الأحد 24 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

بدل السكوت .. "ضنك" وما أدراك من "ضنك"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ما أسهل الهدم وما أصعب البناء . ما أيسر أن ننتقد بحق وبدون حق، وما أقسى أن نقدم حلولا . ما أبسط أن نرفض ونشجب ونقاطع ونلعن ونطعن ونكره ، وما أعجز أن نُحلل وندبر ونفكر ونقترح ونبتكر .
عن حركة "ضنك " أتحدث . حركة اخوانية مستترة بهموم الناس الحياتية وتسعى إلى إحداث اضطراب ولخبطة وقلق فى الشارع المصرى . كما تاجروا من قبل بالدين ، يتاجرون اليوم بمشكلات الاقتصاد التى نحياها جميعا ونتذوق مراراتها منذ سنوات .
يظن أولئك أن الغاضبين من الحكومة بسبب انقطاع التيار الكهربائى أو تردى الخدمات او غلاء المعيشة يمكنهم أن يخرجوا عن شعورهم . يخربون المعبد على رؤوسهم تنفيسا عن هموم مكبوتة . يتمردون على واقعهم ويقودون سفينة الوطن إلى الغرق . يقطعون الطريق ويروعون الناس ويخربون المنشآت العامة والخاصة أملا فى اختلال الاوضاع الامنية ليعود الإخوان .
هل رأيتم مقامرة بالوطن والناس أكثر من ذلك؟ ساء ما يحسبون، أولئك الداعون إلى الفوضى والمنادون بالخراب . أى وطن يُبنى بقنابل الصوت وزجاجات المولوتوف ؟ وأى سيارة تتقدم بدماء مسفوحة ووقود غاضب ؟
إننا لا ننكر أن مصر تعانى اقتصاديا واجتماعيا كما لم تعان من قبل . خدمات متردية ، وصفوف من العاطلين، وانكماش فى المصروفات، وتراجع فى الانتاج ، وانخفاض فى الصادرات ، لكن ذلك لا يعنى أبدا أن نتردى أكثر ونتراجع أكثر ، ونتراجع أسرع .
وحتى لو تصورنا أن الاخوان لا علاقة لهم بالحركة التخريبية الجديدة ، فإن الانضمام إليها ليس حلا لمشكلاتنا . لن يؤدى التعبير عن الغضب إلى خير، ولن يُشغّل العاطلين أو يحسن الخدمات . لن تفتح الحركة لنا أبواب الاستثمار لتتدفق عليها رؤوس الاموال من كافة الدول .
إن السؤال الأهم فى تقييم الحركات الاحتجاجية هو الهدف من الحركة . هل تقدم الحركة أى حلول لمشكلات الناس؟ هل هناك فكرة جديدة لتنمية موارد الدولة ؟ هل طرحت الحركة حلولا حول أزمة الطاقة ، أو البطالة ، أو الغلاء ؟ هل قدمت أى حل عملى لأزمة التعثر ؟ هل اقترح أحد اعضائها أن البناء يحتاج إلى حوار ، وتفاعل ، وتناقش، واهتمام من الحكومة وعمل، وأنا أعلم أن ابراهيم محلب رئيس الوزراء لا ينام الليل ولا يهدأ بالنهار ، ولا يعتذر عن الاستماع لفكرة جديدة أو يلتقى أحد الناصحين أو المفكرين . إن الرجل حتى لا يتحرج أن يقول علنا فى مؤتمر عام " أنا خدام الشعب " وهو نموذج فريد يستحق المساندة والتشجيع رغم صعوبة العبء.
هذا والله أعلم .