الأربعاء 03 يوليو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

نداء.. نداء.. نداء

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
النداء الأول :
إذا كان الإخوان قد تمكنوا من ركوب ثورة 25 يناير ليجعلوها سبيلاً إلى أخونة الدولة، فإن الثورة الثانية في 30 يونيه التي لم يشارك فيها سوى طلاب العلمانية ليبراليين واشتراكيين وناصريين قوميين هي ثورة سياسية استكملت نضوجها لتغيير منظومة الحكم بكاملها. ومن ثم فإن كان الهدف الأول المعلن والضروري هو إقامة صلب الدولة الاقتصادي، فإن هناك شئوناً يجب أن تكون لها الأولوية والضرورة الأقصى، وهي تطهير الجهاز الإداري للدولة وبشكل فوري لا يحتمل انتظار أو ميوعة، وإن كان قد تم عزل الرئيس الخائن والمجرم في حق شعبه الذي أجلسه على الكرسي، وتم إلغاء الدستور وحل الوزارة ومجلس الشورى، فإن ما تم غرسه في جهاز الدولة الإداري من إخوان وعملاء من مديرين وفنيين ومشرفين وخبراء ومحافظين ووكلاء محافظين ورؤساء مدن ومراكز شباب.. إلخ هو سوس يتوحش وينمو في بدن الدولة ينخرها من الداخل ويهدمها بالعمد، وأن يتم استبدالهم بزهور مصر وأولاد بطنها الطاهرة من شبابها المثقف والواعي، وبحماسهم الثوري وعشقهم لوطنهم يمكنهم أن ينهضوا بهذا الجهاز الإداري، ويحوزوا الخبرة الإدارية التي تؤهلهم فيما بعد ليكونوا كوادر تقود سفينة الوطن نحو التقدم والرخاء والسلام وليبحروا ببلادنا نحو النور.
النداء الثاني :
معلوم أن وزارة الأوقاف خلال عام واحد قد قامت بتغذية المساجد في كل ديار مصر بالإخوان المجرمين وبأكثرهم تأثيراً وأشدهم توحشاً ونكيراً، ولو تركنا هذا الوضع كما هو عليه، فإني أحذركم أن عيد الفطر لن يكون عيداً وسيكون هو يوم الحشد الإخواني لإحداث رجة كبرى للوطن، وألا نتوهم أنهم قد ألقوا السلاح، فهم لم يلقوه ولم يستسلموا، وسيستثمرون العيد وصلاة العيد في الساحات الجامعة، وهنا دور الأزهر وهو مستهدف وهدف للإطلاق والتنشين، الذي لابد أن يحمله بسرعة ليقود برجاله ( الشرفاء منهم والوطنيين ) لصلاة العيد الجامعة بكل ساحات مصر. حتى لا يتحول العيد إلى مأتم كبير وأهيب هنا بكل من هم أُضير من حكم الإخوان من رجال الأعمال ليقوموا بتمويل ساحات صلاة العيد ولا بأس هنا من توزيع كُتيب يشرح مأساتنا مع الإخوان ودور المواطن في إعادة البناء في كل ربوع مصر وساحاتها، مصحوبا بالتهنئة بالعيد وبالخلاص من حكم الإرهاب في علب تذكارية تحمل صورة علم مصر، في إيجاز مصحوب بصور الأحداث المؤلمة والمبهجة تشرح جرائم الإخوان ومعاني المواطنة وحب الوطن ودور الجيش والشباب المصري في بناء بلده دفاعاً عن مصالحهم، ليكون كتيبا تذكاريا لثورة 30 يونيو المجيدة، وعلى كل من أُضير الظهور في هذا اليوم لمنع الإخوان من الاستيلاء على المشترك الاجتماعي العام.
النداء الثالث :
إذا كان الإسلاميون قد هُزموا بالسقوط العسكري للخلافة العثمانية فإن فكر الخلافة لم يمت بل غذى نفسه بفكر عدو الخلافة العثمانية محمد بن عبد الوهاب، وازداد شراسة ودموية مستمدا أصوله الفلسفية من ابن تيمية وابن القيم الجوزية ليشكل خطراً تنامى حتى انتهى إلى إرهاب كامل المواصفات. وإذا كانوا قد سقطوا مرة ثانية على يد المصريين الذين سيسجل لهم التاريخ هذه المكرمة والبطولة الملحمية، فإن فلسفتهم الفكرية لم تزل قائمة في ثقافة المجتمع، ومن هنا فإن الثورة الثقافية تصبح المطلب العميق الذي لا يجوز التهاون فيه، ولابد من تشكيل بناء حقيقي للقضاء على الأمية ببرنامج زمني محدد نحتفل فيه بوفاة آخر أمي في مصر، وإعادة تشكيل البرنامج التعليمي المصري في كافة مراحله، مستفيدين بالتجربة المتميزة لدولة الامارات بهذا الشأن التي استضافت فروعا لأهم المؤسسات التعليمية الرائدة في العالم على أرضها، وليس عيباً أن نستفيد بتجارب الأمم المتقدمة بل واستيراد أنظمتها إذا أردنا اللحاق بها. والأهم هنا استعادة رموز النهضة المصريين في الإعلام والتعليم من طه حسين إلى عبد الرازق إلى محمد عبده إلى قاسم أمين إلى العقاد إلى لطفي السيد إلى أحمد أمين إلى الشيخ أمين الخولي، وغيرهم من نجوم تلألأت بها سمائنا ودرسهم إخواننا العرب في بلادهم في النصف الثاني من القرن الماضي ليلحقوا بنا زمن النهضة، وأن يقوم الإعلام بدوره المُلح والمُستدام لإحياء طه حسين وعبقريات العقاد والمسرح والسينما والباليه من فنون ترتقي بالروح وتسمو بالنفس، أم كلثوم والقصبجي والسنباطي وزكي طليمات ويوسف بك وهبي وزكي باشا رستم، وإعادة التماثيل التي تم رفعها إلى ميادين مصر وشوارعها وفتح الشوارع للفنانين العالميين في حُسن ضيافة لإعادة الجمال لبلدنا بهية البهية والمحافظة على جرافيتي الثورة الذي يُعد أجمل معرض مفتوح، عودة مطلوبة لقفزة نحو الأمام للخروج بالفن وخاصة الموسيقي والغنائي مما وصل إليه من هبوط وتدن مقرف لا يليق بعاصمة الفن العربي في الزمن المباركي، غير المأسوف عليه، نريدها علمانية بسيادة منهج التفكير العلمي واستحضار روسو وفولتير ومونتسكيو وبتهوفن وموتزارت والشعر الحديث والقصة والرواية والمسرحية.. ثورتنا لم تقم لتغيير رئيس أو وزارة فقط. إن جمال عبد الناصر رغم كل اختلافي مع التجربة بسبب الهزيمة العسكرية الفادحة، التي حولت صباي لحزن لا ينتهي، فإنه كان صاحب رؤية شاملة، لذلك تحول انقلابه العسكري إلى ثورة حقيقية بمشروعه الطموح، فارتقى بالتعليم إلى التعليم الحديث ودعم بقوة الفنون بأنواعها تشكيلية وتمثيلية، وظهرت في زمنه روائع السينما والمسرح والغناء والموسيقى والحريات الشخصية ( دون السياسة بالطبع )، تجربة عبد الناصر درس لمعنى الثورة، فالثورة ليست تغيير الحكام لأن الرمال المتحركة تحتنا والطين يغلف العقول والعيون والنظافة من هذا كله بثورة ثقافية شاملة تصحبها ثورة في التعليم والإعلام لتثبيتها على أعمدة خراسانية متينة هدف يجب أن يبدأ الآن ولا يقل أهمية عن الاستقرار الاقتصادي.
سؤال كُفري :
قبل ثورة 25 ينار 2011، كان صاحب هذا القلم هدفاً لكل ألوان التجريح والتصغير وحرب الإشاعة والتخوين والمحاكمات لدرجة كانت أسوأ من تكسير العظام، ومع إشاعة تزويري لدرجة الدكتوراه تخلي عني كثير من الليبراليين كما لو كانوا يتعلمون منى زيفاً وتزويراً أو يقبلون كتاباتي لأني دكتور وكما لم أدخل جامعات وأتخرج منها، وكان هذا أكثره ألماً على نفسي، حتى ألجأني الإسلاميون إلى حائط بلا مهرب لإثبات إسلامي، ولم يتم قبول هذا الإثبات وظلوا على ديدنهم في حالة تكفير ديني ووطئي لا تهدأ حتى طالبوا بسحب الجنسية عني، هذا كله رغم حصولي على حكم ضد من أطلق الشائعة وسبكها وروجها، ولاحظت أن بعضهم ممن سحبوا الدرجة مني قد دونوا على الويكيبيدا تراجعهم ولكن خُطوة واحدة ومنحوني الماجستير فقط، ولم يشغلني في الأمر كله إلا موقف تلاميذي وزملائي، وقد أعلنت وأصر على إعلاني أني راسب ابتدائية قديمة ( لم أحضر هذا الزمن بالمناسبة )، ولم يعد إلى حضني من أفنيت العمر في تعليمهم بإخلاص وتفاني. المهم أن كل هؤلاء من تلاميذي وزملائي قد أصبحوا مع حكم الإخوان جميعهم وبلا استثناء خونة كفاراً بعقد الشدة على الراء، ولم أعد وحيداً في الكفرولم أعد وحيدا في التزوير ولم أعد وحيدا في الكفر الوطني، وهو ما أنبأتهم به أنه سيحدث لو وصلوا الإسلاميون من أي فصيل إلى الحكم قبل أن يصلوا إليه بسنوات، وأصبح الكفار كثرة يملأون الوطن والكفر ملة واخدة، وصار لي عُزوة وأصبح زملائي وتلاميذي يقفون معي في نفس الطابور لكن خلفي بإنوف مكسورة.
و السؤال الذي أطرحه بعد أن قام المكفراتية بتكفير المجتمع المصري أزاهرة وصوفيين وليبراليين وعلمانيين واشتراكيين وناصريين وأقباط وشيعة وبهائيين في سيل فتاوى موثق صوتاً وصورة، هو :
إذا كنا قد صدر بشأننا فتاوى تؤكد كفرنا فأننا قد أصبحنا جميعاً في النار، وانهيار سلطان أصحاب الفتاوى لن يخرجنا منها، فقد نفذ السهم وصدرت الفتاوى ومعها لن يصح لنا صوم رمضان ولا صلاة ولا اعتكاف ولا تراويح. في 30 يونيه دخل 40 مليون جهنم والمعنى أن من صام وصلى واعتمر بالأرض المقدسة فكل فعله باطل بعد تسجيلهم في سجلات مالك خازن النار، فهل والحال كذلك أن يتوقف المصريون عن العبادات لأنه ما دمنا كفار إذن مهما فعلنا فلا قبول لهذه العبادات ولا معنى لها. لأنهم بذلك إنما يصومون ويصلون ويعتمرون في جهنم. فلماذا إذن ؟ ولماذا لا نعيش على كيفنا نعب من الخطايا ولذات الطريق إلى الجحيم ؟
على من أصدر هذه الفتاوي أن يوضح لنا هل كانوا جميعاً مفترين على الله والدين والعباد، وكذبة وأشرار ومجرمين ؟ مطلوب منهم أن يجددوا لنا مصير الشعب المصري، كل الشعب المصري رفضهم وكفر، هل ستعترفون أنكم المفترين على الله ودينه وعباده وتعلنون ذلك من باب مصلحتكم في عفو ربكم ولتلقوه بأقل قدر من الآثام ؟ أم ستتركوننا في جهنم للأبد ؟.. سؤال يتعلق بمصير شعب عريق في إيمانه.