الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

عين الإمارات الفايضة..!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كنت في زيارة موسعة لدولة الإمارات العربية المتحدة ضمن زياراتي المتكررة لهذه الدولة الطموح كمستشار لهيئة الاعتماد الأكاديمي بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وفي هذه المرة قمنا بزيارة للاعتماد الأولي لكلية الإعلام والاتصال بجامعة العين للعلوم والتكنولوجيا .. جامعة حديثة ورصينة ولها مقران في العين وأبو ظبي يتم الربط بينهما تكنولوجياً بشكلٍ جيد .
وبعد يوم عمل شاق امتد من التاسعة صباحاً حتى الخامسة مساءً، قام الأخ الأكبر العزيز الأستاذ الدكتور محمد بدر الدين أبو العلا مدير هيئة الاعتماد الأكاديمي – وهو الرجل الذي حمل ملف التعليم العالي في دولة الإمارات وجودته وتميزه التي لا تُضاهى في الدول العربية كافة على كاهله طوال العِقدين الأخيرين- بمرافقتنا في جولة شاهدنا فيها مالم نر أو نسمع عن دولة الإمارات عامة ومدينة العين خاصة.
وعرفنا أن مدينة العين قد سُميَت بهذا الاسم نسبةً إلى "العين الفايضة"، وهى عين ماء طبيعية زرناها في مكانٍ بديع تحيط به الخضرة من كل مكان، وقد أنشأت الدولة حديقة كبيرة كمتنزه عام يأتي إليه المواطنون والوافدون ومواطنو دول مجلس التعاون الخليجي والسائحون من كل مكان، وبه التسهيلات والخدمات كافة، كما بنت الدولة الشاليهات لمن يريد أن يستجم عدة أيام بعيداً عن الصخب والضجيج، وَلَكَمْ كنت أتمنى أن أُقيم في هذا المكان الرائع لمدة شهر لأنتهي من كتابة أحد كتبي الجديدة وسط الخُضرة والماء والهدوء، ولكن ما كل الأمنيات يمكن إدراكُها.
وإلى جوار منطقة "العين الفايضة" ، لاحظت مجموعة من الفيلات الحديثة تحت الإنشاء فسألت الدكتور بدر عنها ، فعلمت أنها مساكن تبنيها الدولة لمواطنيها حديثي الزواج ويحصلون عليها مجاناً، علاوة على منحة من صندوق الزواج قدرها 150 ألف درهم ، وهو الصندوق الذي أسسه المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ليكون أحد أعماله الصالحة التي لا تنقطع إلى يوم يُبعثون.
ثم زرنا بعد ذلك منطقة "مبزَرة الخضراء" عن سفح "جبل حَفيت" وهذه المنطقة إحدى روائع العالم في الخُضرة والأشجار وبها مناطق للشواء ومناطق للتخييم وفروع للمطاعم العالمية الشهيرة، وفي إجازة نهاية الأسبوع قد لا يجد الإنسان فيها موطئاً لقدمٍ، وكثياً ما يُفضل الإخوة العمانيون تمضية الإجازات فيها.
وبعد أن انتهينا من زيارة "المبزرة"، كانت الشمس قد غابت، مما كان يصعُب معه صعود "جبل حَفيت" بالسيارة، وهذا الجبل هو الذي يفصل دولة الإمارات عن سلطنة عُمان في جزءٍ من حدودها مع العين، وفي جزء آخر تفصل بين الدولتين منطقة البريمي القريبة من مركز مدينة العين. وأهم مايميز "جبل حَفيت" أن منزل صقر العرب الشيخ زايد كان فوقه، ولعل هذا المكان العبقري هو الذي أكسب الشيخ زايد هذه الرؤية المتسعة والنافذة للأمور، علاوة على الأناة والحكمة في اتخاذ القرار، فلا شك أن الجغرافيا تؤثر في الإنسان.
وقد علمت من أصدقائي في دولة الإمارات أن منزل الشيخ زايد رحمة الله عليه أعلى هذا الجبل مازال يحتفظ بكل ما يرتبط به من سيارة قديمة وفراشه والبئر الخاص بالمنزل، وقد كان الشيخ زايد يحرص حتى آخر عمره على زيارة منزله القديم ليأخذ العظة والعبرة ويحمد الله ويثني عليه على التطور الذي أصابته دولة الإمارات على يديه، ويتذكر هذه الأيام بكل فخرٍ واعتزاز. وقد حولت الإمارات هذا المنزل القديم إلى مزار يقصده القاصي والداني للتعرف على أسلوب حياة هذا الزعيم الذي كان من طرازٍ نادر، وهو نفس الطراز الذي قام بتربية أبنائه على نهجه وقيَمِه.
وبعد زيارة أربعة أيام لمدينة العين الساحرة ، انتقلنا إلى دبي بلد العجائب وحاضرة العرب والعجم لزيارة جامعة الغرير لبحث الاعتماد الأولي للدبلوم المهني في الصحافة. ولدبي معي قصصٌ وحكايا كثيرة لايتسع المجال لذكرها في هذا المقال.
وفي النهاية أقول إن الإمارات لا تُشعرك بالغُربة وأنت فيها، عكس دولٍ عديدة قمت بزيارتها، إنك تشعر عند إقامتك في الإمارات لأيامٍ أو لشهورٍ أو لأعوامٍ بأنها وطنك أياً كان موطنُك.