كل عيلة تنقسم على ذاتها تخرب، وكل وطن ينقسم على ذاته يخرب، فالاتحاد ليس فقط قوة بل هو أيضا فخر، فإذا سألت أى فرنسى عن رأيه فى إزالة برج إيفيل لأجفل ورد قائلا "هذا رمز وطنى ولا يجب إزالته بأى طريقة ولا بيعه تحت أى ذريعة"، وإذا سألت أى صينى عن هدم سور الصين العظيم أو ماتبقى منه لرد عليك بمنتهى الحدة بأن هذا السور العظيم هو مايرى على الكرة الارضية من القمر الصناعى، وإذا وضعت نفس السؤال لأمريكى عن تمثال الحرية لظن أنك مجنون، ولن أطيل فى باقى الرموز الوطنية للدول المختلفة ولكن لتوضيح أن الشعوب المتقدمة والتى يطلق عليها النامية تتمسك برموز هى رموز وطنية اكتسبت قيمتها من الزمن والتاريخ وبعض الوقائع إلا فى مصر، فمصر منقسمة على ذاتها، البعض يعتقد أن الاهرامات هى مايجب أن يوضع على العلم المصرى وجزء صغير من هذا الشعب يعتقد بوجوب هدمها لسبب أو لآخر، ولا يعرف أن ألارض مغطاة بالسحب ولا يستطيع أى قمر صناعى أن يحدد مكانه إلا إذا كان تحت الثلاث نجوم التى تعرف باسم "حزام هرقل"، فهذا الحزام هو بالضبط الثلاثة أهرامات التى على هضبة الجيزة وأن هذه الاهرامات هى معلم مصرى وعالمى فى نفس الوقت وستخسر الانسانية جميعا من هدمها، أيضا الاثار المصرية العظيمة مثل أبو الهول الذى لا يعلم اسمه المصرى أى مثال مصرى بل يعرفون فقط الاسم العربى أبو الهول، وعندما اشتكت مصر الى اليونسكو أن الصين بصدد بناء مجسم لابو الهول وذلك بغية التصوير السينمائى قالت اليونسكو كلمتها من أن هذا التمثال الضخم هو معلم إنسانى ولا يجب صنع تقليد له.
وليس بعيدا عندما قامت الجماعات التى لا أعرف اسمها بالتحديد بتدمير تمثال بوذا فى أفغانستان ورفضوا حتى فكرة نقله إلى مكان آخر حتى لا يدنس أرض افغانستان أو بيعه وأصروا على تدميره وهانحن نرى أن بعد هذا التدمير لم تنهض أفغانستان بل قل موردها السياحى قلة ملحوظة بعد تدمير هذا التمثال العظيم، وعندما دخل عمرو بن العاص إلى مصر فى زمن الصحابة الاجلاء وهو زمن عمر وكان يستشيره فى كافة مناحى الحياة لم يحاول عمرو هدم رأس التمثال الذى كان يبرز من الرمال فى ذلك الوقت، أيضا لم يحاول أن يهدم أيا من المعابد أو التماثيل بل سماها قصورا ومن هنا جاء اسم الاقصر لتعدد المعابد أى القصور، ولو كان وجود هذه التماثيل التى لا تعبد الان ولم تعبد فى الماضى ولن تعبد فى المستقبل تمثل أى خروج عن الدين إلا لبعض الناس وهم أقل ورعا من سيدنا عمر بن الخطاب الذى قال "لا تهدم المعابد ولا تقتلع الاشجار ولا تحرق النخيل" وهذا موجود فى الوثيقة العمرية بل تركوا التماثيل والمعابد على ماهى عليه وكذلك فعلت الديانة المسيحية ومن آمن بها هذه المعابد والتماثيل التى تعتبر كنزا للسياحة ودليلا على تفوق المصرى فى النحت والعمارة والفلك والفنون التشكيلية وهى مثل حى على تقدم المصرى فى العمل الجماعى وإلادارة الجيدة لمجموعة المثالين التى تعمل بتناغم على نحت هذا العمل العظيم وعلى الحفاظ على النسب الطبيعية التى لا يستطيع إنسان أن يتصور كيف استطاعت مجموعة من المثالين أن تنفذ ماخطط على ورق البردى فى هذا العمل العظيم بهذا التناغم الذى يشهد به وله العالم كله.
وطبعا هناك اعتداء على هذا التمثال العظيم وعلى كتفه من "صائم الدهر" الذى حاول أن يهدم التمثال ولم يستطع وأيضا محاولة عمرو بن العاص فك أحجار الهرم الاكبر بالنار والخل وكان غرضه ليس هدم الهرم بل الاستفادة من أحجاره فى عمل سور حول مدينة الفسطاط التى بناها والتى انضمت إلى القاهرة فيما بعد وقد فشل فى فك أحجاره ومازالت آثار هذا الاعتداء ماثلة أمام الناس حتى الان.
ومايزال أمام البرلمان القادم أن يخلص إلى قانون وتشريع يحافظ على الاثار المصرية التى تمثل دخلا سياحيا لنا ولأبنائنا وأحفادنا من بعدنا، ورموزا وطنية تعمق من مصريتنا ووطنيتنا أمام العالم.
وليس بعيدا عندما قامت الجماعات التى لا أعرف اسمها بالتحديد بتدمير تمثال بوذا فى أفغانستان ورفضوا حتى فكرة نقله إلى مكان آخر حتى لا يدنس أرض افغانستان أو بيعه وأصروا على تدميره وهانحن نرى أن بعد هذا التدمير لم تنهض أفغانستان بل قل موردها السياحى قلة ملحوظة بعد تدمير هذا التمثال العظيم، وعندما دخل عمرو بن العاص إلى مصر فى زمن الصحابة الاجلاء وهو زمن عمر وكان يستشيره فى كافة مناحى الحياة لم يحاول عمرو هدم رأس التمثال الذى كان يبرز من الرمال فى ذلك الوقت، أيضا لم يحاول أن يهدم أيا من المعابد أو التماثيل بل سماها قصورا ومن هنا جاء اسم الاقصر لتعدد المعابد أى القصور، ولو كان وجود هذه التماثيل التى لا تعبد الان ولم تعبد فى الماضى ولن تعبد فى المستقبل تمثل أى خروج عن الدين إلا لبعض الناس وهم أقل ورعا من سيدنا عمر بن الخطاب الذى قال "لا تهدم المعابد ولا تقتلع الاشجار ولا تحرق النخيل" وهذا موجود فى الوثيقة العمرية بل تركوا التماثيل والمعابد على ماهى عليه وكذلك فعلت الديانة المسيحية ومن آمن بها هذه المعابد والتماثيل التى تعتبر كنزا للسياحة ودليلا على تفوق المصرى فى النحت والعمارة والفلك والفنون التشكيلية وهى مثل حى على تقدم المصرى فى العمل الجماعى وإلادارة الجيدة لمجموعة المثالين التى تعمل بتناغم على نحت هذا العمل العظيم وعلى الحفاظ على النسب الطبيعية التى لا يستطيع إنسان أن يتصور كيف استطاعت مجموعة من المثالين أن تنفذ ماخطط على ورق البردى فى هذا العمل العظيم بهذا التناغم الذى يشهد به وله العالم كله.
وطبعا هناك اعتداء على هذا التمثال العظيم وعلى كتفه من "صائم الدهر" الذى حاول أن يهدم التمثال ولم يستطع وأيضا محاولة عمرو بن العاص فك أحجار الهرم الاكبر بالنار والخل وكان غرضه ليس هدم الهرم بل الاستفادة من أحجاره فى عمل سور حول مدينة الفسطاط التى بناها والتى انضمت إلى القاهرة فيما بعد وقد فشل فى فك أحجاره ومازالت آثار هذا الاعتداء ماثلة أمام الناس حتى الان.
ومايزال أمام البرلمان القادم أن يخلص إلى قانون وتشريع يحافظ على الاثار المصرية التى تمثل دخلا سياحيا لنا ولأبنائنا وأحفادنا من بعدنا، ورموزا وطنية تعمق من مصريتنا ووطنيتنا أمام العالم.