة الهجرة الدولية إن 500 مهاجر غير شرعي أصبحوا في عداد المفقودين بعد قيام مهربين بإغراق السفينة التي كانت تقلهم قبالة سواحل مالطا ما قد يشكل الحادث الأخطر من نوعه خلال السنوات الماضية.. فيما أعلنت البحرية الليبية أن عشرات من مهاجرين آخرين فقدوا أيضا في غرق سفينتهم شرق طرابلس.
وفي الوقت نفسه، قال سلاح البحرية الإيطالي إنه أنقذ نحو 2380 شخصا بينما كانوا يحاولون الهجرة سرا إلى أوروبا، في إطار برنامج ضخم أطلق عليه اسم "ماري نوستروم" الذي وضع بعد مقتل أكثر من 400 مهاجر سري نتيجة غرق سفينتين كانتا تقلانهم في أكتوبر الماضي.
وقالت بحرية مالطا إن حادث الاصطدام وقع بين سفينة تقل ما بين 300 و400 مهاجر وسفينة أخرى تقل نحو ثلاثين شخصا كانت المياه تتسرب إليها فحاول ركابها إجبار السفينة الأخرى على التوقف ؛ ما أدى إلى غرق السفينتين.
ووقع الحادث في المياه الدولية على بعد نحو 300 ميل بحري جنوب شرق مالطا ولم يعرف شيء عنه إلا بعد انتشال سفينة شحن بنمية شخصين كانا لا يزالان على قيد الحياة.
وقبالة السواحل الليبية أنقذت البحرية الليبية 36 شخصا بينهم ثلاث نساء إثر غرق السفينة التي كانت تقلهم.. وقال العقيد الليبي أيوب قاسم إن "200 شخص وربما أكثر" كانوا على متن السفينة وأحصي عدد كبير من الجثث الطافية لكن قلة الموارد حالت دون انتشالنا الجثث، ولا سيما بعد حلول الظلام وكانت أولويتنا إنقاذ الأحياء".
وإضافة إلى ذلك تم إنقاذ 102 مهاجر إفريقي في البحر على بعد نحو 60 كلم شرق طرابلس حسب ما أفاد حرس الحدود الليبي الذي أشار إلى مقتل ثلاثة أشخاص غرقا وثلاثة مفقودين.
ويعاني الاتحاد الأوروبي ، وخاصة إيطاليا من زيادة معدل المهاجرين غير الشرعيين، إذ توضح آخر إحصائية أوردتها وسائل الإعلام على لسان السلطات الإيطالية أن العدد في النصف الأول من عام 2014 يزيد قليلا عن مجموع ما رصد في 2011 كاملا حسب وكالات الأنباء.
ويبدو أن جميع الجهات ذات الصلة بملف الحد من الهجرة غير الشرعية قد تعطلت بوصلتها عدا المهاجرين غير المبالين بأخطار الموت المحدق بهم خلال رحلتهم الطويلة لأوروبا، ويحدث كل هذا الزحف والاتحاد الأوروبي غارق في ملفاته الاقتصادية الداخلية كما أن شركاءه في مشروع وقف الهجرة غير الشرعية، هم الآخرون غارقون في أزماتهم الداخلية، فيما الجميع تلفهم الصدمة عقب كل كارثة غرق لمهاجرين. وسرعان ما تجرف عواصف الأحداث دول شمال المتوسط وجنوبه لتعود إلى ملفاتها المنفصلة في انتظار كارثة جديدة.
ومناشدة رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي أوروبا مؤخرا، الداعية لزيادة المساعدة في التصدي لموجات المهاجرين عبر البحر المتوسط بعد وصول 66 ألف مهاجر إلى سواحل إيطاليا العام الجاري مما يحطم الرقم القياسي المسجل في عام 2011 والبالغ 63 ألف مهاجر حسبما نشرته وكالات الأنباء، تعد تطورا لافتا ليس بسب قائمة الضحايا المأسأوية على الأقل على امتداد العام المنصرم وإنما عدد ضحايا (لامبدوزا) وحدها يعتبر فاجعة إنسانية. ومع ذلك فان اللافت هنا هو أن الحكومة الإيطالية وإن لم تعلن لكنها تتحسب لطوفان كاسح في طريقه لعبور إيطاليا في الطريق إلى الدول الأوروبية الأخرى إذ أن مجمل مجريات الأحداث في شمال إفريقيا والقرن الإفريقي على وجه الخصوص وهي مصدر لجحافل الزاحفين بحرا برغم آلاف الجثث التي ابتلعها البحر إلا أن رحلات مغامرات الموث لاتتوقف ليل نهار.
وبالعودة للمناشدة الإيطالية لجيرانها الأوروبيين فهي تبدو مبررة وتحمل في مضامينها غير المعلنة تذكير دول الاتحاد الأوروبي بأنها إن لم تجد الدعم لوقف الزحف لذلك كل أوروبا ستدفع فاتورة التبعات بلا استثناء.
وكانت الحكومة الإيطالية قد اقترحت أن يدفع الاتحاد الأوروبي التكلفه الشهرية لدورياتها البحرية حسب ما نشرت وكالات الأنباء والتي تبلغ نحو عشرة ملايين يورو (6ر13 مليون دولار) غير أن المربك في الأمر وما يضاعف تعقيداته هو وإن أغدق الأوربيون الدعم لخط دفاعهم الأول إيطاليا فإن حلول الأزمة تقبع بعيدا عند الساحل الجنوبي للبحر المتوسط وما وخلفه.
فهناك خمس دول تمثل مصدر القادمين عبر رحلات الموت سواء كانوا مواطنين في تلك الدول أو عابرين لها وهي ليبيا، مصر، سوريا، السودان، ثم اريتريا. ومن هنا تبدأ تعقيدات القضية ، ففي سوريا وعقب كل نشرة أخبار ودوي قنابل يزحف الهاربون من رائحة الموت ومشاهده صوب أي حدود دولية متاحة، وبعد تطورات ما بعد لافتات (داعش) في سوريا والعراق فإن مجموع الباحثين عن الأمان سيتضاعف ، و معسكرات اللاجئين السوريين في كل من الاردن ولبنان وتركيا تئن تحت وطأة معاناة الملايين وبالتالي لا مهرب أمان لهؤلاء سوى البحث عن طريق جديد بكل مخاطره ، وبالتالي يشق هؤلاء
السوريون طريقهم عبر أمواج البحر الأبيض عبر السواحل الليبية أو غيرها غير مبالين بمخاطر الموت ، فمن نجا من الموت عبر البراميل المتفجرة التي يلقيها عليهم النظام السوري، أو محاكم اللاعدالة للمجموعات المتطرفة من الجهة الثانية، أو مشقة عبور الحدود لمعسكرات اللجوء بكل مشاكلها من جهة ثالثة تراه يخشى خطر الموت على متن قارب ، أما مهربو البشر فكأنهم يحاكون بقصور بالغ دور ملك الموت إنهم يحملون المئات بعد قبضهم المال ثم يودعون جثامين الضحايا على باب البحر أو خفر السواحل الإيطالي ثم العودة في انتظار فوج جديد وموت جديد.
ولكي تتوقف تلك الأفواج فيجب أن تهدأ الأوضاع في سورية ولو إلى حين فمن يملك ذلك وكيف؟ الاتحاد الأوروبي نفسه يحدق في المشهد بلا فاعلية يشار إليها برغم استقباله عشرات الآلاف من اللاجئين السوريين بينما الموت يحاصر الملايين. وفقط وللتدليل على ذلك فإنه، ووفقا لوكالات الأنباء، فإن البحرية الإيطالية أعلنت أنها أنقذت 834 مهاجرا غير شرعي قبالة سواحل جزيرة مالطا، وتم نقلهم إلى ميناء ريجيو كالابريا بجنوب إيطاليا ( من بينهم 482 سوريا).
أما الآلاف القادمون من دولة اريتريا فيتبادلون، ولسنين مضت، مواقعهم مع من سبقوهم إلى معسكرات اللاجئين في شرق السودان، فثمة عشرات الآلاف ممن قهرهم نظام الحكم في اسمرا ولوا وجوههم شطر حدود السودان الشرقية حيث معسكرات (شقراب1 ، شقراب2، شقراب 3 ، وود شريفي ). لكن نظام الخرطوم، المتحالف في بعض الملفات مع النظام الاريتري وربما بتساهل من مفوضية الأمم المتحدة للاجئين في السودان، أعاد سجنهم بطريقة أخرى بإقامة تلك المعسكرات التي تشهد حوادث الاختطاف وموت الفاقة، وأحيانا ترحيل بعض طالبي اللجوء إلى بلادهمم .. كما ترفض السلطات السودانية
مقترح التوطين المحلي وتمارس سياسات تضييق عديدة تفتح الممر اليومي للهروب في رحلة طويلة عبر الصحراد ثم البحر…. وهنا السؤال أيضا .. هل يملك الاتحاد الأوروبي أو إيطاليا مع علاقاتها التاريخية بمستعمرتها السابقة ( اريتريا ) أي كروت ضغط أو حل لتخفيف جموع الزاحفين؟ وهل يمتلك مجموع المكونات الأممية أي قناة تفضي إلى إصلاح ولو في سياسات الحكم في اسمرا ؟ التي تعيش بمعزل عن المجتمع الدولي، أو يمضي المجتمع الدولي بعيدا عنها ولا يتذكر مأساة شعبها الا عند غرق مركب مهاجرين غير شرعيين في البحر المتوسط لأن ثلثهم في غالب الاحيان يكون من الاريتريين! ، حيث كان من ضمن الـ 834 مهاجرا غير شرعي الذين انقذوا قبالة سواحل جزيرة مالطا 36 اريتريا بحسب وكالات الأنباء.
وإذا صدقت الاخبار، التي حملتها وكالات الأنباء مؤخرا بخصوص فإن السودان سينظم مؤتمرا دوليا للحد من ظاهرة الاتجار بالبشر بمشاركة دول الجوار مصر واريتريا واثيوبيا وفقا لتصريحات منسوبة لوزير الدولة بوزارة الخارجية السودانية عبيد الله أحمد عبيد الله، فهي تفيد بأن المؤتمر سيعقد في أكتوبر المقبل وأنه قد تم الاتفاق على أن يقام في مصر أو السودان وعلى ضرورة تطوير الآليات الكفيلة بالتصدي لهذه الظاهرة، وكذلك وضع الاتفاقيات اللازمة لهذا الأمر.
ويكفي وللمرة الثالثة الإشارة إلى أنه، ووفقا لتصريحات البحرية الإيطالية الأسبوع الماضي فإن هذه البحرية أنقذت 834 مهاجرا غير شرعي قبالة سواحل جزيرة مالطا، وتم نقلهم إلى ميناء ريجيو كالابريا بجنوب إيطاليا، وأن من بين المهاجرين ( 177 مصريا و108 فلسطينيين و31 سودانيا ).
أما ليبيا فبحسب تصريحات رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رنزي، قائلا إن "عدد النساء والرجال والأطفال الذين يصلون إلى سواحلنا بلغ مستوى قياسيا ، وهم يأتون في 96٪ من الحالات من ليبيا" ، ولا يخفى على أحد أن المسيطر الأول على الأوضاع في ليبيا الآن هو حالة الفوضى الماثلة والسواحل المتنازع على تبعيتها وإدارتها بين مجموع الفصائل المتناحرة من جهة والحكومة الليبية من الجهة الاخرى ، وفي ظل مناخ اللااستقرار تولد مجموعات المستثمرين ليجنوا أرباحا طائلة في تجارة لا يخسرون فيها سوى موت آلاف الضحايا من الهاربين من الموت إلى الموت وهم حالمون.