الأحد 24 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

مرحبا بتاء التأنيث

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كانت اللفتة طيبة، والفكرة مبهرة، والحضور النسوي يعني بالفعل أن هناك ثورة، وهناك تغيير، وهناك وثب حقيقي نحو الحضارة والرقي.
كلما زادت مشاركة المرأة تراجع القبح، واتسع التحضر، وتجدد الأمل في وطن يستعيد نقاءه وصفاءه وجينات عظمته، ومتى أطلت الضفائر على بلادي أطل الخير، والظل، والسلامة، يسقط المجتمع الذكوري، والفكر الذكوري، والأدب الذكوري، والفن الذكوري.
عرفناهم قرونا ويا ليتنا لم نفعل، شوارب كمكانس الإسفلت لم تقدم ولم تُحدث، وإنما أخرتنا وخربت عقول العرب، هل تذكرون شارب صدام حسين؟ ما أرعد سوى مواطنيه البسطاء وما أبعد غازيا أو عدوا! أصوات خشنة كنعيق الغربان لا تكف عن الزعيق، هل نسيتم حنجرة معمر القذافي؟ ما استحق شفقة ولا رثاء عند رحيله بعد أن أحرق أهله وسحل ناسه لأنهم سلبوه أولوهيته المزعومة!
تفاءلت خيرا بمشاركة النساء، وشاركني تفاؤلي الوطني الجميل منير فخري عبد النور، راسما معي حلم الدولة المدنية الديمقراطية، مذكرا إياي بأيام الثورة الأولى عندما كانت المرأة المصرية مشاركة وداعمة ومؤمنة بحتمية النهوض.
قال لي الرجل المدهش بوسطيته، إن مصر لديها كفاءات عظيمة من النساء قادرة أن تبني الحلم وتفتح شبابيك الأمل للأجيال القادمة.
إنني- كنت وما أزال- أرى مثلما يرى نزار قبانى أن “,” الحضارة أنثى/ لأن القصيدة أنثى/ وسنبلة القمح أنثى/ وقارورة العطر أنثى/ وباريس – بين المدائن- أنثى/ وبيروت تبقى – برغم الجراحات– أنثى“,”، لذا فلا ثورة تنجح دون نساء، ولا حلم يتحقق بدون امرأة، ولا دولة عصرية تقام بعيدا عن تاء التأنيث.
فى عصر الإخوان المظلم شن المتأسلمون حروبا ذكورية مريضة ضد تاء التأنيث، في المقطم صفع أحد خدم المرشد الناشطة مرفت موسى على وجهها، وفي التحرير كمم أحد كوادر التأسلم فم المناضلة العظيمة شاهندة مقلد كي لا تهتف ضد فاشيتهم، وفي مجلس الشورى الذي كان تحت السيطرة الإخوانية رفض الأعضاء منح “,”كوتة“,” للسيدات في البرلمان القادم.
وقبل كل ذلك كانت من أغرب الوقائع التاريخية عندما صاغ سدنة الفرعون الجديد مادة في دستور مصر خصيصا لاستبعاد المستشارة تهاني الجبالي من المحكمة الدستورية.
كانت حروب دولة الإخوان على المرأة تصيبني بالاشمئزاز والغثيان والشعور بالحزن على وطن أعلى قيمة النساء وعظّمها طوال تاريخه فرأيناها ملكة كحتشبسوت، وثائرة كصفية زغلول، وشهيدة كشفيقة محمد، وكاتبة كبنت الشاطئ، ومبهرة الإبداع كأم كلثوم.
يقول الشاعر “,”بريخت“,”: “,”المستقبل في العالم للمرأة لا للملوك“,”، فالمجد كل المجد للضفائر والأقراط ونون النسوة.