الإثنين 06 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

تجارة التحالفات الانتخابية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
البضاعة الرائجة في التحالفات الانتخابية التي تنعقد حاليا استعدادا للبرلمان ، هي أن تحالفنا هذا هو الموعود بالنجاح وأننا الظهير الشعبي للرئيس السيسي ، وأننا حزب الرئيس حتى لو لم يعلن الرئيس هذا ، فالرجل في مكان مرموق ولا يليق به معارك الاحزاب ، ويقولون ايضاً نحن نخوضها نيابة عنه وبمباركته ، كلهم يقولون تلك العبارة ، تصريحاً او تلميحاً.
هذه المصيدة دخلها ويواصل الدخول في شباكها ، قيادات طبيعية في مواقع جغرافية مختلفة ، كما تواصل تلك المصيدة التهام كثيرين من زعامات العصبيات القبلية وكذلك من يمتلكون مالاً وقرروا دخول البرلمان ، وبدأ تقسيم الأدوار بين المرشحين على المقاعد الفردية والمرشحين ضمن قوائم.
لذلك من حقنا ان نقول إن الأجواء مسمومة ، وان هذا الارتباك وهو وصف مهذب أفضل من قولى إن هذه الأطماع .. أكرر هذا الارتباك سيؤدى حتماً لنتائج مخيبة للآمال ، فليس منطقياً أن نقرأ عن صراع على مقعد رئيس مجلس النواب قبل الهنا بسنة مثلما سمعنا عن تطاحن عمرو موسى وأحمد الزند وأخيراً كمال الجنزوى كمنسق لتحالف لم يعرف المتحالفون فيه على أي شىء تحالفوا.
فإذا كان الارتباك قد أصاب النخبة المؤهلة لتشكيل البرلمان ، فماذا ننتظر من الناخب يوم التصويت ، لا شك أننا ننتظر منه ارتباكا مماثلا فيصعد الإخوان المستترين وكذلك السلفنجية ، كما ستصبح الفرصة سانحة لمن يقولون عن انفسهم ليبراليين وهم خدم مخلصون لأمريكا ، ستكون فرصتهم بأموالهم وبتحالفهم غير المبدئي مع المتأسلمين لينقضوا على البرلمان ، بينما تحالفات الوهم التجارية لن تجد إلا قفاها لتحكى خيبة وحسرة على ضياع المقاعد.
لا يوجد عندي وصفة جاهزة للخروج من المأزق ، فمن حفر حفرة وهمية عليه ردمها قبل فوات الآوان ، وأن يعرف حجمه الحقيقي عند الجماهير فلا يليق برئيس حزب الوفد السيد البدوي كل هذا الغرور بما أسماه تحالف الوفد المصري زاعماً أن حزبه وتحالفه يستحق الأغلبية ، وكأننا دخلنا عالم السياسة أمس ولا نعرف على وجه الدقة الوزن النسبي للأحزاب ، فالوفد كان ، وكان فعل ماضي ولا يجب أن أقول أكثر من هذا ، أما تحالف الجبهة المصرية الذي يضم أحزاب التجمع والمؤتمر والحركة الوطنية ، فقد شكل بناؤه الفوقي خللاً لدى قواعده ، وهو ما يشير لصعوبة معركته ، رغم مصداقية ذلك التحالف في خصومته مع المتأسلمين ووضوح معركته ضد عملاء أمريكا إلا أن الانتخابات لا تدور بالنوايا الحسنة وعليه إن أراد النجاح البحث بدقة عن الأكفأ بين مرشحيه.
نرجع إلى محاولة البعض استهلاك اسم الرئيس السيسي في تلك المعركة ، وهي ورطة كبرى لا المدعي يستطيع الإثبات ولا الطرف الآخر وهو الرئيس يستطيع النفي ، فكلهم مؤيدون لدولة 30 يونيه ، وهنا مكمن الخطر ، حتى أن أحد المحللين حذر من ذلك مستعرضاً حكاية الدبة التي قتلت صاحبها – لا قدر الله – وقال عن المدعين إنهم انتهازيون كان من الممكن أن يطلقوا لحاهم نفاقاً للإخوان وهاهم يزايدون على الوطن.
 
ندق من الآن ناقوس الخطر ، فالبرلمان القادم ليس نزهة أو بوابة للفساد، إنه البرلمان المكمل لخارطة المستقبل ، وهو حسب الدستور الجديد من شأنه التنسيق مع الرئيس في خطط التنمية أو وضع العصا في العجلة ، وسيدخل المال السياسي بغزارة من أجل إجهاض مكتسبات دولتنا المدنية التي انتزعناها من براثن الإخوان ومن بين أنياب أمريكا، هم يريدون الرجوع بنا إلى المربع صفر، والخوف كل الخوف أن يساندهم تجار التحالفات دون وعي بمنحهم انشقاقات في الصف المدني.