تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
منذ انسحاب حزبي الوسط والوطن من تحالف ما يسمى بدعم الشرعية، ونحن نلاحظ أن رائحة طبخة عفنة يتم الإعداد لها ، وما مرت أيام إلا وقد ظهر الاخواني المستتر عبدالمنعم ابوالفتوح في الصورة ، ليجتمع ثلاثتهم وقد اتحدت كلمتهم على تشكيل تحالف جديد، طبعاً هذا حقهم ولا عيب في ذلك، ولكن من حقنا أيضاً أن ندق جرس الإنذار عالياً لنحذر من تسلل جديد يتم الإعداد له على نار هادئة.
ويهدف ذلك التسلل لأمرين .. الأول هو توسعة التحالف الجديد حسب ما جاء في تصريحات الدكتور يسري حماد، نائب رئيس حزب الوطن والذي قال بوضوح إن انسحاب حزب الوطن من «تحالف دعم الشرعية»، جاء كخطوة لإقامة تحالف يضم أحزابا وقوى سياسية غير محسوبة على التيار الإسلامي، وهنا مربط الفرس ، تتكرر نفس اللعبة ويختفي المتأسلمون خلف الستار ليدفعوا بمن يقولون عن أنفسهم انهم ليبراليون أو حتى يساريون ليتشدقوا بالجملة الثورية ، بينما حقيقة الأمر هو استعادة الفاشية الدينية.
أما الأمر الثاني والذي يحاول حماد نفيه هو أنهم لن يخوضوا انتخابات البرلمان القادم، وهذا بالطبع نفي يؤكد الإثبات ، حيث تعلمنا وعرفنا أن تيار التأسلم السياسي هو حيوان انتخابي بطبعه وما ان تلوح له الفرصة لاقتناص مساحة باسم الصندوق الانتخابي إلا وانتهزها وتعامل معها والحقيقة أيضاً هي أن هذه من بديهيات العمل السياسي ، فلا لوم عليهم ولا تثريب.
إذن تبقى الكرة الآن في ملعب الإخوة المناضلين على المقاعد في أحزاب الصف المدني، وسؤالنا لهم .. هل أنتم مستعدون بالفعل جماهيرياً ومالياً لخوض تلك المعركة الفاصلة ، طبعاً أتمنى أن تكون استعداداتهم بالجدية التي تتطلبها المرحلة ، فأنا لا أشكك في موقف الصف المدني سياسياً ، ولكن مخاوفي دائماً هي مخاوف تنظيمة.
وإذا كان تنظيم الإخوان المسلمين قد تعلم من اليسار فكرة التنظيم ونفذها وبرع فيها ، فما المانع الآن أن يتعلم ابناء الصف المدني من المتأسلمين فكرة التواصل مع الجماهير، وأن يتعلم شبابنا فكر الالتزام المنضبط في المعارك المصيرية ، وتعالوا ننظر إلى تحالف المنشقين عما يسمى بدعم الشرعية ، وحسب ما جاء بالصحف قبل يومين أن القصة بدأت بلقاء تم الاتفاق عليه بعد اتصالات واجتماعات عقدها الدكتور محمد على بشر، والدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح وعماد عبدالغفور في المقطم قبل شهر، ولا تسألونني عن علاقة بشر الإخواني بالقصة ، قد تجدون أنتم تفسيرها اذا اتجهنا لفكرة توزيع الأدوار.
المخاوف على شكل البرلمان القادم.. لا أرصدها من باب الهاجس والفوبيا تجاه كل ما هو متأسلم ، ولكن لو لاحظ أحدكم تصريح الرئيس عبدالفتاح السيسي للصحفيين المصريين في نيويورك حول البرلمان عندما قال " لو جاء الإخوان إلى البرلمان بطريقة ملتوية سيثور الناس عليهم من جديد ".
نفهم من هذا أن الخريطة الانتخابية معقدة للغاية ، خصوم التقدم جاهزون بكل الأدوات ، أبناء الحضارة والوطنية مرتبكون ، وأصاب بعضهم الغرور والتعالي مختبئاً خلف جماهيرية الرئيس ومعتقداً أن التصويت لهذا البرلمان سيكون متطابقاً مع التصويت للرئيس في انتخاباته الماضية ، وهذا وهم كبير، فالعائلات في بحري والصعيد لن تتنازل عن مقاعدها التاريخية ، وأصحاب المال سيدافعون عن أموالهم بالحصانة، وكلهم مستعدون للتحالف مع أي كيان يحقق لهم مصالحهم حتى لو كان هذا الكيان يقوده ابوالفتوح وبشر.
لذلك .. كلما مر يوم دون تراكم انتخابي ودون اتفاق ودون وضوح للصورة فقد يصعقنا جميعاً برلمان قندهار القادم.