الفن حياة، والسينما مُتعة، بهاء، غذاء للروح، رسم ملتصق بجدار الذاكرة، ومرآة للتاريخ . لذا لست راضيا عن موقف السينما المصرية من نصر أكتوبر فما أنتج من أفلام تتناول الحرب ضئيل ومحدود وبعيد تماما عن تفاصيل تلك المعارك .
من فيلم "بدور" و"الرصاصة لا تزال فى جيبى" إلى "حكايات الغريب" و "أيام السادات" لم يغُص عمل فنى فى قصة الحرب والإعداد لها والقادة التاريخيين الذين شاركوا فيها والخطط التى وُضعت، وتفاصيل المعارك ويومياتها.
إننا حتى ليس لدينا أى تسجيل حقيقى للمعركة أو أي من جوانبها، وحتى مشاهد العبور التى تُذاع كل عام مشاهد "مفبركة" لأن القيادة العسكرية رأت عدم اصطحاب مصورين معها التزاما بالسرية.
إن الفريق سعد الشاذلى يذكر فى مذكراته أنه طلب رسميا تصوير العبور، لكن مشاورات القادة انتهت إلى استبعاد ذلك ضمانا لخطة الخداع الاستراتيجى. وكان أن قامت ادارة الشئون المعنوية بعد وقف اطلاق النار بعمل عبور تمثيلى لتصويره، وهو ما أفقدنا جانبا هاما من الحرب الإعلامية التى شنتها إسرائيل على مصر لتدعى أنها انتصرت فى اكتوبر ووصلت إلى حدود السويس.
لقد احتفلنا بالنصر ورفعنا أعلامنا وتبادلنا التهانى وترحمنا على الشهداء ، لكننا لم نعط 6 اكتوبر حقه. لم نترك للاجيال القادمة عملا موثقا حول المعركة . لم نمنح شهداء الوطن حقهم الانسانى فى أن يعرف أحفادهم مقدار ما قدموه من تضحية. لم نقدم التحية اللازمة لرجال المعركة سواء على الجانب السياسى أو العسكرى. لم نؤرخ للمعركة بشكل حقيقى بعيد عن الافتخار الشخصى أو الثأر الذاتى.
من هُنا كان على الدولة التخطيط لعمل فنى قومى. فيلم أو مسلسل درامى يوثق لتاريخ اكتوبر بوقائعه الحقيقية، ويشارك فيه كبار النجوم. وتصورى أن ذلك العمل من الممكن أن يعتمد على الكتاب الموسوعى للواء جمال حماد الذى صدر بعنوان " المعارك الحربية على الجبهة المصرية فى 1973 " وهو عمل موضوعى ، تفصيلى ، بعيد عن أى انحيازات أو تجنٍّ .
إن الأمم تؤرخ أمجادها وانتصاراتها من خلال ترجمتها إلى روائع فنية جميلة رائعة، فالكاميرا تخليد للأحداث، والفن توثيق للواقع، وخير الأمم التى تستغل قدراتها وإمكاناتها الحضارية والانسانية فى صناعة الجمال. ولاشك أن عملا فنيا كبيرا عن أكتوبر هو غاية الجمال فى زمن اتسعت فيه مساحات القبح، والله أعلم .
من فيلم "بدور" و"الرصاصة لا تزال فى جيبى" إلى "حكايات الغريب" و "أيام السادات" لم يغُص عمل فنى فى قصة الحرب والإعداد لها والقادة التاريخيين الذين شاركوا فيها والخطط التى وُضعت، وتفاصيل المعارك ويومياتها.
إننا حتى ليس لدينا أى تسجيل حقيقى للمعركة أو أي من جوانبها، وحتى مشاهد العبور التى تُذاع كل عام مشاهد "مفبركة" لأن القيادة العسكرية رأت عدم اصطحاب مصورين معها التزاما بالسرية.
إن الفريق سعد الشاذلى يذكر فى مذكراته أنه طلب رسميا تصوير العبور، لكن مشاورات القادة انتهت إلى استبعاد ذلك ضمانا لخطة الخداع الاستراتيجى. وكان أن قامت ادارة الشئون المعنوية بعد وقف اطلاق النار بعمل عبور تمثيلى لتصويره، وهو ما أفقدنا جانبا هاما من الحرب الإعلامية التى شنتها إسرائيل على مصر لتدعى أنها انتصرت فى اكتوبر ووصلت إلى حدود السويس.
لقد احتفلنا بالنصر ورفعنا أعلامنا وتبادلنا التهانى وترحمنا على الشهداء ، لكننا لم نعط 6 اكتوبر حقه. لم نترك للاجيال القادمة عملا موثقا حول المعركة . لم نمنح شهداء الوطن حقهم الانسانى فى أن يعرف أحفادهم مقدار ما قدموه من تضحية. لم نقدم التحية اللازمة لرجال المعركة سواء على الجانب السياسى أو العسكرى. لم نؤرخ للمعركة بشكل حقيقى بعيد عن الافتخار الشخصى أو الثأر الذاتى.
من هُنا كان على الدولة التخطيط لعمل فنى قومى. فيلم أو مسلسل درامى يوثق لتاريخ اكتوبر بوقائعه الحقيقية، ويشارك فيه كبار النجوم. وتصورى أن ذلك العمل من الممكن أن يعتمد على الكتاب الموسوعى للواء جمال حماد الذى صدر بعنوان " المعارك الحربية على الجبهة المصرية فى 1973 " وهو عمل موضوعى ، تفصيلى ، بعيد عن أى انحيازات أو تجنٍّ .
إن الأمم تؤرخ أمجادها وانتصاراتها من خلال ترجمتها إلى روائع فنية جميلة رائعة، فالكاميرا تخليد للأحداث، والفن توثيق للواقع، وخير الأمم التى تستغل قدراتها وإمكاناتها الحضارية والانسانية فى صناعة الجمال. ولاشك أن عملا فنيا كبيرا عن أكتوبر هو غاية الجمال فى زمن اتسعت فيه مساحات القبح، والله أعلم .