تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
عقب أذان المغرب بقليل انفجرت قنبلة موضوعة أسفل سيارة بجانب سور قسم شرطة مركز أبوصير بالإسماعيلية مساء الأمس السبت، ولم تحدث خسائر في الأرواح، وإن دمرت ثلاث سيارات متوقفة بجانب سور قسم الشرطة.
إنها إشارات “,”النهاية“,” لجماعة احترفت الخداع والتضليل والكذب.. الإقصاء والاستعلاء والمغالبة.. المراوغة وازدواجية المواقف والخطابات.. جماعة أدمنت- على مدار تاريخها الممتد لأكثر من ثمانين عاما- تقديم نفسها في ثوب “,”الضحية“,”.. وسوقت بين عضويتها وأنصارها، وللرأي العام، نظرية “,”الابتلاء“,”.. و“,”المحن“,”.. التي تكسبها التماسك والتعاضد التنظيمي.. وأيضاً التعاطف والدعم في محيطها العام.. وتلك رؤية قيادات جماعة الإخوان التاريخية.. وآخرهم الدكتور محمود غزلان، صقر الجماعة والمتحدث الإعلامي باسمها وعضو مكتب إرشادها الحالي، الذي صرح مؤخرًا أن سقوط ضحايا “,”قتلى ومصابين“,” من بين صفوف الجماعة أمر جيد!! لأنه يكسب الجماعة (التنظيم والفكرة) التعاطف داخل الرأي العام.. هذه القاعدة “,”اللا إنسانية“,” التي تتعمد بالدماء.. دماء البسطاء والفقراء غالبا من عضوية الإخوان، إذ تكشف قدر التوحش والتلاعب والمتاجرة بأرواح البشر، تكشف في ذات الوقت مدى الانتهازية والتوسل بأساليب أبعد ما تكون عن مفاهيم ومقاصد التدين الحق.
نظرية “,”الابتلاء“,” و“,”المحن“,”.. التي أثبتت نجاعتها وجدواها في مناسبات/ أزمات سابقة في مسار ومسيرة الإخوان.. تبدو اليوم- مع انتقال الإخوان في العامين الأخيرين من ساحة المعارضة والاضطهاد إلى ساحة الحكم والتحكم والهيمنة- أقل جدوى، ولا تأتي بثمارها (التعاطف والمساندة والدعم) من الرأي العام.. خاصة بعد أن عايش الشعب المصري (الرأي العام) عن قرب جماعة الإخوان وهي تدير شئون البلاد.. رئاسة ووزارة وتشريع ومحافظين.. إلخ.
نعم.. لم تعد حيلة الظهور في ثوب الحمل الوديع المضطهد المقهور تنطلي على المصريين.. ومع ذلك ما زالت قيادات الإخوان تصر على ذات النهج بدفع أعضاء وأنصار الجماعة للتصادم والذهاب للتصعيد والوقوف على حافة الهاوية.. وآخر تجليات هذا النهج التصادمي المتعمد ما كان من إصرار قادة الجماعة على خط سير تظاهرة المنصورة أول أمس الجمعة رغم رفض وتحذير شباب “,”كتائب الردع الإخوانية“,” كما جاء في تعليقاتهم على الأحداث الدامية في المنصورة، وكما حدث أمام دار الحرس الجمهوري الأسبوع الماضي؟
قيادة تهون لديها دماء وأرواح الناس.. كل الناس.. لتقدم نفسها وجماعاتها في صورة الضحية المغدورة.. وتتغافل تلك القيادة “,”المأزومة“,”.. أن هذه “,”الحيلة التاريخية“,”.. انكشفت وبارت.
ولم يبق أمام “,”الجماعة“,”.. وهي تنسحب من المشهد غير اللجوء إلى الورقة الأخيرة.. التفجيرات والقنابل بزرعها في الأماكن الحيوية والمنشآت العامة، لخلق حالة من الفوضى والترويع للمواطنين، وقد يأتي في هذا السياق أيضاً، محاولات اغتيال الشخصيات ورموز بعينها.. (وتاريخ الإخوان يشهد على أنهم فعلوها في الماضي.. وها هم يقدمون عليها الآن) ولكن هيهات لقد كتبت جماعة الإخوان نهايتها.. وهي الآن تلعب في “,”الوقت الضائع“,”.. لا أكثر!