الإثنين 23 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

مدنية ديموقراطية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
استمعت إلى خطبة رئيس مصر أمام الأمم المتحدة العديد من المرات ثم قرأت نصه أكثر من مرة لأنه خطاب متوازن لا يخاطب الغرب فقط ولا العرب فقط بل يخاطب الجميع بصدق وإخلاص ووطنية.
بل خاطب اليهود ايضا وخاطب الفلسطينيين، وأكد على الحق الفلسطينى الذى اغتصبه "الصهاينة"، وأعلن بشجاعة عن أن مصر مع عودة الأراضى المحتلة لما قبل حدود 67 وإقامة الدولة الفلسطينية عليها وعاصمتها القدس الشرقية، ولكنه أيضا أشار بتدين غير متعصب إلى أن قيم السلام والتسامح فى ألاديان الثلاثة السماوية يهودية كانت أو مسيحية أو إسلام يجرى تحريفها واعتبارها غطاء لما أشار اليه من أن مجموعة تسعى إلى السلطة وإقامة دولة الخلافة بالقوة والعنف والأديان منها براء.
أيضا وضع العنوان لمحورى الحل، الأول هو المواطنة بإقامة دولة مدنية ديموقراطية الكل أمامها سواء تؤمن بحرية ألاعتقاد وحرية العبادة، وأنت تلاحظ هنا أنه قال حرية ألاعتقاد مختلفة عن ممارسة العبادات، وهذا قول لم يستطيع أى من رؤساء مصر أن يقولوه بهذه الشجاعة، ولأن الرئيس يزن كلماته بميزان حساس فلا أظن أن عاقل فى دولة إسرائيل يختلف معه ولا وطنيا فلسطسنيا يختلف مع ماقاله الرئيس.
أما المحور الثانى، فهو مواجهة الإرهاب والتطرف، ونحن نعلم أن المواجهة يجب أن تكون مواجهة فكرية وثقافية ودينية بألاضافة إلى المواجهة الأمنية، والمتابع لما يفعله الرئيس يتذكر أنه فى جلسة حميمة مع الفنانين إستمع إلى مايشكل عقبات أمام الفن المصرى بروح ودودة ومجاملة إلى أقصى حد (قال: فين الست فاتن, ولما وقفت وهمت بالذهاب إليه قال: (ابدا.. ابقى فى مكانك وسأنزل اليكى) ولا يخفى على أحد أن الرئيس لا يضيع الوقت بل ويعرف قيمة الثوانى ويقول يجب أن نقفز وليس فقط أن نتقدم، ولذلك لا أظن أنه جلس مع الفنانين لاضاعة الوقت أو ألاستماع إلى أصواتهم الحبيبة ووجوههم الجميلة فقط، بل لتأكيد دور الفن فى مواجهة ألارهاب.
وكنا نعتقد أن ممثلى الدول فى الأمم المتحدة فى الأغلب والأعم سينسحبون أسوة بما فعله الوفد التركى أو على الأقل سيقابلون الكلمة بالبرود المعهود للدول والتى تكيل بمكيالين ولكن فوجئنا بعاصفة من التصفيق لم تحدث لأى رئيس من قبل.
وأظن أن الموقف العالمى تحسن قليلا بعد هذه الكلمة وأقول قليلا لأن الدول ستتراجع على استحياء حفظا لماء الوجه ليس إلا، ولكن ما أعجبنى جدا وأظن أنه أعجب كل مصرى هتاف الرئيس السيسى فى نهاية كلمته "تحيا مصر" ثلاث مرات، مرة من اللسان ومرة من القلب ومرة من العقل، وها أنا أشاهد سفير ألمانيا فى مؤتمر صحفى اليوم وهو يقول "نتمنى أن نشارك مصر فى حفر قناة السويس الجديدة أو حتى فى المشاريع الاستثمارية التى ستقام حولها".
تحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر.