السبت 19 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

العالم

الإخوان المسلمون من البنا إلى بديع (الحلقة الثالثة)

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بعد ثورة 1919، وهزيمة تركيا، وتهافت الخلافة قبل سقوطها رسميًّا، تزايدت الأفكار التجديدية ذات الطابع المدني الحديث.
ومن العوامل الهامة التي ساعدت على نشاط الفكر العلماني والقومي إلغاء «مصطفى كمال أتاتورك» للخلافة الإسلامية سنة 1924 وتحويله تركيا إلى دولة علمانية؛ وقد أدى ذلك إلى ظهور مؤلفات تنتهج نهجًا علمانيًّا في مقدمتها كتاب «الإسلام وأصول الحكم»، الذي ألفه الشيخ «علي عبدالرزاق»، القاضي بمحكمة المنصورة الشرعية، في أغسطس سنة 1925.
وسعى التيار المحافظ لنشر الأفكار الدينية، وتوالى ظهور الجماعات والجمعيات الإسلامية، الممثلة في جماعة «الشبان المسلمين» التي نشأت في نهاية عام 1927، ثم جماعة الإخوان المسلمين في عام 1928، وغيرهما من الجماعات الدينية.
لقد ساند حسن البنا إقامة جمعية الشبان المسلمين عام 1927، كما عمل مندوبًا محليًّا لمجلة «الفتح» التي تأسست حديثًا، والناطقة بلسان التجمعات الإسلامية المحافظة في ذلك الوقت، والتي أشرف على تحريرها محي الدين الخطيب، مدير المكتبة السلفية، وأحد مؤسسي جمعية الشبان المسلمين.
في سبتمبر سنة 1927، توجه الشاب حسن البنا إلى مدينة الإسماعيلية، حيث بدأ العمل مدرسًا في مدرستها الابتدائية. ومنذ الأيام الأولى له هناك، بدأ يحقق ما تمناه في سلك طريق التعليم والإرشاد والدعوة. وقد شرع الشيخ البنا في نشر آرائه في مجتمع الإسماعيلية، وكان ينتظر ردود الفعل لكي يتبين اتجاهات الناس، ثم يكيف خطته مع هذه الظروف، وقد استفاد –إلى حد كبير– من هذه الدراسة التطبيقية. كما استطاع أن يحدد العوامل المؤثرة في هذا المجتمع، والتي حددها بأربعة: العلماء، ثم مشايخ الطرق، ثم الأعيان، ثم رواد الأندية.
وكان من أثر محاضرات ودروس البنا أن حضر إليه ستة من الذين تأثروا بها من أهالي الإسماعيلية في إبريل 1928 هم: حافظ عبدالحميد «نجار»، أحمد الحصري «حلاق»، فؤاد إبراهيم «مكوجي»، عبدالرحمن حسب الله «سائق»، إسماعيل عز «جنايني»، زكي المغربي «عجلاتي»، وحدثوه في شأن الطريق العملي الذي يجب أن يسلكوه «لعزة الإسلام وخير المسلمين»، وعرضوا عليه ما يملكون من مال بسيط، وحمّلوه تبعة أمرهم، فكان القسم والبيعة، وبعد مشاورة معه على تحديد تسمية أنفسهم قال لهم: «نحن إخوة في خدمة الإسلام، فنحن إذن الإخوان المسلمون».
يتبع