الأحد 24 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

بدل السكوت.. درس سميرة النعيمي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تنزف الرجولة من لحاهم، وتسقط النخوة عن جباههم، وتفر الإنسانية من قلوبهم فرارًا، كأنهم نسل الشياطين، ونطفة إبليس، وسلالة متوحشى البشرية منذ عصر هولاكو إلى أدولف هتلر.
عن داعش أتحدث، ذلك القبح المُقنّع بالإسلام والذى يتمدد على الخريطة بهمة وجموح ليثبت دون شك أن الله رحم مصر من وحل التأسلم، وظلام الإتجار بدين الله.
داعش وما أدراك ما داعش؟ عارُنا الذى يطاردنا، وظلامُنا الذى تبثه نصوص حمقاء ألصقت بالدين زورًا، وسلبيتنا وصمتنا القاتل دهورًا على الجهل والتطرف والتعصب.
كيف واتتهم الدناءة أن يوثّقوها ويجرجروها جرًا إلى حتفها؟ كيف سرت الدماء فى شرايينهم وهم يُطلقون الرصاص على أنثى؟
دقائق معدودات فصلت بين روح تتسلل فى هنيهة نحو عالم الحق، وأرواح تقفز فى جهنّم زُمرًا، عندما نفذّ أشاوس داعش الأقوياء حكم الإعدام فى سميرة النعيمى، تلك الوردة النابتة فى موصل العراق، والتى رفضت توبتهم المزعومة، وفضّلت الموت على الرضوخ لما رأوا.. قالت سميرة كلمتها وهى تعلم أن النتيجة هى الموت، بينما بقينا متفرجين، ساكنين، لا نفتح أفواهنا ولا نرفع أكُفّنا اعتراضًا.
من بيتها اختطفت على يد مغاوير القهر الجاهل، وفى مُحاكمة صورية أدينت بتهمة الردة لأنها وصفت أعمالهم بالبربرية، عرضوا عليها التوبة، فأبت ووقفت شامخة فى وجه الرصاص لتبعث رسالة إلى الخائفين والمترددين وماسكى العصا من المنتصف.. أن تموتوا رافضين للقبح، أفضل من أن تحنوا رؤوسكم تسليمًا واستسلامًا.. أن تموتوا يعنى أن تحيوا للأبد، لأن مَن قال "لا" لم يمت كما علّمنا أمل دنقل.. و"لا" هُنا واجبة ولازمة ومفروضة فرضًا فى زمن تحول الدين فيه إلى سكين، وانقلب الدُعاة إلى جناة، وصار الردَى هو الهُدى.
موت سميرة النعيمى هو درس لأصحاب النخوة.. عبرة لنشطاء الميكروفونات والمواقع الافتراضية، جرس إنذار للمتحلقين حول أصحاب اللُحى والمُهللين لهم، حزمة ضوء لدارسى مستقبل الإسلام السياسى.
هذه ناشطة حقوقية انتصرت على أخطر جماعات الإرهاب بصلابتها وجرأتها وشموخها سيدة أرجل من شوارب كثة، وامرأة بألف رجل ممن تعدون لأنهم يقبلون ويرضون ويطيعون شيوخ الجهل ورموز التخلف.
  .."الدرس واضح ـ كما يقول الشاعر الراحل عمر نجم، فهو: "لا من زعيم أو نفر * عامل علينا ولى.. من بنت زى القمر * يا أبو الحسين يا عَلِى.. لسه هاجرنا المطر. وسننتظره ليغسل أوحال داعش وأخواتها.
والله أعلى وأعلم..