تناولت الصحف الروسية الصادرة اليوم الثلاثاء نتائج قمة رؤساء الدول المطلة على بحر قزوين، التي عقدت أمس الاثنين في مدينة استراخان جنوب روسيا، وشارك فيها رؤساء روسيا وأذربيجان وإيران وكازاخستان وتركمانيا.
وتم خلال القمة التوقيع على بيان سياسي أشير فيه إلي أنه سيتم في عام 2015 المقبل في كازاخستان التوقيع على اتفاقية حول تحديد الوضع القانوني لبحر قزوين.
وذكرت صحيفة (نيزافيسيمايا جازيتا) أن زعماء الدول الخمس اتفقوا خلال القمة على عدم السماح بأي تواجد عسكري في منطقة قزوين لأية دولة لا تطل على هذا البحر، وأشارت إلى أنه جرى الحديث بشكل منفصل عن موضوع خطوط أنابيب نقل النفط والغاز عبر قزوين وتبين أن التناقضات والخلافات في هذا الشأن تتسم بطابع حاد جدا، وقالت إن "حل موضوع صفة قزوين لن يحل التناقضات والخلافات حول الأنابيب".
ونقلت الصحيفة عن الكسندر كنيازيف الخبير في شئون آسيا الوسطى والشرق الأوسط قوله إن "تسليم راية عقد القمة المقبلة لكازاخستان يتسم بمغزى محدد.. فمن بين الدول الخمس المطلة على قزوين يبقى موقف كازاخستان الأكثر حيادية".
ومن جانبها، ذكرت الخبيرة الروسية يوليا ياكوشيفا أن موقف إيران يتميز عن مواقف الدول الأخرى لأنها تصر على الاحتفاظ بتلك المنطقة الوطنية من بحر قزوين، التي حصلت عليها عند تقسيم مياه قزوين بين إيران والاتحاد السوفيتي السابق، معربة عن عن اعتقادها بأن طهران ستضطر في المحصلة إلي إبداء بعض المرونة في موقفها أمام إصرار الدول الأربع الباقية.
وتتكهن (نيزافيسيمايا جازيتا) بأن موضوع مد خطوط نقل النفط والغاز عبر مياه قزوين سيبقى مفتوحا بدون حل حتى لو تم إقناع إيران بشكل أو بآخر بالموافقة على حل موضوع صفة قزوين القانونية والتوقيع على الاتفاقية الخاصة بذلك.
وبدورها، نقلت صحيفة (أر بي كا ديلي) عن خبير شئون آسيا الوسطى اركادي دوبنوف قوله إن "ثمة خلافات متبادلة بين إيران وتركمانيا وأذربيجان حول القسم الأوسط من بحر قزوين المغلق، وتحديدا حول حق امتلاك بعض حقول النفط والغاز هناك"، لافتا إلى أن هذا الأمر بالذات يعرقل التوصل إلي اتفاق حول الوضع القانوني لهذا البحر".
ومن جهته، اعتبر مدير معهد التعاون في بحر قزوين سيرجي ميخييف - في حديث لصحيفة (أر بي كا ديلي) - أن اتفاق الأطراف المشاركة في القمة على قواعد تقاسم منطقة الـ25 ميلا يعد بحد ذاته إنجازا كبيرا، منوها إلى أهمية مبادرة رئيس كازاخستان نورسلطان نزاربايف بشأن قيام الدول الخمس المطلة على قزوين بإنشاء منطقة تجارة حرة بينهم.
كما ذكر اليكسي مالاشينكو من مركز (كارنيجي) بموسكو للصحيفة أن موقف إيران قد تغير في ضوء الأزمة الأوكرانية حيث أنها أدركت الأهمية الاستراتيجية للتعاون معها بالنسبة إلي روسيا والغرب.
